أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان - غضب رفعت زيتون في -على شفا القيامة-














المزيد.....

غضب رفعت زيتون في -على شفا القيامة-


هدى عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 5462 - 2017 / 3 / 16 - 12:37
المحور: الادب والفن
    


هدى عثمان:
غضب رفعت زيتون في "على شفا القيامة"
عن دار الجندي للنّشر والتّوزيع في القدس صدر عام 2016 ديوان "على شفا القيامة" للشّاعر المقدسيّ رفعت زيتون، ويقع الدّيوان الذي يحمل غلافه الأوّل لوحة للفنّان التّشكيليّ الفلسطينيّ العالميّ جمال بدوان، ويقع في 104 صفحات من الحجم المتوسّط.
" ما زلتُ أُتابع هذا المشهد ،من تاريخ الشرق الذابل مذهولا ،يقتلني المشهد...يقتلني
أحزن ،أصمت ،أبكي...أصرخ"ُ . ص48
يبدأ الشاعر مجموعة ديوانه بقصيدة "جميع التراب ترابي" ، ليؤكد على حبه وانتمائه الوفي للشرق، فيقسم جميع التراب ترابي من الماء للماء لليابسة .
ومن ثم يبدأ الشاعر بالتعبير عن وجعه وألمه لما يجري في الوطن العربي من تمزق وحروب، بعد ما يسمى بالربيع العربي وكأنه حلم .
ففي قصيدة" وطن ذبيح" يرى الوطن يُذبح من خلال حلم ويصحو من كابوسه كالمركب المثقوب يسبح بالدماء .
يزداد وجع وألم الشاعر لدرجة الشعور بالإختناق والكفر بكل الولاة، فيقول في قصيدة "أكاد أموت إختناقا " كفرت بكل الولاة وجند الولاة عروشٌ من الريش نامت فوق عروش الجِياع جُناة طُغاةٌ ص14 .
وفي قصيدة" لن يطول الموت " تحث الصّبارة الشاعر على الصبر فيقول :
"يا أيها المحمول
فوق البرد ،حتما لن يطول الموت
أبشر بالحياة "..ص19.
أما الأمل نجده في قصيدة" سر باتجاه الياسمين"
وفي قصيدة" إلى رقة ِ النّايِ خُذني" .
بعض القصائد في الديوان مستوحاة من قصائد لشعراء كبار أمثال" أحمد مطر" "ولقمان ديركي" و" محمود درويش".
وهذا التكرار من الإيحاء يدل على درجة غليان غضب الشاعر، لكن مثلث الإيحاء لا يمنح للقصيدة خاصيتها وملكيتها.
يرد الشاعر رفعت زيتون على قصيدة" تهانينا" لأحمد مطر
ويستنكر تلك التهاني المزيفة، ويعبر عن حالة الإحباط النفسي والغضب من حالة التمزق والإنهيار في الوطن العربي فيقول:
"أقلت لهم تهانينا
على ماذا
على الأمجاد تُمحى
من دفاترنا".
ويقول مخاطبا الشاعر "أحمد مطر " :
"ألا يا شاعر النّهرين
جفّ النّهر في مجرى مآقينا . .......حزن ووجع
ألا يا شاعر النّهرين ِ
فقدٌ
أصبحت أيامنا فقدٌ" .
وفي إحدى قصائده" بان كي مون" يصب الشاعر غضبه على الرئيس الكوري رئيس المنظمة الدولية يهاجمه، يعاتبه لعدم إهتمامه بما يجري للوطن العربي فتصبح القصيدة ثورة غضب من نار .
إستخدم الشاعر الشعر الحر والعمودي، وعبّر الشاعر عن اُمنياته لسلامة الأوطان ورؤيته المستقبلية لها، وتمنياته بمجيئ الحرية، فتساءل في إحدى قصائده" قولوا متى سوف نشدو بصوت العصافير لحنَ الحياة ". وعبّر عمّا يحدث من ذل وظلم من الحكام، واستنجد بسيف هارون الرشيد؛ ليعيد للدم المراق وللشهداء الأطفال الكرامة بعد أن أصبحنا عبيدا لأمراء الفرنجة، وتمنى لو أنه ظفر بأبي تمّام للإشارة إلى حالة النصر في قصيدة فتح عمورية، كما واستنجد بعصا موسى للخلاص من الهزائم، وفتح المسَرّة، وعبّر عن خيبته من الربيع العربي، وتمنى لو أنه لم يأتِ بعد أن استبشروا برحيقه. كذلك عبر عن وجعه لمشهد الشهداء الذين يستشهدون على الشواطئ الأوروبية، كما وأشار إلى المعتقلين ووصفهم بالأُمراء خلف قضبان الحرية، فمدحهم وعزز من معنوياتهم الروحية في قصيدة جميلة من الشعر العمودي.
وبرغم الجراح فإنه يؤكد وَلائه للشرق في قصائد متشابهة، فمرة يقول سأبقى على الحب عهدا قديما( ص5)، وفي قصيدة أخرى(92) يقول الكل غيّر ثوبَه الشرقيَّ، لم يبقَ سواي متيّمٌ بالشرقِ، وأنهى الشاعر مجموعة ديوانه بقصيدة تحمل عنوان الديوان "على شفا القيامة " ليقول بعد كل هذا الوجع كأنه رأى القيامة تخرج من تلك الأوطان المعذبة، وهي ما زالت تنتظر الخلاص ومجيئ المسيح المنتظر.
يبدو التناص من القرآن الكريم من سورة يوسف جَليا في قصيدة" ليتني كنت ترابا" للإشارة للخذلان العربي .
سيطرت على الشاعر في قصائده عاطفة الغضب التي تمثل حالة الشاعر المجروح من الوضع في العالم العربي ففي قصيدة "إلى رقةِ النّاي خُذني " تبدو العاطفةُ واضحة .
يقول
" أنا ثورةُ الجرحِ
ذاك سبيلي
أُريد خروجا منَ الدمِ" .
كما تبدو عاطفة الحنان في اختياره للألفاظ التي توحي إلى ذلك" أُهديهم عينيَّ وقلبي رغيفا. " في قصيدة عيد الحب ستخدم الشاعر الأُسلوب الإنشائي، فكثرت التساؤلات والحوار الداخلي ليؤكد على نفسية الشاعر المقهور وأُسلوب الخطابة ليثير في القارئ زلزلة المشهد المأساوي.
كما واستخدم أُسلوب لسان الأنا المتكلم ليؤكد تأثره النفسي العميق من قيامة وطن .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...
- عمر خيرت: المؤلف المتمرد الذي ترك الموسيقى تحكي
- ليوناردو دافنشي: عبقري النهضة الذي كتب حكاية عن موس الحلاقة ...
- اختفاء يوزف مِنْغِله: فيلم يكشف الجانب النفسي لطبيب أوشفيتس ...
- قصة القلعة الحمراء التي يجري فيها نهر -الجنة-
- زيتون فلسطين.. دليل مرئي للأشجار وزيتها وسكانها
- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان - غضب رفعت زيتون في -على شفا القيامة-