وليد المسعودي
الحوار المتمدن-العدد: 5452 - 2017 / 3 / 6 - 12:05
المحور:
الادب والفن
أنا هاوٍ بمد الكلام
على بساط الريح
ومغازلة الكلمات
عند حدود الالم
انا حالم كبير
بالسعادة على الحروف .
عشر سنوات
تركت فيها مداعبة
الخيال في مدينة
تضيع الارصفة
فيها من قدمي .
على خد وردة
لم ازرع قبلاتي مجازا ،
ولم استعير
نشاطي اللغوي
من سير نملة .
ها أنا الان اعود
بعد ان تعطلت
الحياة في القلب
الى السرقة ،
سرقة الاخضرار
من حديقة خالية
من النسيم والأزهار ،
سرقة البياض
من النساء اللواتي
يمتهن العيش
في القمامة ،
سرقة النبضات
من عشاق يقاتلون
على السواتر .
أعود ليس كشاعر
بل متدرب يحاول تعلم
فن معاشقة
العصافير للأشجار ،
وفن القطيعة مع العتمة ،
واللجوء الى الاضواء .
فمن شجرة الصفصاف
اتعلم تدفئة المواعيد
بالعناق الحار
في الشتاء ،
وتبريد الهواء
في الانفاس
والقبلات صيفا .
ومن شجرة السنديان
لا اتعلم شيئا
سوى الديمومة
في العشق
عشق الاوراق المتساقطة
وهي تودعني بالضحكات .
ومن النخلة
اتعلم النفخ لقلبي
حتى يكبر مثل عثق
فيحتضن الناس منتشيا .
أما عن العتمة
لا اقطع معها
إلا ومعي المصابيح ،
مصباح للضحكة
بوجه الدموع التي
تزرعها الحروب ،
مصباح للطريق
وهو يتنفس الحقيقة
في وجوه كثيرة
لا يطفئه هواء النهار ،
مصباح للاحتضان
يلم الجذور جميعا
ويصعد معها
الى الاختلاف .
هكذا علمني
اصدقائي الفلاسفة
اكثر مما علمني
اصدقائي الشعراء .
#وليد_المسعودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟