داعش تنتصر الكترونيا بانامل مناوئيها

مرتضى ناصر كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5446 - 2017 / 2 / 28 - 20:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بما ان الحرب الاعلامية سلاح ذو حدين فمن المطلوب ان يتمتع كل من يستخدمها بالوعي اللازم، وليس من المحبط ان نسمي الحقائق بمسمياتها بل من المشين ان نراها بأم اعيننا ولا نبالي، فالكثير من المتسللين في مواقع التواصل الاجتماعي يقدمون للاعلام الداعشي او الارهابي خدمة الكترونية بالمجان، دون علمهم او دون ارادتهم، فقد كثرت النوايا والنتيجة واحدة.
وهناك من يروم فضح داعش في العراق او سورية مثلا لينال منهم او البوح عما في داخله من غل تجاه الجماعات الارهابية، بغية ان يلعب دورا في اسقاطهم اعلاميا، الا ان النتيجة قد تكون احيانا انتصار داعش الكترونيا .
فالخليج دخل معتركات التويتر وهو في انحياز لصالح الجماعات الارهابية غالبا لما يحضى به من شحن طائفي، والمجتمع العراقي اجتاح الفيسبوك بمنشورات مسيئة لداعش ، الا انها قد تفرح اعداء الانسانية او اعداء العراق وتحبط معنويات الجيش والحشد الشعبي، من خلال مقاطع الذبح والقتل التعسفي والتمثيل بالشهداء اما اليوتيوب فهو الاخر يعج بمشاهد مقززة، و... والامر مشابه لما يحصل في سورية.
ويحذر الخبير البارز في أمن المعلومات "جون مكافي" من اندلاع حرب عالمية الكترونية وقد تخسرها الولايات المتحدة لصالح داعش، فيما يدعي إن قراصنة الجهاد (الارهاب الالكتروني) قد يستطيع تحويل هذه المعدات ضد الولايات المتحدة في سيناريو "يوم القيامة" الكارثي، على حد قوله، وهذا ما يحصل حاليا في بقاع العالم الاسلامي الذي يعاني من التخلف، لذلك يلهثث الفرد وراء حياة سعيدة مليئة بالنساء والملذات، هاربا من فشله الذي بات ملازما للشخصية الاسلامية طيلة حياته.
لذلك فان مواقع التواصل الاجتماعي بكيانها وفضائها المفتوح وسهولة اجتياحها باتت في حاجة الى حملة اعلامية توعوية لتغيير مسار المعركة اعلاميا، الا ان هذه الامر لن يتم الا بتدخل كيانات كبرى او شخصيات تمتلك اجندات وطنية او احزاب واعية، لكن اكاد اجزم ان الامر بات شبه مستحيلا لان فاقد الشئ لا يعطي.

#مرتضى_ناصر_كاظم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات