أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - زكريا لهلالي - الإعلام وسيلة أشد فتكا وعنفا على المتعلم














المزيد.....

الإعلام وسيلة أشد فتكا وعنفا على المتعلم


زكريا لهلالي

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 21:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


الإعلام أشد فتكا وعنفا على التلاميذ؟
شذرة البدء :
سأل أفلاطون أستاذه قائلا : هل نسمح لأولادنا أن ينصتوا دون مثير إلى القصص التي يسردها أي من الناس ؟ ألا يمكن أن تتقبل عقولهم أفكارا تخالف ما يريدونه لو أنهم كبار أو عندما يكبرون ؟
الإعلام العربي :
إن الحديث عن ما يروج في قنواتنا العربية اليوم من كبسولات تافهة تقدم للأطفال الذين لا يمتلكون بحكم سنهم لأدوات الرقابة العقلية أو ميكنزمات التمييز بين الصالح لفكرهم والطالح لتدمير هذا الأخير ،حديث دون شجون يقدم تناقضات لا نهاية لها .
إن الساحة الإعلامية اليوم – في الغالب الأعم- لا تقدم للطفل سوى الركح الفارغ المثخن سرا بأعمال الشغب والتهجيج السري للذات – إن صح التعبير- ، إن تلك العروض التي تُقدم في قنواتنا العربية أخذت من المسلسلات الكرتونية الغربية التي تعكس ثقافة الحرب والشغب وترجمت بسابق إنذار أو العكس دون أن تعلم حيثياتها وثقافتها ودون أن تطرح مخلفاتها السيكوسوسيولوجية على الطفل .
أقيمت دراسات متعددة ومتنوعة من بيئات مختلفة ، اهتمت بالعروض التي يقدمها الإعلام للأطفال من بين هؤلاء الباحثين " جيمس هويت " في جامعة ويسكونسن ، وسيمور فيشباك في جامعة كاليفورنيا .....
هذه الأبحاث اتجهت في منحيين اثنين :
المنحى الأول تبناه " فيشباك" في مذهبه القائل ب "التطهير الرمزي " ، بمعنى فعل المشاركة في " العدوانية " التي تقدمها -الكبسولة- الواحدة من الفيلم الكارتوني الخاص بالأطفال قد تدحض الفكر العدواني من لاشعور المتلقي ...
أما المنحى الثاني فمثله " بركوتز " فربط بين الفعل وردة الفعل في الأفلام التي تحمل طابع العنف ، فالطفل الذي يتابع أفلام العنف فهو يحاول أن يقلد ويحاكي ما يشاهده - لسبب بسيط- كونه لا يميز ولا يعرف طبيعة الصناعة التي تقوم عليها أفلام الكارتون أو أفلام العنف بصفة عامة التي تقدم للأطفال .
محتوى الإعلام العربي اليوم :
كل ما يقدمه الإعلام اليوم لشريحة الأطفال لا يخدم مساعي الإنسانية في شئ ، سوى تأجيج الأفكار وتجييش الفكر العدواني وإثارة جانب الشر في الإنسان ، إن العملية باختصار يمكن أن نسميها بمحاربة إنسانية الإنسان أو كما سمتها الفلسفة المعاصرة ب " هدم الإنسان" ...
إن الإعلام اليوم يساهم بشكل كبير ومهم في " التنشئة الاجتماعية للطفل " فكيف يمكن أن نبني الإنسان " الطفل " في بداياته الأولى للتلقي الخارجي ونقصد بذلك – المؤسسات الإعلامية – التي تساهم في اللاثقافة واللابناء للطفل (ولانعمم) ، بل كيف تحولت مؤسسة الإعلام الخاصة ببرامج الأطفال من مؤسسات تعنى بجانب التربية بشكل واضح في الماضي القريب وهنا يمكن أن نستحضر ما قدم لجيل الثمانينات والتسعينات ؟؟؟؟
هل هناك نية مبيتة لتدمير فكر الجيل المعاصر ؟
هل هناك مقصدية وراء هذا التلويث ؟
إن الذي يدفع ضريبة هذا الفعل هو " المجتمع " بالدرجة الأولى ، يحمل أعباء وتناقضات الإعلام الخفية منها والمعلنة ، تلك الأعباء التي تنبني على خلفية تمرير (الفكر) المعوج قصدا وفوضى التلقي وجشع الاستثمار الذي يحمل هم الربح أكثر من حمله همَ التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل .
نافل القول ، إن الإعلام المخصص للطفل اليوم يوجه رصاصاته المباشرة بكل عدوانية في غياب تام للمراقبة السليمة النية الشريفة الغاية ، إن ما يسمى اليوم بنظرية المؤامرة يقابله بالضفة الأخرى نظرية الرصاصة الإعلامية المحقونة ...
ذ.زكرياء لهلالي
كاتب وباحث مغربي

مراجع المقال :
-الإعلام العربي : "نظرة من الخارج" . ورقة مقدمة إلى ندوة " حق الاتصالفي إطار النظام الإعلامي العالمي الجديد"
- د.زكي الجابر " صورة الشرطي الإعلامية وعلاقتها بالطفل "
- D.ELY : « les Deux Mondes De L’Eléve »




#زكريا_لهلالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - زكريا لهلالي - الإعلام وسيلة أشد فتكا وعنفا على المتعلم