أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الحمادي - تركت إسمي














المزيد.....

تركت إسمي


محمد الحمادي

الحوار المتمدن-العدد: 5442 - 2017 / 2 / 24 - 08:49
المحور: كتابات ساخرة
    


تركت اسمي
اسمح لي, سأتخذ قرار أنهاء شراكتي معك يا أيها التعريف الإجباري لأنهم كتبوا حروفك في هويتي قبل ان أتعرّف على نفسي في المرآة, إسمك أول شئ تُجبَر عليه بعد اتخاذهم قرار وجودك الغير مفهوم، أتوا بك إلى المجهول و جرّدوك حتى من حق رفض أو قبول وجودك، حتى صرخة الحياة كانت اختيار قسري تمرينا للحنجرة لتتعلم كيف تنوح على مَرِّ السنين و مرارتها.
آسف لهذه المقدمة، أنا لست متشائما لكن ربما كنت سريعاً في السرد و شلّال الحبر لم يسمح لعبارات التفاؤل أن تسابق ريشة القلم إلى هذه السطور، لكن لابد ان اكون واقعيا و لا اظن أنك لا تبادلني التأييد بأن اول قمع مورس بحقك و بحقي هو اختيار إسمك و إسمي, حروف بغير دليل و صورة صنمٍ غشيمٍ ينظر الى حيث لا يدري تلتصق في جواز سفرك، لكنّه إسمك فهو المقدمة التي تسبقك الى حيث تروم أن تذهب، إسمك تعريف لمستنداتك التي تفتح لك الأبواب فهو قرينك المخلص و صديقك الأزلي .
لكن ما الذي يجري هذه الايام، بدأ صديقي يشاغب، أسمي يسبب لي حواجز أمام مستقبلي الذي يبدو إنه سيتأخر للمرّة الثانية، فألخطوط توقفت تحت قدمي، ربّما زلزالٌ قد حصل في التوِّ !!، اَه اسمع يا هذا فالخبر بدأ ينتشر من وكالات الأنباء عبر تويتر الثرثار و منافسه النّمام فيسبوك، أنهم يتداولون سبب الزلزال بصوت عالي محمد محمد،، يبدو أصبحت معروفاً فإسمي بات زلزالاً يهز بوابات البلدان،،(محمد) أنه لغم و ليس اسم أثناء عبور الحدود و شائبة في الهوية تلازم طريقك, لكن لا تتثاقل الأحداث يا صاح, انك لست في عرينك لقد هرّبوك و عبرت الحدود زحفا، لكن إنتبه اسمك مازال عالقاً في الأسلاك الشائكة،،، لقد قبظوا عليه متلبساً.
شرطي الحدود : هل هذه أوراقك و صورتك و هذا هو أسمك ؟
لا، لكن ربما نعم فأنا مرتبك لقد نسيت أشياء كثيرة هناك .
انا لا ارحب بك, ارجع إلى حيث اتيت منه يا محمد، لماذا انت هنا ؟،،،، سألني السيد الشرطي !!
شكرا لسؤالك الصريح,,, أنا هنا لأنني,,,,لأنني,,,,,, أرجوك أن تمنحني فرصة لأبحث عن السبب، آه السبب كان معي حملته مع بقيّة الآهات في جيبي طوال الرحلة لكن يبدو انه قد هرب مع مدينتي إلى النهر،،، إلى النهر،، أرجوك لا تهرب لأنهم سيعيدونني الى البحر بدونك، لقد أمسكته الآن، نعم، نعم تذكرت، لقد تآمر الشر مع بؤر التخلف في مصير قريتي و أمروا مترفيها ففسقوا فيها و أستهدفوني فدمّروني تدميرا، لقد تقطعت حبال كياني و تاهت ابوابي، بعت دكاني هناك و اشتريت به سفينة بلاستيكية بعيدة المدى رمتني الى منفاكم السعيد،،،،
فهل تأخذ أسبابي و تعتقني الان ايها الشرطي ؟ سأترك لك سفينتي رشوة، سأكتب شِعراً لفتياتكم الجميلات، هذا وعدٌ منّي .
يبدو ان المنفى لا يقبلنا معا يا إسمي العتيق، و لم تعد قريني فعذراً, من العسير ان نستمر بالانتماء الى بعضنا هنا بعد اليوم، أنا لا أريد ان أكون مكروها في الغربة، لذلك تسللت منك, تركتك على السلك لتعود و سألبس باروكة اسم من سجلات الاَلهة القديمة التي كفرتم بها، سأتخذ اسماً غير متوفر عندكم في دائرة نفوس سوق عكاظ، لقد خلعتك مجبرا كما البسوني أياك عنوة قبل أكثر من الف عام.
أشكرك اذا قبلت اعتذاري بالأنفصال و من حقك الاَن أن تتمتع باجازة مفتوحة لمدة الف عامٍ أخرى .
لقد استقرت الأمواج و رست لوحتي على بر لئيم لن ترتاح اليه، ستكون تعيسا معي على حول السنين فلنكتفي بالقصائد التي رسمناها على رمال النهر هناك، فلا تتركها وحيدة كما تركتُ إسمي .
لقد عصرنا نجوم الدجى خمرا و شربنا كؤوسَ أفلاكها أمرا.
محمد الحمّادي
شباط 2017 ، تورونتو.




#محمد_الحمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تدخل المرأة الكويتية الجنة؟


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الحمادي - تركت إسمي