أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - مزاج غزة العاصف ورياح التكرار














المزيد.....

مزاج غزة العاصف ورياح التكرار


هدى عثمان أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 5441 - 2017 / 2 / 23 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


هدى عثمان أبو غوش:
مزاج غزة العاصف ورياح التكرار
مِزاج الحروف خريف ، ورياح التكرار تعصف في ديوان" مزاج غزة العاصف" للشاعر الفلسطيني فراس حج محمد ، جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل 2015 .
تنقل الشاعر من الشعر الحرّ إلى العامية والعمودي، فأبدع في تنقلاته هذه وهو يبعث لنا مشاعر حارقة عن مزاج غزة العاصف، إلا أنه فاجأنا بقصيدته العامية الوحيدة بعد سلسلة قصائد بالفصحى.
العنوان مزاج غزة العاصف مناسب لمضمون الديوان ولحالة الحرب في غزة، فهو مكتئب وحزين لا طعم ولا معنى لحضور القهوة، النساء، والقصائد .
المزاج عاصف بلمسات حزينة وبمعانٍ عدة للحرب قد لا نجد صورة الثائر الغاضب بصورة خطابية، وإنما نشعر بالعاصفة من خلال سرد أو تكرار ، ورغم كثافة الحزن وحالة الإحباط
إلا أن الشاعر يثور بشيء من الأمل، فيزرع الثبات والإصرار في غزة، فغزة حيّة، وباقية كشجرة الزيتون، يقول في قصيدة "كثيرون"
أنتَ باق مثلما السر والزيتون
والأرض الشذية
أنتَ باق مثل ذاك البحر أحلاما شقية .
وفي قصيدة" غزة لم تتعب من النداء" يقول
وغزةُ نور الله
فكيف تموت غزة!
عناوين القصائد تليق بهذا السواد والخيبة، بحروفها وأفعالها وبُعدها النفسي ( المكتئبون كيف يفكرون، كلهم في الحرب غرب، كل شيء قد يخون، لا شيء يزعجهم سوانا، كل شيء فاسد حتى النهاية ....) نلاحظ أن قسما منها بصيغة الجمع( كثيرون، ظلاميون، مكتئبون، نساء، كلهم في الحرب غرب، هؤلاء الشعراء) لشد انتباه المتلقي لدرجة غليان الشاعر والتأثير به.
وقسم آخر بصيغة ضمير الغائب (هي البلد الحلال، هي القصيدة، هي القهوة الخالية، هي نملة ) .
استخدم التأكيد اللفظي كلهم، كل شيء للإشارة لحالة الإحباط، الخذلان، ومأساة الحرب.
كل شيء قد يخون
كلهم في الحرب غرب
كل شيء فاسد حتى النهاية
أكثر الشاعر من التكرار، وبشكل ملاحظ في أغلب قصائده، فمزاج غزة العاصف لا يحتمل هدوء الكلمات، فجاءت عاصفة التكرار تُلوح للقارئ عن مدى تأثر الشاعر ونفسيته من هذه الحرب القاسية، التي بلغت لدرجة المأساة.
أكثر الشاعر من تكرار اللازمة اللغوية (المقطع )في عدة قصائد للدلالة على حالة الشاعر المتألمة التي يخيم عليها الوجع، القهر، والحزن، ففي" قصيدة ظلاميون يا أُمي"
كانت اللازمة اللغوية ظلاميون يا أُمّي ظلاميون قوية؛ لتعبر عن الظلم وبشاعته الذي حلّ بغزة وأكثر حين يتعلق الأمر بالأطفال فيقول
"ظلاميون يا أُمي
صغاري اليوم في النعش
يئنّ بجرحهم صوتي"ص24
وفي قصيدة اخرى شمل التكرار في القصيدة ذاتها أكثر من جملة مثل قصيدة "سلام عليكِ "
- جميلة هي المدن
- لا شيئ
- من أنتِ
أكثر من تكرار ضمير الغائب (هي هم ) ومن حروف الجر وحروف أخرى، استخدم الشاعر آيات من القرآن في بعض قصائده؛ ليعبر عن تأثره من حجم المأساة التي لا تحتمل من وضعية الحرب، يقول في قصيدة "يا ليتني قد متُّ" والآية من سورة مريم .
"يا ليتني متّ قبل
هذا
وكنت نسياً منسياً "
وفي قصيدة " نصوص المدينة الناشز " يذكر الآية من سورة يوسف
"وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين "
بعض القصائد غلب عليها الأسلوب النثري كقصيدة "النساء" "كثيرون"استخدم أُسلوب المناداة والأسئلة الاستنكارية بأسلوب يحمل الحزن ومعاني القهر .
استخدم في بعض القصائد الأسلوب السردي كقصيدة" معا مختلفين"
انتقد الشاعر الصمت العربي في قصائده وموقفه من الحرب على غزة فعبر عن عجزهم وقبولهم بالذل .
يقول في قصيدة "كلهم في الحرب غربُ"
كلنا يرضى بذل ٍ
ذلهم والاسم عربُ .
ويقول أيضا:
لست أرجوهم لخير
خيرهم للغرب حبٌّ.
وفي قصيدة أُخرى "سكتت الحرب "يقول:
سكتت الحربُ رغما عن الضحايا الماكثين
في أخبار الفضائيات!
واكتفت الجرائد بإعلانات التأبين في الصفحات الداخلية
كل يوم أربعين!



#هدى_عثمان_أبو_غوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذارى في وجه العاصفة وهموم النساء


المزيد.....




- توم كروز يلقي خطابا مؤثرا بعد تسلّمه جائزة الأوسكار الفخرية ...
- جائزة -الكتاب العربي- تبحث تعزيز التعاون مع مؤسسات ثقافية وأ ...
- تايلور سويفت تتألق بفستان ذهبي من نيكولا جبران في إطلاق ألبو ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - مزاج غزة العاصف ورياح التكرار