أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر كاظم زاهدي - هرمت فيروز فهرم الزمان














المزيد.....

هرمت فيروز فهرم الزمان


حيدر كاظم زاهدي

الحوار المتمدن-العدد: 5439 - 2017 / 2 / 21 - 11:02
المحور: الادب والفن
    


نسترجع فصل من ذاكرة ما ، نجتر يوم مدرسي ممطر، نعيد رسم مكان غادرناه ، نغادر الحاضر الى ماضٍ كنا جنوده ، نجالس من لا يمكن مجالستهم بعد الان ، نلوم كمان لم يوزع نغماته الحزينة بشكل متساوي على الايام ، ونشكر ( بصمت) من هم جزء من حياتنا الى اليوم لا لشيء سوى لأنهم لم يغادروا الحياة، نخطو على بلاطات رصيف صديق ..صديقنا
كلها حقوق مشروعه ، وان شكلت منعطفاً منطقياً ، لكنها تبقى مشروعة على الصعيد الإنساني على اقل تقدير ، المغالطة والمخالفة غير المقصودة وغير المستوعبة فيما يدور بفلك المسار الزمني المغلق الذي ندور به ، ويدور هو الاخر حول زمن لم نشكل بيوم جزء منه ، ولَم نبذل مجهوداً في استقصاء تفاصيله ، زمن الاخويين الرحبانيين وفيروز الشابة وغوار وفطوم زمن عبد الحليم حافظ وناظم الغزالي ونور الهدى ورائحة الحبر الصادرة من مطابع الصحف مساءاً وأصواتها في زقاق بأرقام زرقاء مطرز بمارّة بملابس كلاسيكية رخيصة ونظيفة في انٍ واحد لم يشكل اقتناء سيارات الكاديلاك والشيفروليت الكبيرة المغرية في الشارع الام لهذا الزقاق جزءاً من اهتمامات هؤلاء لطالما توفر لهم مصلحة الركاب الحافلات اللازمة لنقلهم الى منازلهم التي يشكل الخشب جزئاً كبيراً من نوافذها ورائحتها وأثاثها ، فيكون منضدة لراديو انيق ومسنداً لمستلزمات شاي الصباح والصحف التي تعد في المطابع انفة الذكر تارةً ، و مكتبة تجمع طه حسين وانسي الحاج وعباس محمود العقاد ومي زيادة ونسيب عريضة وجبران خليل جبران وبدر شاكر السياب وحافظ شيرازي ومحمد مهدي الجواهري على اختلاف مدارسهم الأدبية تارة اخرى، زمن تشكل الصفات الانسانية المحترمة كالشجاعة واحترام الذات وعدم التسرع بالغضب (او انعدامه) وعدم اغتصاب المنطق وتقبل الاخر والحديث ضمن حدود المعرفة معيارًا مهماً لا هامشاً، زمن مهما اعتلت فيه الخلافات لا يجرؤ المختلفين على الطعن الاخلاقي فيما بينهم ، زمن يشكل فيه الاصغاء لوصلة موسيقية لام كلثوم سبباً كافياً لأن يلين اعتى رجاله وأقساهم،
زمن لا تشكل السياسه البشعة الفوضوية والانقلابات العسكرية الفاشية الدمويةوالدبابات سبباً مقنعاً لان يخلف صديق او حبيب وعده لمن رافق او احب ، زمن فارق الحياة قبل ان اقبل عليها بقرابة عقدين او ثلاثة، قد أكون مبالغاً بتلميع صورته لا لشيء ..سوى لأنني لم اعشه، لم أكن يوماً تحت موس حلاقة الحاج راضي ، لم اجلس على كراسي يدوية الصنع لأتناول افطار متواضع متموضع على طبل من الارابيسك يغازله مزيج صوتي قوامه أسطوانة جرامي وصوت محمد عبد الوهاب
اكتب اليوم من زمن اخر يذكرني بموجة الحزن غير المبررة التي كانت تنتابنا عند قدوم الحافلة ايام السفرات المدرسيه فتعيدنا مجددا الى المدرسة ..من زمن هرمت به فيروز ..فلا تستطيع ان تغني مريم البكر لاتباع عيسى ولا زهرة المدائن لاتباع محمد وعيسى كل ما تقوى عليه هو مقطع بسيط من ( في قهوة عالمفرق)..
يا ورق الأصفر ..عم نكبر عم نكبر
الطرقات ، البيوت ..عم تكبر عم تكبر
تخلص الدني ومافي غيرك يا وطني.
انتهى.



#حيدر_كاظم_زاهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاتب التاريخ-قصيدة
- افطار حزين غداة الهروب من بشارة الخوري.
- ليلة وداع نيقوسيا-النص الاخير.
- سنستعير الفادو البرتغالي لليلة رأس السنة
- الداكير -ارصفة الذاكرة


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر كاظم زاهدي - هرمت فيروز فهرم الزمان