أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد بوفريوا - المراة من وجهة نظر التاريخ














المزيد.....

المراة من وجهة نظر التاريخ


خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)


الحوار المتمدن-العدد: 5432 - 2017 / 2 / 14 - 23:21
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بالعودة الى شظايا مجلدات التاريخ.. حول وضعية المراءة, الوضعية الريادية التي لا ينكرها الا الجاهل بدروس التاريخ, الوضعية المتجذرة في اعلى هرم الحضارات ولنا في حضارة مصر القديمة ونظيرتها اليونانية والرومانية خير برهان. حيث رن صوتها الغرد في فجاج التاريخ وهي متربعة على عرش الملك ومن ارد مثال حي على هذا فليطلع بدقة على صفحات الحضارة المصرية القديمة. ان الخوض في نقاش حول حقوق المراءة _ الحقوق التي لاينكرها الشرع ولا تاباها الطبيعة _ حديث ليس بجديد بعد ان سقطت عن عرشها المتواضع الذي تربعت فوق حريره الناعم في العصر الروماني.. غشت عليها غشاوة القرون الوسطى فقبعت راضية حتى ادركتها العصور الحديثة, فهبت من غفوتها تطالب بحقوقها ابرزها "الحق السياسي" اما بداية جهادها في سبيل ذالك فيرجع الى ما قبيل الثورة الفرنسية في اواخر القرن 18 اذا بدات تحتل مشكلتها الكونية مكانا في ادب الامم الغربية. وهنا وجب الاشارة الى رائد "حقل التنوير" ج ج روسوا الذي انحذر الى درك لم ينحذر له كاتب من كتاب القرن18 اذا قال " خلقت المراءة لتكون ملهاة الرجل " وعقب على ذالك بقوله "ان تعليم المراءة يجب ان يكون متصل بحاجات الرجل" بل انه ذهب في تقييد المراءة دينيا من خلال وجوب ان لايكون لها دين غير دين زوجها.. فاين التنوير من كل هذا !!!
كلما اردنا النبش في الحديث حول المراءة طار المخيال العربي الى المقولات التي تسربت عبر الموروثات والتقاليد, التي ترتد الى العصور الغابرة مقولات من قبيل "خلقت المراءة للبيت" و " المراءة ليس لها نفس" ثم الاية التي لم نستوعب سوى معناها السطحي " الرجال قوامون على النساء ( سورة النساء 24) "…وهلم جرا من الحقن الظلامية والرجعية, لكن لنشد الرحال عبر محطات التاريخ لكي نفنذ ما قيل: فالمراءة في العصر المصري القديم ملكة تربعت على العرش, وزوجة قدست ارادتها واحترمت امومتها بل كان لها في السياسة حصة الاسد اذا كانت من الطبقة العليا وكانت حرة شاركت الرجل في البيت والحقل ورفعت بسواعدها المستوى الاجتماعي للامة.. وجاء العصر العربي الاسلامي وفيه رفعت المراءة الى مكانة لم تسم اليها من قبل, فاعترف لها بحق الحياة والملك والارث وعينت لها الشريعة مركزا اجتماعيا وضعها موضع الكائن البشري الحي وانها ليست سلعة تباع وتشترى, غير ان ورثة العرب القديمة ظلت مترسبة في الاذهان بالرغم من الشريعة الجديدة التي تؤثر اثرها في مركز المراءة فسلم الرجل لها بكل ما نمت عليه الشريعة من الحقوق المادية وحرمها من الحق معنوي. واتخذ المراءة الهية تلهى بها بل انزلها الى حيث اصبحت تسلية وقت الفراغ وما العصر العثماني "عصر الحريم" الا صورة من العصر العربي .
هذه هي الصورة التي يتخيلها اؤلئك الذين يقولون" ان المراءة خلقت للبيت "وذالك هو المثل او القالب الذي يريدون ان تصب فيه المراءة الحديثة في منتصف القرن 21 م. يريدونها مخلوقا مترهل الجسم, وعاء للجنس, فاتر النزاعات, ميت الاحاسيس, مقموع العقل ,خائر النفس, مكبوت العواطف… يريدونها غسالة وطاهية ومرضعة وكناسة وحاملة قمامة في بيوت حضراتهم ..لكن رياح التغيير, رياح القفزة النوعية للذهنيات, اتت بما لا تشتهيه سفن الظلامية والجهل والخرافة.. اتت المراءة لتغزوا ميادين الحياة وزاحمت الرجل فيها بالمنكب وذراع فاصبحت المحامي المدره والمربي العطوف والتاجر اللبق والفنان الموهوب والمعلم الماهر .. فطوبى للتغيير ورياحه .



#خالد_بوفريوا (هاشتاغ)       Khalid_Boufrayoua#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكتل الافريقي اليوم .. الى اين
- تشي.. المنارة اللاتينية


المزيد.....




- سجلي الآن..خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجز ...
- مهاجراني.. استشهاد 72 امرأة وطفل جراء العدوان الصهيوني على ا ...
- “شغال” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بادري بالتسجيل” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- “خدلك راتب شهري” رابط التقديم في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- هيني سرور: -المرأة هي التي تدفع أكبر ثمن في الحروب..-
- نحو انتكاسة خطيرة لحقوق المرأة في تونس: تعديل مجلة الأحوال ا ...
- قبل الأوان … قتل العاملات بين تواطؤ الدولة واستغلال السوق
- “7000 دج تنتظرك!” تعرفي على تفاصيل منحة المرأة الماكثة بالجز ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر.. سجلي ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - خالد بوفريوا - المراة من وجهة نظر التاريخ