أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أخصاصي - إطلالة على المشهد السياسي المغربي















المزيد.....

إطلالة على المشهد السياسي المغربي


عبدالله أخصاصي

الحوار المتمدن-العدد: 5430 - 2017 / 2 / 12 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد تكون الحرب السياسية الدائرة اليوم بين حزب الإستقلال في ممثله الأمين العام شباط وبين الدولة المخزنية بمثابة مدخل لفهم كيفية تحريك دواليب العملية السياسية بالمغرب وهي العملية التي تتسم في غالبيتها بلعبة المصالح وتكديس المال عبر مجموعة من الممارسات التي لا يمكن أبدا إنسابها إلى المجال السياسي باعتبار هذا الأخير مجال لتسيير الشأن العام والإبداع في خدمة الصالح العام . فالسياسة لكثرة إنسابنا لها كل ما يقوم به أي شخص يمكن أن نسميه سياسيا شكليا أصبحت ممثلة في أذهاننا على أنها حقل لا يشتغل فيه إلا الماكرين والمتمكنين من فن الحيلة والخداع والديماغوجية وبيع الأوهام للمواطنين ، والسياسة في واقع الأمر ليست أكثر من بدل الجهد والتفنن في رسم مسارات سياسية تلامس جميع المستويات التي لها علاقة بالنشاط الإنساني من أجل الرقي وتحقيق الأفضل وإحقاق السلم العام والداخلي ، لهذا فلا يمكننا على الإطلاق الحديث عن السياسة بعيدا عن مناقشة أزمات المجتمع واقتراح مشاريع مجتمعية بغية تجاوزها ، وإذا كان الأمر على هاته الحالة فكيف يمكننا إذا قراءة " المشهد السياسي المغربي " ؟
في البداية تجدر الإشارة إلى أن الدراسات التي أجريت على الحقل السياسي بالمغرب هي دراسات تتميز بشحها بمعنى قلتها ، ويعود السبب إلى طبيعة هذا الحقل ذاته المتسمة بميسم الإستبداد واحتكار السلطة والقرار ، إذ أنه يستحيل في مثل هذه الأنظمة أن تجري دراسات معمقة وشاملة لكافة مستويات العملية السياسية ، إلى جانب هذا لا يمكننا أن نجحد ومن باب الموضوعية العلمية أن هذه الدراسات الأنجلوسكسونية منها تشوبها معضلة منهجية قاتلة وهي المعضلة التي وقف ضدها كل من بول باسكون عبر سبر أغوار العالم القروي المغربي ، وإلى جانبه أيضا عبد الكبير الخطيبي وغيره من المفكرين الذين صاحبوا هذه الحقبة الأنكلوسكسونية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي . هناك محاولات لمفكرين مغاربة حاولت ما أمكن تقويض النظرية الإنقسامية التي ارتكنت إليها هذه البحوث الأنجلوسكسونية ، أشرنا سلفا إلى دراسات بول باسكون الذي تم قتله من قبل النظام المخزني بعدما تم قتل ابنيه وفصله عن زوجته ، وهناك أيضا دراسة عبدالله حمودي الموسومة بالشيخ والمريد وهي دراسة تأتي كرد على التيار الأنجلوسكسوني الذي تمثله دراسة جون واتربوري ، هذه المقدمة الغرض منها هو تبيان فكرة أساسية مؤادها أنه في ظل الأنظمة السياسية الإستبدادية من الصعب الإضطلاع بدراسات سوسيولوجية في خضم علم الإجتماع السياسي ترنو إلى إزاحة الإبهام والغموض من كيفية تحريك العجلة السياسية ، وهنا يحق لنا أن نتساءل حول مكانة علم الإجتماع وخصوصا علم الإجتماع السياسي في المرحلة الراهنة بحكم أنها مرحلة تتميز بإرساء أسس الديمقراطية كما يزعم الفاعلين السياسيين .
ما نود الإنطلاق منه لفهم طلاسم طبيعة النظام السياسي المغربي الإستبدادبة هو ما نلاحظه في الآونة الأخيرة بخصوص الحرب "السياسية " الدائرة بين حزب سياسي هو في الأصل ينتمي إلى حظيرة الإستبداد المخزني وبين المخزن نفسه ، هنالك عملية تشويه في معناها القدحي وكشف عيوب الآخر للعيان كما يحدث لدى عامة الناس بين شباط الأمين العام لأكبر حزب بالمغرب والقصر أو ما يسمى بالدولة العميقة إشارة إلى محمد العلوي في شخصه أمير المؤمنين وإلى جانبه حاشيته ممثلة في المستشارين والأصدقاء الفرنسيين ورموز الرأسمالية ممن لم يدخلوا المشهد السياسي بأوجه مكشوفة ، نحن هنا نسمي هذه الحرب " السياسية " بعملية تشويه الآخر وكشف عيوبه كما يجري لدى عامة الناس لنؤكد على أطروحة مفادها أن المشهد السياسي كيفما كان باختلالاته وأزماته فهو يجسد البنية المجتمعية التي يمثلها ويمتح منها في ممارساته ورؤاه ، بمعنى آخر المشهد السياسي هو مرآة تعكس الوجه الحقيقي للمجتمع كما تعكس صفيحة بركة مائية وجهك وأنت تطل عليها ، شباط في ممارساته " السياسية " هاته التي تأتي في سياق " الفرشة " كرد فعل منه عن إقصائه وطرده من طاولة تقسيم الكعكعة التي طبخت بطرق مغشوشة قبل السابع من أكتوبر برعاية من الطباخ (المخزن) الذي تتوفر لديه كل وسائل الطبخ والطهي ، وشباط هنا يريد القول " ياما نتقاسمو ديك الكيكة دالخرا ولا والله اما تاكلوها لقحبايمكم " ، والمخزن هنا كل محاولاته لطرد حزب الإستقلال الذي أبان طيلة تاريخه عن ولائه له إنما يفعل ذلك تصفية لحسابات معه قد لا نعرف عنها أي شيء ، وهي في غالب الأمر حسابات تحوم حول مصالح الطرفين ، هدفنا من جرد هذا الحدث هو دراسة السلوك السياسي للفاعلين السياسيين بمن فيهم المخزن نفسه ، وكما نعرف جيدا فالسلوك السياسي لا يمكن النظر إليه بعيدا عن المرجعية الإديولوجية للفاعل ، وفي سياق هذه الحرب السياسية الدائرة حول المصالح تنتفي هذه القاعدة ، ولكي نفهم المسألة جيدا يجب أن نطرح السؤال التالي : هل شباط الأمين العام لحزب الإستقلال يهدف من وراء عملية " الغرشة" تلك إلى خدمة مصالحه ومآربه الإديولوجية التي تنتهي في نهاية المطاف إلى خدمة عامة الناس ، بحكم أن الإديولوجية هي تصور نظري يرنو إلى إصلاح الواقع المجتمعي والرقي به صوب الأفضل ، الجواب ببساطة هو النفي ، لأن مسعى شباط كما يتضح من تصريحاته الموجهة إلى المخزن وكل الموالين له هو التعبير عن امتعاضه ورفضه لعملية الإقصاء من تقسيم كعكعة "الإنتخابات" المزعومة ، فطرده يعني عدم استفادته هو شخصيا ولا تهمه إديولوجية الحزب ولا هم يحزنون ، سنستعير المعجم "الحمودي" ونقول أن المريد يشن هجمة شعواء على شيخه الذي علمه كيف يبيع الوهم للمواطنين ويدر الرماد في أعينهم عبر وسائل خسيسة متنوعة كلها تدخل في جلب المنفعة له ولشيخه المقدس ، هكذا يمكننا أن نقرأ الموضوع ، وهذا المنظور الذي نقترحه كمدخل لفهم طبيعة المشهد السياسي يجد أسسه في الواقع الموضوعي ولا نفتري على أحد ، في الواقع هذه الحرب " السياسية " تذكرني بحرب أخرى تتشابه إلى حد ما مع الأولى ، وهي حرب قائمة بين أنصار الإديولوجية الماركسية في جامعة ابن زهر ، فصيل طلية الماركسيين القاعديين اللينيين يحاربون بعضهم البعض على أنه الممثل الوحيد للطبقة الشعبية الكادحة وممثلي الطلبة أبناء العمال والفلاحين ، وأن كل طرف من الطرفين يمثل الواجهة الصحيحة من الإديولوجية الماركسية والطرف الآخر تحريفي رجعي ، وفي واقع الأمر فالحرب بين الطرفين تسيرها مصالح ضيقة واهية ذات صبغة انتهازية من جهة كما تتحكم فيها نعرات إثنية من جهة أخرى ، والتصورات الإقصائية الإطلاقية في نهاية المطاف لا تجد سبيلا غير سبيل العنف لفرض ذاتها ، والمخزن نفسه يعتقد أنه الوحيد الذي يجب أن يمثل الشعب لذلك فهو يحارب كل الأطياف السياسية داخل المجتمع الحاملة لتصور مختلف مناقض للتصور الرسمي الذي يسوقه المخزن .
خلاصة المسألة هي أن الأنظمة الإستبدادبة التي تحتكر السلطة والقرار وتكبح من جماح الحرية وثقافة الإختلاف هي أنظمة تستند في أسسها على العنف ، هذا الأخير الذي يأتي نتيجة للتعصب وفرض الذات وخدمة المصالح الأنوية ، وإذ نؤكد هنا أن هذا المنهج لن يتسبب إلا في توليد مزيد من الضغط والإحتقان والنفور ، ضغط لابد له أن ينفرج وينفجر مهما طالت مدته ، مصطفى حجازي في دراساته يشير إلى هذا المعطى بقسط وفير من التحليل ، وإذا كانت السياسة تسيرها الأغراض الشخصية بدل الأغراض التي تصب في مصلحة المجتمع فإن هذا سينتج لنا نفورا من السياسة لأنها زاغت عن مراميها التي من المفروض أن تسخر لها ، وعزوف المغاربة عن عملية التصويت لخير دليل خصوصا منهم الشباب وإن كانت هناك أسباب أخرى يمكن أن ندرجها في المعضلة نفسها ، أي فقدان الثقة من المشهد السياسي وإدراك عدم تمثيليته للشعب .



#عبدالله_أخصاصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حاجتنا إلى الفلسفة .


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله أخصاصي - إطلالة على المشهد السياسي المغربي