أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد العزيز الغيلاني - إنخراط المجتمع المدني .. في مشروع دعم المقاومة الفلسطينية















المزيد.....

إنخراط المجتمع المدني .. في مشروع دعم المقاومة الفلسطينية


عبد العزيز الغيلاني

الحوار المتمدن-العدد: 5422 - 2017 / 2 / 4 - 22:29
المحور: القضية الفلسطينية
    





في عقود من سنوات مضت لا يمر علينا يوم ولا ساعة إلا وتكون القضية الفلسطينية هي محور حديثنا وإهتمامنا في وسائل الإعلام المختلفة وفي المقاهي وداخل بيوتنا. كانت فلسطين في ذلك الزمان أيقونة وجوهر وروح الأمة العربية كامنة داخل قلوبنا ووعينا لا تفارقنا. لم يكن هناك أحزاب معترف بها في ذلك الوقت ولكن كانت كل التيارات السياسية والحركات الطلابية الإسلامية والقومية واليسارية يتبنون القضية الفلســطينية فلا نمل ولا نتعب ونحن نسأل ونتابع أخبار فلسطين وفي قلوبنا شوق نابض بأن يحقق الشعب الفلسطيني حلمه ويقيم دولته المستقلة على أرض فلسطين واعتقدنا أن تحرير فلسطين يسير متوازيا مع تحرير الإنسان العربي.
النفــــق المظلـــم *
توالت الأحداث والسنين ودخلت القضية الفلسطينية في إطار التسوية والاعتراف المتبادل مع عدو فهم معنى السلام أنه الاستسلام ، ينظر إليها كفريسة ينهشها متى يشاء وكيف يشاء، وأصبحنا نتجنب الحديث عن فلسطين ونعتبره موضوع ترف لا نود الخوض فيه وتركنا ما كنا نعتبره أغلى شيء عندنا بين يد عدو عنصري متوحش لا يرى حقا للفلسطينيين إلا القتل أو الاعتقال ، نشاهد كل يوم في التلفزيون كيف يقتل الفلسطيني وتهدم البيوت وينتهك المسجد الأقصى ويشدد عليهم الحصار والجدران ولا تحرك فينا هذه المشاهد أية شعور لنصرة قومنا ولا حتى التعبير عن غضبنا وأعتبرنا ذلك من قدر الحياة، فبعضهم يعتبر أنها ليست قضيتنا والآخر يقول يكفينا مشاكل وعلينا أن نهتم بما يخصنا، وأخذ يتسع هذا الخلل ليصبح فجوة داخل الضمير العربي فما عادت تؤنبنا ضمائرنا ولا يهتز شعورنا بينما العدو الصهيوني يعتبرنا كتلة واحدة تعاديه من المحيط إلى الخليج، فلا نامت أعين الجبناء ما أتفهنا لم يعد لنا قيمة حتى مع أنفسنا ... لقد تعرينا وكشفت أنانيتنا وجشعنا وذلنا فيا خيبة المسعى…
يتبادر الى اذهاننا اليوم أسئلة كثيرة ومختلفة يفرضها الواقع الإقليمي والدولي لماذا لم نعد ندرج القضية الفلسطينية من أولوياتنا واهتماماتنا؟ هل أن الربيع العربي هو الذي عمق الفجوة وقلل من اهتمامنا بالقضية الفلسطينية؟
ما هي المخاطر المحتملة على القضية الفلسطينية بعد وصول ترامب إلى الرئاسة ووعوده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وبمزيد من الدعم العسكري والديبلوماسي لضمان أمن إسرائيل؟
ماهي مختلف وسائل الدعم السياسي والثقافي والجماهيري الذي يمكن تفعيله داخل المجتمع المدني في الوطن العربي لتوفيره للمقاومة الفلسطينية لمواجهة تحديات لا يمكن التنبؤ بحجم ضخامتها وخطورتها؟
*الربيع العربي ومتطلبات الواقع
إن ثورات الشعوب العربية ضد الأنظمة الديكتاتورية مثلت مرحلة هامة من تاريخ الوعي للأمة تراكمت عبر سنين من الظلم والاستبداد والفساد لتأكد أن الإنسان العربي ليس فقط رقما مسلوب الإرادة والحقوق بل مواطنا يستحق الاحترام وأنه الوحيد الذي يقرر من يحكمه ولم يعد يقبل الانقلابات ولا التوريث. إن الجيوش العربية التي حاربت إسرائيل لم تكن تشعر يوما بأنها حرة ولم تكن تملك الكرامة فهزمت عن بكرة أبيها ومنها من لم تطلق ولو رصاصة واحدة فقد كانت تنتظر أوامر إطلاق النار وكان ممنوع عليها أخذ قرار المبادرة ، لذلك تم إسكات الثورات في البلدان المجاورة للكيان الصهيوني وأبعد عن إسرائيل كل المخاطر واحتمالات أن تنقلب الشعوب المتحررة من الحكم الاستبدادي إلى ناصر حقيقي للشعب الفلسطيني وصنعوا لنا حروب نتقاتل فيها نحن العرب بإسم الدين والمذهب وتارة وباسم القبيلة والعشيرة. إن الإيمان بالحرية لا يتجزأ في الوطن العربي، والشعوب العربية من حقها أن تتوصل فيما بينها لتستفيد من تجاربها، ويبقى الإنسان العربي الفعال المتحرر من عقدة المذهب الديني والإنتماء القبلي المتحقق بنكران الذات والتضحية هو الوحيد الموكل إليه وضمن مسؤوليته تحرير فلسطين بكل الوسائل المتاحة له لا يتخلى عن هذه المسؤولية مهما كلفه الثمن. إن مهمته اليوم داخل فعاليات المجتمع المدني أن يبدع وسائل وطرق جديدة ليضيف دعمه للقضية الفلسطينية في جميع المجالات ويبقى متيقظ الوعي لمواجهة تحديات يفرضها علينا الواقع الإقليمي والدولي.
إن الإجهاض على الثورات العربية قد خدم إسرائيل وان العسكر الذي يحكم أغلبية البلدان العربية يريد أن يتسلطن على رقاب الشعوب لا أن يهتم بقضية فلسطين فجيوشهم قد أعدوها لتقمع كل تمرد داخلي أو مواجهات شعبية أو عمالية تدعوا لحقوق شرعية أو مطالب اجتماعية.
- المخاطر القادمة: إن وصول ترمب إلى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والذي لا يخفي تعاطفه الشديد مع إسرائيل ووعده بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ودعم نتنياهو عسكريا وديبلوماسيا وسلب أراضي فلسطينية لبناء المزيد من المستوطنات واستحكام الحصار على أهلنا في الضفة والقطاع يدعونا أخذ وعود ترامب للكيان الصهيوني مأخذ الجد علما أن هذا الرئيس متعجرف مدعوما من اللوبي اليهودي في أمريكا ولوبيات صناعة السلاح والنفط، هذا يدفعنا إلى إعادة التفكير ومزيد الحذر فقد تذهب الحالة إلى مزيد من السوء تذكرنا بالسنوات العجاف حين سمح الرئيس ريغن لإسرائيل في بداية الثمانينات بارتكاب جرائم إبادة ضد الشعب الفلسطيني في لبنان ونحن اليوم نعيش حالة من الضعف والانقسام والحروب الداخلية لم يسبقها مثيل في تاريخ الوطن العربي.
إن الأنظمة العربية لن تعارض توجهات ترامب ولن تتعاون لإعداد برنامجا موحدا لمواجهة قراراته في المنطقة وستكتفي بتصريحات لوزراء خارجياتهم بأن هذا القرار غير حكيم بل وأذهب أكثر من ذلك فستبدي أكثر تعاونا خاصة على المستوى العسكري والاستخباراتي بدعوى محاربة الإرهاب وما الحصار المضروب على غزة إلا دليلا على ذلك. وأمام هذه الحالة المترهلة لابد ان تعتمد الشعوب العربية على أنفسها لتجد أساليب جديدة وإمكانيات إضافية لمواجهة المخاطر المرتقبة.
جبهات الدعم : إن كل مقاومة أو حركة ثورية تبحث عن الدعم وهي الحاضنة الشعبية التي تستمد منها شرعيتها ومددها لذلك كان على الأحزاب السياسية الوطنية والجمعيات الحقوقية والمنظمات النقابية العمالية والطلابية في العالم العربي أن تدرج ضمن برامجها أنشطتها :
- التعريف بالقضية الفلسطينية وخاصة لدى الشباب وتحسيس الجماهير بمختلف أصنافها عبر وسائل الإعلام والملتقيات العامة بالمعاناة اليومية للشعب الفلسطيني الذي يعيش في حصار دائم يدافع على أرضه ويصون المقدسات ويبحث عن قوت يومه ويواجه عدوا يعج بالإمكانيات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية مدعوما بالدول الفاعلة والقوية في العالم.
- تفعيل المبادرات الفردية والجماعية للتبرع بالمال وكل ما له قيمة لشراء الأدوية وإحتياجات الأطفال والمدارس وكل المستلزمات الضرورية لتخفيف الأعباء على الشعب الفلسطيني ودعم صموده.
- إقامة مهرجانات ثقافية تشمل الموسيقى والشعر والرياضة وتكون مرتبطة بذاكرة الشعب الفلسطينية كذكرى انطلاق المقاومة الفلسطينية ويوم الأرض وذكرى صبرة وشتيلا وغيرها ترفع الهمة وترتقي بوعي الأفراد لتعطي جدوى مع دوام العمال والثبات.
- برمجة المظاهرات الشعبية للتنديد بكل القرارات والأحداث المعادية للشعب الفلسطيني واتخاذ قرارات فورية للرد عليها والتواصل مع كل المنظمات العالمية لحقوق الإنسان في أروبا وأمريكا المعادية للعنصرية والداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها.
- التواصل بالمواقع التكنولوجية الحديثة كالأنترنات والفايس بوك وغيرها لنكون متصلين مع إخواننا في الداخل مطلعين على معاناتهم وإحتياجاتهم ولنقدم لهم الدعم النفسي واللوجستيكي زيادة على تبادل المعلومات والآراء.
الركــــــن الشــديــد*
إن توسيع الحاضنة للمقاومة الفلسطينية لتشمل جماهير الأمة العربية هو بداية إدارة الصراع مع الإلتزام بنصرة المقاومة ولو بأقل الجهد ولكن مع دوامه تعبيرا واضحا عن الإرادة التي تتحدى، إن ضعف الإمكانيات ليس سببا للهزيمة إنما العائق النفسي المتمثل بعدم الرغبة في المواجهة هو المرض الحقيقي وسيكون بداية التغيير والشفاء عند الإيمان بحقنا وعدم التفريط فيه ويأتي النصر إن شاء الله بما نملك من الأسباب المتاحة قال الله تعالى في سورة الروم " وكان حقا علينا نصر المؤمنين" إن الجماهير العربية التي مازال ينبض في قلوبها حب فلسطين والقدس قادرة أن تغير من أنفسها وتتقدم في مسارها بشرط أن تتعلم دروسا في الصبر والمقاومة من الشعب الفلسطيني الذي لم يمنعه الحصار ولا الإعتقالات ولا الإغتيالات من أن يصمد ويقاوم.

إن معركتنا مع العدو شاملة وعلى كل الجبهات فلا بد من استحضار لتراثنا وتاريخنا العربي الإسلامي المجيد والتروي بتلك الينابيع والتزود بها لنرفع من همتنا ولنقوي من إرادتنا على الصمود والمقاومة. إن شعورنا بالانتماء للأمة العربية وإلتحام الأفراد والجماهير بالحركات الملتزمة والمؤمنة بنفسها وبقضيتها في مشروع دعم المقاومة الفلسطينية سيكون هو مفتاح النصر والحديث اليومي للشعوب العربية في السنوات القادمة إن شاء الله.




,



#عبد_العزيز_الغيلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبد العزيز الغيلاني - إنخراط المجتمع المدني .. في مشروع دعم المقاومة الفلسطينية