أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل عباس - جلطة شارون واللغة الفارغة والمعاني الخادعة














المزيد.....

جلطة شارون واللغة الفارغة والمعاني الخادعة


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 09:14
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيرا من الأمثال الشعبية تأتي معبرة وبالغة الدلالة . من هذه الأمثال ماتردد على مسامعي في قريتي عندما كنت طفلا أوائل الخمسينات , كانت أمراة عمي ( سعيدة ) تردد دائما – مافي حدا يساوي من جنسه ألف سوى أبن آدم – خصيصا عندما تريد ان تتهم كنتها بالغباء ولكن بشكل غير مباشر , وهو ما حرضني في كبري للبحث والتنقيب بدور الفرد في التاريخ حيث كتبت دراسة طويلة في هذا الموضوع نشرتها لي جريدة الحوار المتمدن ( التي أدين لها بالشكر طوال عمري وعاجز حتى الآن ان أرد لها بعض هذا الدين نقدا من اجل استمرارها كما تشير رسائلها الآتية الى بريدي الالكتروني ) . في تلك الدراسة ميزت بين نوعين من الأفراد المتميزين نوع يوظف كل مواهبه وإمكانياته لما فيه المنفعة والخير لابن جنسه , ونوع آخر يوظفها لخدمة قلة من بني جنسه على حساب المجموع العام . اعترضتني صعوبات وما تزال عند تقييم القادة السياسيين ودورهم في التاريخ , فهنا على سبيل المثال لاالحصر كل قادتنا العربية الحاليين أمثال القذافي ومبارك وعلي عبد الله صالح والبشير وغيرهم ليسوا اكثر من رغوة على السطح ولا يملكون من المواهب شيئا , ومع ذلك يستطيع الواحد منهم ان يزيل من الوجود بجرة قلم الآلاف من امثالي( يامراة عمي رحمك الله ) فهل هؤلاء أذكى مني !
لا يوجد شك عندي بان شارون مختلفا عنهم ويملك الكثير من المواهب , لكنه من الصنف الثاني من المتميزين , ودوره ليس قليلا في منطقتنا . فقد جمع بين الحنكة والمهارة السياسية وبين الوحشية التي قل نظيرها في التاريخ والتي لم تكتف بفرقعة عظام الفلسطينيين ودفنهم وهم أحياء بل وتعدت ذلك الى أشجار الزيتون والليمون وغيرها . وفي كل عملية كانت تصدر عن فلسطينيين مشردين من ارضهم كان ينتقم من اطفال ابرياء فلسطينيين في المخيمات ويصر على أن يكون ثمن الاسرائيلي (100) من الفلسطينيين , وهو مجرم حرب بكل المقاييس وإرهاب أمثاله هو الذي وفر الأرضية لإرهاب اشد وأعتى يضرب أطنابه في كل الجهات وخاصة في منطقتنا . لكن المعاني الفارغة واللغة المخادعة لها وجهة نظر اخرى مع الأسف الشديد . فالنبأ الأول في كل الاذاعات يتابع صحة شارون ويدعو له بالشفاء والدول الرسمية ومنها وحيدة القرن التي اضطرت وزيرة خارجيتها الى تعديل برنامجها السياسي القادم بما يتواءم مع مستقبل صحة شارون , ويستعد العالم لكي يودعه كرجل سلام وربما كأهم رجل في القرن المنصرم ومن هؤلاء الرئيس الفلسطيني .
ربما هذا ما عناه صديقي د. منير شحود في مقال نشر له في موقع شفاف بتاريخ 5/1/2006 (( وإن التجريد اللغوي الذي سمح لمفردات اللغة أن تتطور وتستمر، بغض النظر عن محتواها من الأفكار، هو ما أفضى إلى حتمية اللجوء إلى نوع من الكذب البشري، كجزء مكوِّن من تواصلٍ يصعب تخطيه، ولا يمكن التخلص منه طالما بقيت اللغة والكلمة تتصدر علاقاتنا. ولكننا نلطِّف الأمرَ في معظم حالات الكذب، باعتباره مجاملةً في العلاقات بين الأفراد، أو دبلوماسيةً في العلاقات بين الدول.))
أبرز سمات عصرنا والحمد لله هي النفاق والكذب والرياء والذي وضعها الدكتور بقالب نظري وانساني عميق قل نظيره . ومن اهمها المتاجرة بالانسان وحقوقه وبالديمقراطية , أفرادا ودولا ومنظمات وتجمعات . وحال الانسان لايسر احدا وهو ارخص سلعة في السوق , لكن هذا لايمنعنا من ان نكون محكومين بالأمل ولنعمل من اجل الانسان وحقوقه وفي مقدمتها حقه في العمل وحقه في توفير حد ادنى من متطلبات العيش الكريم , ولايمنع من ان ننتفاءل بمستقبل تتكامل فيه مواهب الأفراد وتعمل لخدمة الجنس البشري ككل . ولكنني اري ان مقالك ياصديقي يحمل نفحة من التشاؤم والتي تجعل كثيرا من القراء يظنون وكأنك تتحسر على الزمن القديم الذي كان فيه الجنس البشري ياكل لحم اخيه الانسان اذا قابلنا بين هذه الفقرة من مقالك
((الكلمات التي توحي بالمعاني الكبيرة، في محاولة للإيهام بالتطابق بين القِدر (الكلمة) ومحتواه (المعنى). وتحتاج كل إيديولوجيا إلى شيء من الحذلقة في استخدام مفردات لغوية كبيرة ومجلجلة وصادمة (ثوابت الأمة، العنفوان القومي، العدو الغاصب، القائد الملهم، العقيدة الـ....الخ) لترمي مستمعيها، أو تقصفهم بها إن دعت الضرورة. وفي خضم هذه اللغة يصبح الإنسان، الفرد، المواطن..الخ، ضئيلاً ومستباحاً وعبداً.))
وهذه الفقرة التي وردت في بدايته ((ولكن تطور التواصل اللغوي حمل معه إمكانية الفصل بين اللغة والفكر، بحيث يمكن تقديم مفردات اللغة خاليةً من الأفكار، رغم أن الدلالة المعنوية للكلمة تبقى موجودة، بفعل كونها متثبِّتة كمنعكس شرطي، مثلما تبقى علاقة القِدر بالطعام موجودة، حتى ولو كان فارغاً. وفي مقابل ذلك، فإن وسائل الاتصال البشرية الأقدم، كالإشارات، والملامح الوجهية، واللغة الجسدية، تبقى أكثر صدقاً، مع أنها أقل فصاحة من الكلمات.))



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق العولمة اللبرالية أم مأزق مناهضي هذه العولمة ؟
- الاحتلال الخارجي للعراق أرحم من كل الاحتلالات الداخلية العرب ...
- لكلٍ منطقه في الدفاع عن قناعاته
- دفاعا عن اعلان دمشق
- تحديات تواجه لجنة العمل الوطني الديمقراطي قي اللاذقسة
- في مسلسل نزار قباني حضرت السياسة والأيديولوجيا , وغاب الشعر ...
- مؤتمر - يكتي الأخير - بين القديم والجديد
- الديمقراطيةوالاصلاح السياسي - وموقع اليسار منه - في العالم ا ...
- ملاحظات على مسرحية التغيير السوري - كما تراها هيئة تحرير الر ...
- قراءة ثانية في رواية - موت مشتهى -
- اصلاح هيئة الأمم المتحدة ضرورة تاريخية للجنس البشري
- أيهما أكثر اثارة : مسرحية اخلاء غزة أم الكتابة عن المسرحية ب ...
- شرط الحوار ان يكون شفافا وبعيدا عن لغة الغمز والتخوين رد على ...
- الدكتور شاكر النابلسي ملكيا اكثر من الملك
- التجمع اللبرالي الديمقراطي – عدل – ولد ميتا
- اللبرالية والشيوعية وما بينهما
- أيهما سينتصر على الآخر , الارهاب ام حقوق الانسان ؟
- أسئلة تنتظر الاجابة من د . برهان غليون
- حزب البعث السوري يعمق فلسفة الشرعية الثورية
- ربط الديمقراطية بفلسفة الليبرالية شرط تعميمها رد على د . بره ...


المزيد.....




- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل عباس - جلطة شارون واللغة الفارغة والمعاني الخادعة