أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر العزب - قراءة وجدانية في قصيدة( اﻷماني الدافئة) للشاعرة أ/أملي القضماني بقلم سمر العزب














المزيد.....

قراءة وجدانية في قصيدة( اﻷماني الدافئة) للشاعرة أ/أملي القضماني بقلم سمر العزب


سمر العزب

الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


قراءة وجدانية في قصيدة (اﻷماني الدافئة) للشاعرة الكبيرة أ/أملي القضماني بقلم سمر العزب

أماني دافئةٌ..
كما خيوطُ الشمسِ تنهمرُ
على أديمِ الأرضِ
تنهمرُ الأماني بلقاءٍ
مِن أعلى برجٍ في الروحِ
تتدلّى عناقيدُ الشوقِ
تَملؤني حنانًا
يفيضُ لمرورِ طيفكَ في ذِهني
أشتاقُ إذا تتجلّى صورتُك في محرابِ روحي
فتعلُو أهازيجُ الفرحْ

(اﻷماني الدافئة)

عنوان يبعث في النفس نشوة المنى ويرشرش على هذه الماتعة بعض الغموض الساحر الذي يجعلنا نمتطي صهوة الريح لندنو من شطآن القصيدة ننبش في محارها عن لؤلؤ المعني تطمئن شاعرتنا الذائقة اﻷدبية لقارئها بأنه على موعد مع حفنة من اﻷماني الدافئة والمشاعر الصادقة ف تثير شغف الروح للولوج إلى يم النص والبحث عن كنوز معانيه.......
استهﻻل بديع مباشر بأولى اﻻماني الدافئة والتعريف بها ....فهي كأشعة الشمس في عددها الذي عبرت عنه بالخيوط الﻻمتناهية التي تنبعث من عيني الشمس وأيضا حجم اﻻماني التي تفوق حجم الشمس التي توزع ضوئها الدافيء على أديم الأرض فتنهمر بتمنى لقاء يتوسد أعلى برج في الروح أي أمنية معلقة بين سماء الرجاء وأرض تحتضن هذا اللقاء فتتدلى كروم الشوق وتفيض كالشمس فتملىء روحها بالحنين وأهازيح الفرح عندما يداعب مخيلتها وخلجات نفسها طيف أمير قلبها

مِن شُغاف الخافقِ تنهمرُ
أشعّةُ الشمسِ
وَيجدلُ الضوءُ عطرَ الياسمينِ
يسكُبُها على مُحيّاكَ
ترنيمةَ اشتياقٍ
فتمرُّ أنيقًا على لَهفَتي
كَأنّكَ غيمةٌ ضوئيّةٌ
كَأنّكَ على موعدٍ معَ خطواتِ النّورِ
غدًا سيكونُ أفضلَ
ستحتَفي الريحُ بالحبقِ والرَيْحانِ
تَجدلُ منهُما شالًا

وبلغة أنثوية رقراقة كرذاذ المطر على وجه الصباح تغزل الشاعرة بأنامل من ضوء وتقطر زخات من محبرة روح هائمة في وديان الحب تترقب حبيب يمتهن الغياب ....فمن سويداء اﻷفق تنهمر أشعة الشمس ويجدل الضوء عطر الياسمين
هنا تكسب شاعرتنا الضوء صفة انسان يجدل عطر الياسمين ثم يسكب العطر على محياه كترنيمة اشتياق ربما أيقظ أريجه نبضه الغافب في كوة البعاد صورة غزلية بديعة نسجتها أنامل ينبض قلبها شغفا وشوقا....
وتستمر شاعرتنا في توجيه الخطاب لمحبوبها الذي لم تفصح بعد عن هويته .....وكيف بهذا اﻷنيق يمر على وهج لهفتها كغيمة ضوئية رائقة حبلي بالضوء وليس ب المطر بل ضوء يضيء سماء قلبها الطاعن في حبه....
هنا وبعد أن كان الخطاب موجهاً فقط للحبيب اﻵن يشاطره الوطن في توجيه الخطاب لكليهما (الحبيب والوطن ) فيصبح قلبها أسير بين حبيب يستوطن القلب ووطن يسكنها وتسكنه
وتبشره بأن الغد سيكون منيرا مشرقا وعلى موعد مع خطوط من نور تبدد ظلمة القادم وعبرت الشاعرة بصورة بليغة كيف بالربح من نشوتها تحتفي بالحبق والريحان وتنسج منهما شاﻻ صورة ماطرة بالعذوبة ...
ازدواج الصورة هنا يجعل غرامها لحبيبها كحبها للوطن دﻻلة على عمق وسرمدية هذا الحب وتمني رجوعه واشتياقها له كاشتياقها للوطن ما اعظمه من حب وصورة بليغة لشاعرة طالما تغلغل حضور الوطن في أوردة روحها والكثير من قصائدها ...

تلفَحُني رعشةُ حنينٍ
أخالُها تتقاطرُ منْ دفءِ كفَّيكَ ْ

في صمت ندنو من هسيس نبضها المخضوضر على أغصان الحب حيت تستأثر بالخطاب وتستحضر طيفه وتصف بصورة شعرية رائعة كيف برعشة حنين سرت من دفء كفيه في وجدانها المدجج بالهوى المتعطش لصدى صوته وصورة محياه المحفورة في قلبها .....
َ
سلامٌ على مُحيّاكَ
على تفاصيلِ مفرداتِ العشقِ لديكَ
تعالَ نلتحفُ الفجرَ
فَأنا على ناصيةِ الشوقِ انتظرُْ

نكاد ﻻ نرتوي من هذا الهدير العذب و البيان الذي جعلنا
نتشرنق معه على ناصية أبجديات الحب العذري...
فإذا بشاعرتنا الرقيقة التي ما زالت تدندن على أوتار الحب والوله تنادي محبوبها عند ناصية الشوق بلهجة تعج بلوعة اﻹشتياق تناجيه بكل خلجاتها أن يدنو منها ويلتحفان بضوء الفجر
أحسنت شاعرتنا القديرة في توظيف كلمة الفجر بكونهما إما على موعد مع لقاء سيتجدد مع بزوغ كل فجر ولن تنطفأ جذوته أبداً أوهما على موعد بوﻻدة صفحة جديدة في قصيدة عشقهما

على صهوة ترقب موقنةٍ
أن اﻷماني تتحقق بدفءِ احتضان

وفي قفلة مدهشة تلضم شاعرتنا عنوان النص بنهايته بكل اقتدار حيث تمتطي صهوة اليقين بأن اﻷماني ستتحقق بدفءِ اﻻحتضان عند اللقاء المرتقب .....
قصيدة تحلق على أغصان الجمال والبيان يفوح منها عطر الياسمين قصيدة هي ترنيمة ساحرة رسمتها ريشة رصينة عميقة الفكر وأنامل أظهرت قدرة شاعرتنا على تطويع الحرف كما يشتهي قلمها، قصيدة جسدت ملحمة عشق بدفءِ الروح
وصور شعرية مكثفة ومتتالية بسﻻسة تأسرنا في خندق روعتها ....عرت هذه القصيدة مشاعر شاعرتنا الكامنة في قارورة عطر يفور منها دفقات من الحب/ الحنين/ الوله/ العشق/ التمني...
فجاءت اﻷماني الدافئة لتحلق بها وبنا في أفق الحب العذري....
وفي وقفة خاطفة نجد تعمد الشاعرة تكرار الشمس والضوء كما هنا....
خيوط الشمس/ أشعة الشمس/ غيمة ضوئية/ يجدل الضوء .....وهذا يعكس مدى صفاء مرآة روحها من رذاذ اليأس وتمسكها بنبوءة اﻷمل القادم مع صدق مشاعرها ....
قصيدة بها تناغم ساحر مع عنوانها وصورها الشعرية الخﻻقة بحيث ﻻ يمل القاريء دمت بكل اﻷلق شاعرتنا أ/أملي القضماني أرجو أن أكون قد وفقت في اﻻقتراب من حرفك الوارف محبتي وتقديري






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر العزب - قراءة وجدانية في قصيدة( اﻷماني الدافئة) للشاعرة أ/أملي القضماني بقلم سمر العزب