إسلام أبو العلا
الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 23:45
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
ياتي عنوان ذلك المقال من قصيدة للرفيق الشاعر نجيب سرور حين كان يتحدث عن التعذيب و القمع في عهد ناصر و يكمل الشطر قائلا بقناع الاشتراكية.
اكتب ذلك المقال عن فترة عبد الناصر و التي لازال بعض رفاقنا و الشباب خصوصا يزينون حساباتهم علي الفيس بوك ببعض من صور الفاشيستي ناصر. رغم تبياننا لحقائق الاهوال التي لاقاها رفاقنا الاوائل في سجون النظام الهتلري الناصري و الذين رفضوا بكل بسالة و شجاعة ان يتبرؤوا من شيوعيتهم او يتنكروا لمبادئهم رغم مساومات الفاشي اللواء عبد الحكيم همت رئيس مكتب مكافحة الشيوعية في عهد ناصر.
اود ان اشير الي كتابين مهمين جدا و انصح كل الرفاق و خاصة الشباب ان يقرؤوهما و هما متاحين بصيغة بي دي اف علي الانترنت و علي المكتبة البلشفية علي الفيس بوك و هما كتاب الرفيق الفلسطيني معين بسيسو بعنوان دفاتر فلسطينية و كتاب الرفيق طاهر عبد الحكيم بعنوان الاقدام العارية فهما مرجعين لا غني عنهما في فهم طبيعة معاداة ناصر للشيوعية و الشيوعيين.
كنت قد علقت من قبل علي مقال من وثائق حزب العمال الشيوعي المصري و التي يعيد نشرها الرفيق سعيد العليمي علي الحوار المتمدن في عمل مفيد لنا نحن الرفاق الشباب لاستيعاب الدروس و التعلم من اخطاء من سبقونا و استلهام نجاحاتهم و جاءت اوصاف الفاشي و الهتلري ناصر في التعليق و خاطبني بعض الرفاق رافضين ذلك و ربما لانهم لم يعرفوا او يتناسوا واقع معسكرات الموت الفاشية التي سقط فيها رفاقنا شهداء و خرجوا مرضي منها من جراء التعذيب الممنهج الذي كان يمارس بعلم السلطة و تحت سمعها و بصرها .
في عام 1959 وقف الفاشي ناصر وسط ظباطه و جنوده مزهوا قائلا بانه سيلقن الشيوعيين درسا لن ينسوه و قد بدات حملة ممنهجة لاستهداف الشيوعيين و تعذيبهم محاولين ان يثنوهم عن عزيمتهم و هو ما رفضه الرفاق ببسالة منقطعة النظير باستثناء مجموعة من الانهزاميين و المنبطحين الذين دخلوا في الاتحاد الاشتراكي المزعوم و تنظيم شعراوي جمعة الطليعي.
و قد لاقي الرفاق الامرين في معسكرات الموت الناصرية و التي لا يوازيها سوي معسكرات الموت النازية مثل الاوردي و ابوزعبل و الفيوم و الواحات و القلعة و غيرها ربما مما كان و لا يزال سريا؛ و قد ادي التعذيب الممنهج الي ارتقاء رفاقنا الشهداء في قائمة الشرف و نذكر منهم الرفيق شهدي عطية الشافعي و الرفيق الطبيب فريد حداد و الرفيق مصطفي شوقي البنهاوي و الرفيق عبد التواب جبريل و الرفيق علي متولي الديب القائد العمالي و الرفيق جابر شعبان الذي كان من ضمن صفوف اعضاء الحزب الشيوعي المصري الاول في العشرينيات و الذي تم حله من قبل السفيه المقامر سعد زغلول و استولي علي مقراته و امواله؛ و قد مات و اقيمت له جنازة ملفوفا ببطانية حمراء داخل معسكر اعتقال الواحات محمولا علي اكتاف رفاقه في السجن.
و لا ننسي الرفيقين الشهيدين خميس و البقري الذين تمت محاكمتهما و شنقهما من محكمة نظام يوليو العسكرية و الذين حرض عليهم الارهابي سيد قطب وقتها . كذلك تطول القائمة لتشمل الرفاق في سوريا و لبنان الذين تم قتلهم او اغتيالهم في سجون عبد الحميد السراج و بامر مباشر من فرع سلطة ناصر في سوريا و علي راسهم الرفيق فرج الله الحلو و الذي تم قتله بتعذيب وحشي و اذيبت جثته في الاسيد في مشهد نازي بامتياز.
ملامح الفاشية:-
في كتابه دفاتر فلسطينية يحكي الرفيق معين بسيسو عن ما لاقاه من اهوال التعذيب بالعروسة ( و هي كالصليب الخشبي يحضنها المعتقل و تنهار الكرابيج علي ظهره حتي الاغماء) و الفلكة ( و هي اداة للضرب علي الارجل بعد رفعها من قبل شخصين بتلك الفلكة و كان و ربما لا زال يستخدمها شيوخ الكتاتيب و بعض الصنايعية في المعاقبة حتي الان) و يحكي عن وسائل تعذيب من المانيا الغربية و كلاب مدربة علي العض و الايلام دون الادماء. و يحكي الرفيق طاهر عبد الحكيم بشكل اكثر تركيزا علي الاسماء و الوقائع و التاريخ عن التعذيب و تعامل الضباط و العساكر مع المعتقلين بمنطق صائدي الطرائد حيث تنهال عليهم العصي و خاصة علي الرؤوس و كانهم يريدون اسكات ادمغة الرفاق عن التفكير و متابعة التعذيب كل ذلك و القائد يركب حصانا يطارد به الرفاق في مشهد مخزي للانسانية لا يختلف عن اصطياد الحيوانات و هو فاشي بامتياز. و يتذكر الرفيق الوجبات و منها سائل مغلي به بعض الاعشاب و الحشائش و يقول الرفيق انه ذكره بالحساء النازي وقتها.
و كان ان اوفد نظام ناصر الي الولايات المتحدة الامريكية ضباط مخابرات للتدرب علي ايدي جهاز المخابرات المركزية الامريكية لمكافحة الشيوعية و نحن نعلم ان عملاء الجشتابو و ال اس اس ليسوا بعيدين عن المخابرات الامريكية حيث استولت واشنطن علي الجزء الغربي من برلين و استعانت بظباط هتلر لمساعدتها في مكافحة الشيوعية. و كان من ضمن هؤلاء الضباط الصاغ حسن منير الذي كان يتدرب في امريكا علي ايدي المكارثيين و الفاشيين بينما كان رفاقنا العظام يخوضون حرب البطولة و الشرف ضد العدوان الثلاثي في بورسعيد و يعود هذا الفاشي ليمارس دروسه عمليا علي اجساد و رؤوس الرفاق حيث كان قائدا لسجن الاوردي في ابو زعبل.
تحكي الوقائع التاريخية عن استعانة النظام الفاشي الناصري بخبراء نازيين ليساعدوه في حربه ضد الصهاينة خارجيا و بالطبع ضد الشيوعيين في الداخل و قد تحدث هيكل في احدي حلقاته عن ذلك علي استحياء و لكن كانت مفاجاة مذهلة حيث فوجئ العالم بحقيقة موت طبيب الموت النازي اربيرت فرديناند هايم و المتهم بجرائم ضد الانسانية في معسكرات الموت النازية حيث كان يبتر اعضاء ضحاياه دون تخدير ليري مدي احتمالهم للالم او يحقنهم مباشرة في القلب بالبنزين و السموم او يحرق رؤوس ضحاياه في الافران و يجهزها ليحتفظ بجمائمهم العظمية في مقتنياته و قد مارس عمله ضد الانسانية في معسكرات ماوت هاوزن و بوخينفالد و زاكسن هاوزن و غيرها و قد عاش بعد هروبه من المانيا الي المغرب فالجزائر و ليبيا و اخيرا مصر قرابة الثلاثين عاما و لا يمكن ان نتخيل ان نظام ناصر لم يكن يعرف ذلك او انه لم ياتي الي القاهرة بترتيب من مكاتب المخابرات و غطائها مكاتب هيئة الاستعلامات في الخارج و توفي عام 1992. و تروي الاخبار المنشورة عنه انه عاش تحت اسم مستعار بعد ان اشهر اسلامه و هو طارق فريد حسين في حي الموسكي في وسط القاهرة و كان يمشي يوميا و يرتاد مقهي جروبي في طلعت حرب كل ذلك في ظل عداء سلطة ناصر للغرب و دعاياته التحريضية ضد المواطنين الذين كانوا يعيشون في مصر و من اصول اجنبية او غربية تحديدا ؛ فكيف لنا ان يتجول رجل بكل تلك الاريحية بملامحه الالمانية و قوامه الفارع دون ان تعلم عنه السلطات التي كانت تعرف الكثير و الكثير من اسرار المواطنين و التي يكتب فيها التقارير في كل حارة و مقهي و مصلحة وجامعة و مصنع !! الا يمكننا ان نقول بشكل حاسم ان سلطة ناصر حمت الفاشيين و اعداء الانسانية و استخدمت اساليبهم و طلبت مساعدتهم في قمع رفاقنا العظام ؟ و لا يمكن تبرير ذلك من احد ايا كان.
انصح كل رفاقي و خصوصا الشباب بقراءة الكتابين المذكورين لعل الحقائق تتضح و لا ينخدعوا بمعسول الكلام عن الانظمة الفاشية القومية و عهودها السوداء و لا ينسوا دماء رفاقنا التي سياتي اليوم الذي يرد لهم الاعتبار و لاسمائهم التي سجلوها بحروف من نور في تاريخ الصمود و البطولة.
و اخيرا اورد قائمة العار لبعض الضباط الفاشيين في عهد ناصر الفاشي و هناك الكثير و الكثير غيرهم :-
اللواء اسماعيل همت :- رئيس مكتب مكافحة الشيوعية.
الصاغ حسن منير :- مامور سجن الاوردي و الذي تدرب علي ايدي الفاشيين المكارثيين عملاء المخابرات المركزية في الولايات المتحدة.
اليوزباشي :- يونس مرعي
اليوزباشي :- عبد اللطيف رشدي
#إسلام_أبو_العلا (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟