أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبدالقادر ريكاني - القضية الكوردية في الاقليم بين تجار الدين وتجار الوطنيات















المزيد.....

القضية الكوردية في الاقليم بين تجار الدين وتجار الوطنيات


سامي عبدالقادر ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 22:56
المحور: القضية الكردية
    


بعيدا عن التعميم والمبالغة الا ان هناك وجهان لعملة واحدة ساعدت على تفشي الفساد في مجتمعاتنا، خلقت منظومة عقلية ونفسية متناقضة وسلوكا شخصيا ازدواجيا، خلفت بموجبها مجتمعا مريضا اتكاليا منزوع الحيلة امام اي اصلاح لواقعه، يدفعه الخوف من مجيء الاسوء ليمد ببصره شاخصا يترقب جرعة دواء من امل زائف يقدم لهم بين فينة واخرى صانعوا الواقع المزري، عبر قنواتهم وتصريحاتهم ولقائاتهم الاعلامية بعد ان تناوبوا على عقولهم، ليستمدوا من غبائهم طاقة تغذي بقائهم وتحميهم كلما احسوا بضعف موقفهم وكشف مستورهم الانتهازي امام تنامي روح المقاومة وحس التغيير في المجتمع.
وجهان لاثالث لهما تسببوا بصناعة- وامتداد الازمة ، بعد ان انهكوا الامة بافعالهم ومن ثم سلموا مربط لجامهم الى كل من يدفع بهم اكثر من بين تجار الازمات من السياسيين، وهم:

الصنف الاول:
المتزلفون الانتهازيون الذين باعوا كل قيمهم للحصول على رغد العيش على حساب حقوق غيرهم وعلى حساب العدالة ودولة القانون، عبر اجادة حرفة التزلف والتملق ورفع الشعارات الوطنية والقومية والمتاجرة بها والاعتماد على تمجيد الاشخاص والوقوف في وجه دعات التغير والاصلاح كل ذلك من اجل الاستمرار في جني ثمار انتهازيتهم والركون الى حياة الكسل والحيوانية وعدم التفكير للقيام باجادة اي عمل مجدي ينفعهم او ينفع مجتمعهم في اوقات الضيق، فتسببوا بتنامي الفساد حتى طالهم وطالت مصالحهم الذي حسبوا انها ستكون في مناى عنهم، وبعد ضيق العيش بعد انقطاع مطر الاموال وهدر سيولها وتجفيف بركها، اصبحوا يتذكرون القيم المجتمعية والعدالة ومقاومة الظلم ورفض المهانة.

ولكن بعد ماذا؟
بعد ان اروهم اسيادهم بان مستقبلهم المرفه مهدد بمطالب هؤلاء المطالبين بالحقوق والتغيير، واوحوا اليهم وهم صادقون، بانه اذا تحقق العدل والقانون فلن يبقى لهم مصدرا للمال الذي يحصلون عليه بدون مقابل، ولن ينفعهم حينها الواسطات ولن يكون لرجالات الحزب والقرابة اهمية، كما لن يفيدهم بضاعتهم برفع الشعارات الوطنية والقومية، ولن يفيدهم تملقهم الزائف الذي كانوا يشترون به حقوق غيرهم، فاذا اعادوا حقوق المطالبين فلن يكون لهؤلاء بعدها مكان، فماكان عليهم سوى مواجهتهم، وكانت النتيجة ذهاب كل شيء، فصاحوا حينها بالقيم ولكن بعد فوات الاوان ، لانها جاءة متاخرة، بعد فقدان اصحاب القيم الامل بقيمهم، وبدؤا يعرضونها للبيع في المزاد مثلهم؟.
وذلك لان اسيادهم استطاعوا عبر توظيف جهلهم وغبائهم، ابعاد اصحاب القيم عن كل مؤسسات الدولة والوظائف وواجههم بهم، حتى لم يبقى شخص في زاوية او ركن الا وجدوا لهم جند قرينا من هؤلاء عليهم رصدا ، يردعه او يواجهه او يخبر عنه بعد ان يتهمه بالعمالة او الخيانة للدولة والقومية والوطن.
فحتى لو كنتم صادقين في دعواتكم وصياحهم الاخير بالتعبير عن مطالب تطبيق القانون ومحاسبة المفسدين ومتابعة الشفافية على المال العام ،ولكن، أبعد ان اصبحت بضاعتكم السابقة بالية لانفع فيها!؟، فمن سيصدقكم او سيستمع اليكم بعد كل هذا، خاصة وانكم كنتم من صانعي هذه الجريمة !؟.

واما الصنف الثاني:
ودون التعميم ايضا فهم بعض الحمقى من المتزهدين وبعض اتباعهم ممن وصل بعض منهم الى ماربهم والباقي ينتظرون ادوارهم لركرب صهوة عقول البسطاء من المتدينين عسى ولعلهم يصلون الى قضم قطعة من الكعكة، ومن ثم لينضموا بعدها مثل اسيادهم الى قافلة المتملقين الذي بدؤا يركنون الى حياة الترف والرفاهية ويحاولون الحفاظ عليها عبر لعبة التزليف المموه، والتقرب الى الفاسدين برغبة انتهازية خجولة يرافقه خطاب مرقع للدفاع عن الواقع يقنعون به السزج من اتباعهم عبر اتيان نصوص يشرعنون من خلالها تصرفاتهم عبر فلسفة قيمية نفعية تبريرية لا تختلف كثيرا عن فلسفة المدرسة البراكماتية الذرائعية للوضعيين الماديين في بناء نظريتهم الاكسيولوجية(القيمية) عبر فهمهم الانطولوجي(الوجودي) اعتمادا على وسائلهم الابستمولوجية(المعرفية) التي اوصلتهم بنتائجها الى انه لاقيم ثابتة ولاوجود حقيقي لها الا في ما تجلبها نتائجها العملية بالمنفعة الدنيوية، وصدق القيمة تكمن في قيمتها النفعية في حياة صاحبها، وان الافكار والقيم تشبه العملة الزائفة متى انتهى النفع منها انتهى دورها كونها قيمة حقيقية، فلاوجود لقيم ثابتة او حقيقية في عالمنا.

وجاء ذلك بعد ان فقد هؤلاء الزاهدون الامل بالقيم الثابتة التي تربوا على فلسفتها عبر مدرستهم اللاهوتية ، وبعد ان اوهموا اتباعهم طوال سنين وعقود بمجيء دولة القيم والعدالة ودفعوهم لترك شغف الحيات ورفض كل ماياتي من السلطة والدولة بحجة انها علمانية وكافرة وفاسدة وظالمة وغير عادلة ويجب اسلمة الدولة وتحقيق العدالة والعمل على خلاص المجتمع منهم.
وهؤلاء المساكين كانوا حينها ينادون للتضحية من اجل القيم ويذكرون اصحابهم بمواقف بلال وال ياسر واصحاب الاخدود وبموعد قريب يتحقق فيه العدل يكونون هم فيها اسيادا وهؤلاء عبيد، وماعليهم سوى صبر يؤدي اما الى نصر وعدالة او جنة ومكانة،

وبقي الوضع الى ان مل الاتباع وصعد الانتهازيون الاشرار (حسب مفهومهم) سلم الرفاهية والوظائف والمعيشة، وتلاقت شعاراتهم التي حملوها لتشرعن حياتهم الرغيدة ، ومات حينها الامل عند الاخرين بعد ان اصحوا بعد طول امل خائبين، وبدا رؤسهم في حسرة يتململ متحركا ذات الشمال وذات اليمين، فلم يتملقوا سوى قصور لاسياد كانوا يحسبونهم بالامس اشرارا واذا باليوم باتوا عندهم من المكرمين ، يرتجون التقرب اليهم او الى لقائهم لعلهم يسترجعون قليلا مما اضاعوه من ايام وسنين وراء سراب اصبحت اكذوبة خدعوا انفسهم بها ولايفيدهم اليوم تقلب الكف على كف وطول ندم الا بالعمل بكل كد لاسترجاع وانتشال مايمكن انتشاله من ايام الخيبات التي اصبحت تؤرق مضاجعهم.

ولكونهم بدؤا مع القيم متخاصمين وبالعداء والحيل معها متجادلين، فكان لابد من انهم لاكمال ذلك للتملق سيحتاجون، وعلى دروس في التزلف والتميع سيتدربون، ولتفويت مافات فلابد انهم بالسرعة في تطبيقها سيستعجلون، واصبحوا اخيرا بسلوكهم الجديد فرحون.
وبالمفاجئة تلك في المقابل كان الجمهور وحتى اعتى المتملقين من الفصيل الاول اصبحوا من سلوكهم مشمئذين، حتى بدوا اضحوكة بعد ان لم يبقى لهم من مطر الاموال الا مابقي في بعض البرك النكدة ما ان تحركها حتى يفوح منها ريح يزكم انوف الاولين والاخرين، ولكنهم مع هذا عن سلوكهم راضين وللانتقام من ايامهم مستمرين ولرؤية بعض اصحابهم مع الاسياد مبهرين.
وحصل ذلك بعد ان استمر عندهم ذلك الموال يفقد سمفونيتها على البال الى ان انهك بصدى لحنها الحال والاذهان، واستسلموا اخيرا للواقع امام اغراء المناصب والاموال، فرجعوا الى اهلهم بالالواح حاملين، فيها الناسخ مكتوب عليها بدل المنسوخ "انه قد تيقن لدينا بان الحال لن يكون افضل مما كان، بل تبين لنا انه ماكان هناك افضل مما لدينا هنا الان من حكم وعدل واحسان، وتبين انه كنا في جهل ولم يكن دعواتنا سابقا في امر الخلافة والعدالة سوى خرافة وضرب من الخيال والهذيان.
ووعينا انه ليس للدين مكان في السياسة وعليها الرجوع الى المساجد والبدء بالدعوات والتهليلات ، وبالحرص على التخديرات وتجنب المحرمات من الاقوال والحركات باسم طلب الحقوق والحريات، ولا بد بدل من ذلك التركيز على الخشوع والايمانيات، وكبح الرغبات بعد الافراج عن المكبوتات بعد الاقبال على الملزات بعد الانفتاحات.
وكان لابد من بعدها من اعادة دراسة فقه زيادة عدد الزيجات مثنات ورباعيات بعد فتح الشهيات ، والذي سيتبعه حتما الاقبال على التزود بعلم الحيض وتجنب النفاس، لانها داخلة في صون حقوق النساء والرفق بالقواريرات، وتلك من مقتضيات فقه العدالة بين الزيجات!!.

ولابد ايضا من الرضا بتفاوت الرزق بين الاسياد والعبيد الجياع، فانها قدر من الله، وهي في التقسيمات من الحتميات، حتى ولو كانت عبر التسليب والسرقات، واما الحكم حول محاسبة الاسياد بتهمة الفساد والسرقات فهي الى الاخرة عبر فلسفة الارجاء، قد حسمت امرها عند العلماء بانها من المؤجلات، وتنفيذ احكامها ليست علينا من الواجبات، اما مد اليد او العين ومن ثم التحريض للعبيد على نعمة الاسياد، فحتى ولو كان بدافع الحق والتجويع فهو حسد وامره عند الله من المرعيات، ولابد لتنفيذ الحكم فيهم من التعجيلات، اما بالضرب والسجن الرادعات، او بالقتل بعد صنوف التعذيبات، لانهم عبيد ولايندرج حكمهم تحت بند الارجائيات لانها فلسفة مختصة فقط بالاسياد.

وهكذا ينتهي دور القيم وتطبيق احكام الدين على التهم والمتهمين، لتبدا معها لعبة القيم وفق قواعد لعبة تجارة السياسة بالدين لحماية المفسدين من غضب المعذبين، عبر اتهامهم بالعمالة والتخوين والفتنة والتفريق، ليحل مكان طلب العدالة ومكافحة الظلم ومحاسبة المفسدين، من اجل الاصلاح ونصرت المظلومين، ولتنشط معها على ايدي تجار الدين دور التزيف والارجاء والتسويف، لانها باتت هي اليوم من مقتضيات سياسة التزليف . وبحبل من هؤلاء وهؤلاء من اصحاب الصنف الاول تجار الوطنيات والثاني تجار الدين ، استمر الفاسدون في فسادهم وسيستمرون في البقاء مابقي هؤلاء على سلوكهم .

فالى من هذه الامة يرتجى الاصلاح بعد هذا " أالى متزهد احمق يحاول ان يتحول الى متزلف انتهازي، ام الى متزلف انتهازي يحاول ان يتحول الى متزهد احمق؟".



#سامي_عبدالقادر_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتفاق الاعداء( التركي، الايراني، الروسي) ومستقبل الكورد
- معادلة انشتاين(حكومة اقليم كوردستان) وحل مشكلة الاقليم الاقت ...
- معركة كركوك ونينوى في المعادلة الدولية والاقليمية وحضور كورد ...
- عندما تنقلب الصورة
- احداث تركيا انقلاب للعسكر ام انقلاب على العسكر
- الازمة السياسية في الاقليم. التاريخ، والواقع، والحلول
- سياسات تركيا الى اين تتجه؟ بين التصعيد ضد الكورد والتنازل ام ...
- خطبة الجمعة بين الدين والسياسة، في الماضي والحاضر
- تجار الحروب، تسوق النعاج قربانا للإله!!
- فوضى كوردية ام معادلة دولية
- لماذا تحترق حلب وماذا بعدها
- شعارات مغبون اكثر الناس فيها
- الشرق وثقافة السيد والعبد
- الاكراد بين مؤامرتين، وخلاف دائم، ومستقبل مجهول
- الهاربون الى جنة السلطان
- الانتخابات التركية بين غباء العاطفة الدينية(الكوردية) وصحوة ...
- روسيا والغرب والحرب على الغاز
- معضلة السياسة في كوردستان بين هشاشة الديمقراطية وسطوة الاتفا ...
- برسوس الدامية بين العقوبة الداعشية والسيناريوهات الإقليمية
- لاتتبجحوا فان حزب العدالة والتنمية التركية ليس إسلاميا!َ!


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سامي عبدالقادر ريكاني - القضية الكوردية في الاقليم بين تجار الدين وتجار الوطنيات