أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - رواية -متاهة إبليس- للكاتب الروائي برهان شاوي















المزيد.....

رواية -متاهة إبليس- للكاتب الروائي برهان شاوي


نوميديا جرّوفي

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 22:40
المحور: الادب والفن
    


"متاهة إبليس" هي امتداد لرواية "متاهة الأشباح" التي هي بدورها امتداد للروايتين السابقتين "متاهة آدم" و "متاهة حواء" و "متاهة قابيل"، فتكون الخامسة حسب التسلسل الروائي و امتداد لتلك الحياة الجماعية و العالم حقيقي، المليئة بكوابيس السياسة،الخوف، العاطفة المكبوتة،الأشباح،الأرواح،الاعترافات،الشهوة،الجنس،الحب،و الرغبة الجامحة ، الخطيئة، الاغتصاب ،اللذة و الألم و تحطيم المقدّس.
وكما في متاهاته السابقة فأن الروائي يؤسس لزمنين أو أكثر تتوازى في تدفقهما و حتى بعد احتلال الأمريكان للعراق و إسقاط النظام الدموي الذي كان يهيمن على البلاد حينها، فتدمّرت البلاد التي كانت مدمّرة أساسا.
هي متاهة جديدة حقيقية حتى على مستوى البناء السردي والحبكة الروائية.
في هذه الرواية الجديدة "متاهة إبليس" يتبع الكاتب "برهان شاوي" مصير شخصيتين بطلتين من المتاهة الثالثة "متاهة قابيل"، و هما "حواء الكرخي" و "حواء ذو النورين" بعد أن هربتا من العراق إلى سوريا.و ما تواجهه كلّ منهما من مصير مجهول.
لكن و كالعادة في إبداعه اللامع في جميع متاهاته يواجه الإنسان و أعماقه الدفينة فيستحضر في هذه المتاهة شخصية "إبليس"..
نحن نعرف منذ القدم أن إبليس بشع و مشوه حسب الأساطير و التاريخ من الكتب المقدسة، لكن الكاتب المبدع"برهان شاوي" جسّده في هيئة رجل أشقر وسيم ، فيكشف من خلاله الكثير من الهذيانات الأسطورية الدينية و تناقضاتها..حيث يقول لآدم الشامي:"أنا إبليس أو الشيطان، سمّني ما شئت،أنا غير موجود؟..أنتم البشر تدعونني للحضور..فأتجسد كما تشاؤون و ترغبون..تفكرون بي بشكل سيء و قبيح فأحضر بشكل قبيح مرعب..تفكرون بي بشبق و رغبة آتي إليكم بشكل غاو فاتن..أنتم منحتموني قوة هائلة..و أديانكن كلها..بل حتى الأديان البدائية هي التي اخترعتني..خلقت أسطورتي..و برغم ذلك تؤكد بأني أغوي الإنسان..أدفعه لفعل ما يضرّ الإنسان نفسه و الإنسانية جمعاء..بل يضر الطبيعة أيضا..و أنني أغويكم فردا فردا في كل ثانية و كل دقيقة أثناء صحوكم..بل حتى في منامكم أكون موجودا، فأفجّر فيكم رغبات محرمة..أليس كذلك؟ أليس هذا ما تؤكده كتبكم المقدسة؟ و يعظ به علمائكم.. و قساوستكم..و حاخاماتكم؟..
و يزيد في حواره قائلا:" ألم تفكر لحظة أن هذا غير ممكن عقليا و منطقيا و علميا؟..كيف لي أن أكون في أعماق ستة مليارات إنسان في الوقت نفسه؟..ستة مليار إنسان ينتمون إلى مئات الدول، و آلاف اللغات، و مئات الألوف من اللهجات، و آلاف القوميات، و هؤلاء ينتشرون في مشارق الأرض و مغاربها..و أقوم بكل ما لديّ من موهبة في إغوائهم؟ أ أنا إله؟؟..أليس هو الواحد الأحد الذي يوجد في مشارق الأرض و مغاربها..أنّى اتّجهتم ترونه؟ فكيف تمنحونني هذه القدرة الإلهية أن أكون في مشارق الأرض و مغاربها في الوقت نفسه؟؟.."
و يقول و هو بهيئة الرجل الوسيم في الفندق للراهب:" اللذة و الألم..هما وجهان للشيء نفسه..هما سرّ الوجود الإنساني..لكن كلّ لذة يجب أن تدفع مقابلها ألما..فكلّما عظمت اللذة عظم الألم..لكنّ الغريب ليس دائما أن عظمة الألم تعني بالضرورة عظمة اللذة لاحقا..و برغم ذلك أعتقد أن اللذة التي تجنى بسهولة، تفقد قيمتها سريعا"..
في هذه المتاهة نكتشف طفولة حواء ذو النورين و هي ترويها لصديقتها إيفا سميث و ما عاشته من معاناة بسبب كره والدها لها.
آدم الشامي، المسؤول عن معظم فنادق دمشق و الشام، يكتشف عن طريق مسؤول له أن زوجته و ابنته لديهما بيت دعارة و يعملان للحكومة أيضا، فتصيبه الدهشة إضافة كونه يعلم أن ابنه قابيل مدمن مخدرات و يتاجر بها، و أن الابن الأصغر هابيل الذي سافر من باريس إلى بلجيكا و منها إلى أفغانستان إلى تورا بورا قد عاد مع مجموعة من الأفغان العرب و هو يعد لعملية إرهابية.
كما و يساعد آدم الشامي حواء ذو النورين في الحصول على جواز سفر مزور لتخرج به من الشام بعد أن لحقتها جماعة زوجها قابيل العباسي بتحريض من إبليس لفعل الخير بدل الشر، فتسافر باسم مستعار فيقيم معها علاقة لتحصل المسكينة على جوازها و يكون هو من يوصلها إلى المطار لحين إقلاع الطائرة، فتنجو بأعجوبةو هي تصل إلى فلورنسا سالمة.
و في فجر ذلك اليوم المرعب بسبب الإنفجار في الفندق و الهجوم من طرف مجهولين يطلقون الرصاص على من كانوا في الفندق فتكون النتيجة مجزرة دامية تنتهي بآدم الشامي و هو يطلق النار على ابنه هابيل، فيصاب بالإنهيار و هو يكتشف الجثة لاحقا..
تلتقي حواء ذو النورين آدم بوناروتي العراقي الأصل فيقص ّ عليها ما صادفه في حياته التي تطارده ككابوس مرعب خاصة معاناته بعد زواجه و حكاية زوجته و ما عاشته في عائلتها و كيف توفيت في حادث مروع مع عشيقها و ذكر آدم كارثة الذي كان يغازل زوجته في مرحلة من مراحل حياته و هو نفسه الذي نصادفه في الفندق صدفة مع حواء الكرخي مع آدم أبو التنك و آدم الشبيبي..نستنتج هنا كيف تعلق آدم بوناروتي بحواء ذو النورين ليقص عليها مأساته الحقيقية مع أم زوجته التي حطمت حياته نهائيا. و تبقى المسكينة مرعوبة و هي ترى الرجل الوسيم أينما ذهبت.
ثم هناك إيفا سميث القادمة من فرنسا على جناح السرعة بسبب إقدام صديقتها حواء دمشقية على الإنتحار بعد أن وجدت نفسها حاملا من عشيقها بدلا من حبيبها و اعترافها الذي حيّر إيفا سميث بأنها تحب شخصين في آن واحد. كما هناك بعض التفاصيل عن حياة إيفا سميث مع الجار المسن آدم ميتران و هي تقصها على حواء ذو النورين.
يظهر آدم الشبيبي هاربا من العراق بعد موت صديقه المدير قابيل و قد كانوا يبحثون عنه هو الآخر..خاف من الموت ليتقي صديقته حواء الكرخي صدفة مرة ثانية.
دون نسيان آدم أبو التنك صديق حواء الكرخي الذي ساعدها في الحصول على منزل يأويها هي و الرضيع هابيل بعد أن نزلت في الفندق كما جاءها بمربية لهابيل.
يضيف العالم اللامرئي سحره هنا حيث تظهر الأشباح مرة أخرى، يزيد عددهن و لا يراهنّ أحد غير إيفا سميث ( شبح الراهبتين، حواء المؤمن،حواء الزاهد).
تنتهي المتاهة باغتيال حواء الكرخي على يد الرجلين المجهولين بمسدسات كاتمة للصوت قرب بيتها عائدة إليه و سفر حواء ذو النورين بمساعدة إيفا سميث إلى باريس في القطار السريع دون إخبار آدم بوناروتي، حيث كانتا جالستين في القطار في الدرجة الثانية، على مبعدة منهما و في نهاية العربية نفسها كان الرجل الأشقر الوسيم، يجلس في زاوية وحده لا أحد يشاركه في الجوار أو في المقاعد أمامه الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد و كتاب القرآن الكريم.
"متاهة إبليس" فيها كشوفات نفيسة و جريئة لأعماق الإنسان و رغباته الدفينةو مواجهة صريحة معها، حيث يتداخل المرئي و اللامرئي، الواقعي و السحري.. و إبليس الذي يتجسد في هيئة رجل أشقر وسيم ، ليكشف من خلاله الكثير من الهذيانات الأسطورية الذينية و تناقضاتها..المتاهة ترسم مشهدا مرعبا لواقع الإنسان المعاصر و ضياعه و لايقينه، حيث تنفتح نهاية هذه الرواية على متاهة جديدة.



#نوميديا_جرّوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلمسان مدينة الفنّ و التّاريخ (جوهرة المغرب)
- كُلّ ما قالوه عنّي صحيح
- رواية -الخامس و العشرون من أيلول- لعامر موسى الشيخ و ماجد ال ...
- لودفيج فان بيتهوفن و السمفونيّة الثالثة
- إليك يا حياتي
- ديوان -حين يتكرّرُ الوقت، يتوقّف..- للشاعر -سعد ناجي علوان-
- نبضي النّابض
- الموصل
- أحبّك أكثر
- مثقفون عراقيون -يهود في خدمة صاحبة الجلالة الصحافة العراقية-
- اسكب لي روحك و...
- رواية -الجحيم المقدّس- للكاتب و الروائي -بُرهان شاوي-
- سمير نقاش.. نقش عراقي في الذّاكرة.
- رواية -مسك الكفاية- للشاعر و الروائي -باسم خندقجي-
- ملحمة كلكامش للكاتب الأب يوسف جزراوي
- ديوان - أهبُ أصابعي لخواتم النور- للشاعرة - آسيا خليل-
- ديوان (جنوبا..هي تلك المدينة..تلك الأناشيد) للشاعر عبد الكري ...
- متاهة آدم للرّوائي بُرهان شاوي
- بين كردستان و تلمسان في مراسيم الزّواج
- صرخة أور


المزيد.....




- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نوميديا جرّوفي - رواية -متاهة إبليس- للكاتب الروائي برهان شاوي