أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر اسماعيل اليافاوي - صناعة الازمات وسياسة الهروب الى الامام














المزيد.....

صناعة الازمات وسياسة الهروب الى الامام


ناصر اسماعيل اليافاوي

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 12:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صناعة الازمات وسياسة الهروب الى الامام
كتب د ناصر اسماعيل اليافاوي
ما نعيشه اليوم من اشتداد الأزمات في واقعنا الفلسطيني والعربي المعا ش، ما هو باعتقادنا الا صناعة تعتمدها اغلب الحكومات او الجهات التي تسعى للهيمنة على البلاد ضمن فلسفة الانظمة الشمولية السائدة ، وتقوم هذه السياسة على التخطيط لخلق أزمة بصورة حقيقية أو بصورة مفتعلة، وتغذيتها، وتصعيدها واستقطاب عوامل مؤيده لها ثم استثمارها أو استثمار الفرص التي يمكن أن تنتج عنها، واجبار الكيان ـ الآخر المختلف ـ المستهدف على الخضوع لتأثيرها، أو لتحقيق بعض الأهداف التي كان يصعب تحققها في الظروف العادية.
ولإخفاء معالم الخطة وتشتيت الأنظار عن خطوطها و رموزها الفاعلة تعمد الجماعات او الحكومات إلى المحاور التالية :
- إشراك اكبر عدد من الشخصيات المحلية المعدة مسبقا ، ورديفها المتماهية معها من الشخصيات الخارجية بصورة غير مباشرة في أداء أدوار الأزمة وتمثيل فصولها.
- وضع مخطط مدروس بأن يصحب الأزمة ضجيج شديد وتهويل مريب يخطف الأنظار ويمنعها من التحول إلى جهة أخرى.

وقي قراءه موضوعية ومتأنية لواقع الفلسطينيين في قطاع غزة نجد رزمة من الازمات التي تخلق كل فترة من الزمن وكان الامر مقصود ومدبر فارة نسمع عن ازمة معبر رفح وتغيب فترة بفتحه ايام معدودة لتظهر ازمة الوقود والغاز ، ثم تحل جزئيا لتظهر ازمة الكهرباء كل ثلاثة شهور بالتمام والكمال ، ثم يأتي الحل السحري الخارجي المؤقت وتعطى المسكنات ، وتتحول الدائرة الى ازمات مفتعله اخرى مثل (البطالة- الهجرة – الانتحار- العنف والجريمة- العنوسة –الخ)
وباعتقادنا ان تزاحم تلك الأزمات المزمنة باتت نتيجة للسياسات الخاطئة التي قامت عليها سياسة الحزب الواحد الشمولي ، وان البعد المتعمد عن الشراكة الحقيقية والتعددية في اتخاذ القرار فإننا سنلاحظ ان الأزمات الحقيقية ستسير باطراد مستمر، وما ننتظره من سحابات ومساعدات خارجية ماهي الا حلول غير واقعية وهامشية هي التي ستقدّم على غيرها، وحلول تكتيكية التي تضفي ضلالا رمادية على صورة الواقع المزرى للواقع المعاش ، ومحاولة خادعة من مستشاري المسئولين لستر الواقع ولو لفترة محدودة، وهي محاولة نعتبرها فاشلة استراتيجياً للمحافظة على مصالح حزبية ضيقة ستاتي بثمار بطعم الحنظل .
التصعيد الاعلامي والهروب الى الامام لا يعطى ثمار ايجابية :
باعتقادنا ان ما نسمعه من ترهات وفضائح اعلامية ، وتبادل وتوجيه الاتهامات الى الخصوم السياسيين دون البحث في واقع الازمات ومسبباتها لا يعطي للجماعات المهيمنة على صنع القرار ذلك المردود الإيجابي مطلقا ،
تأسيسا لما سبق لابد من القول :
على الرغم من مأساوية ما يكابده المجتمع الفلسطيني ومرارة ما يعانيه، يظهر أن غالبية المسئولين عن القرار لم يتخلصوا بعد من ظاهرة التهرب من المسؤولية بإنكار الوقائع القائمة والاستهتار بأسباب الأزمات ووسائل معالجتها، معولين على عناصر قوة تخضع لمنطق تفكيرهم ، وربما انتظار فرصة تسنح لهم لتصدير أزمتهم عبر افتعال صراعات جانبية ، دون الأخذ في الاعتبار أن إشعال الحرائق في أجواء مضطربة هو سلاح ذو حدين، غالباً ما ترتد على موقدها!
والحال، هي أمر خطير سياسة الهروب إلى الأمام، والأخطر الاستهتار بالنتائج السلبية العميقة على مستقبل الأجيال، ألم تلاحظوا ان فصائلنا نسيت الهدف التى انطلقت من اجله ، هدف الحرية والتحرير ، وشرعت تحشر نفسها وتكثف حواراتها لعلاج الازمات المفتعلة ؟
واخيرا نزعم ان المعالجة الامنية للازمات المعيشية غير مبررة سياسياً وقانونياً، وربما تعتبر خيار يائس، وربما هو خيار مقامر يطلب "الصولد" في لعبة البوكر، مغامراً بكل أوراقه، إما ربح كل شيء أو خسارة كل شيء!، لذلك الخروج من الازمات تتطلب عقل جمعي يؤمن بفلسفة المشاركة في صنع القرار لان الوطن كبير في معناه ويتسع للجميع ،الذي يؤمن بالمفاوضة المنطقية والحلول الوطنية المحلية فمشوارنا نحو الوطن الكلى التاريخي طال انتظاره ، فنأمل الا نضل الطريق ..



#ناصر_اسماعيل_اليافاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطورة وابعاد نقل السفارة الامريكية للقدس
- سيناريوهات تعامل الرئيس الامريكي ترامب مع القضية الفلسطينية
- ترامب الوجه الحقيقي للسياسة الامريكية ، وأوباما أكبر مخادع
- دراسة في (معيقات الاستفادة من البحث العلمي و آليات تعزيز الب ...
- من تراث رمضان ( التطور التاريخي لفوانيس رمضان)
- تشويه متعمد لقيم غزة عبر رسائل ملوثه
- رسائل نتنياهو من وراء تعين ليبرمان للدفاع
- في ذكرى النكبة مضطهد لأني من غزة
- غزة وأصحاب الأخدود
- مراجعات حركة حماس برجماتية ام انتهازية ؟(قراءة تحليلية)
- جولة في طبائع الاستبداد(قراءة فكرية)
- انقسام الداعون لإنهاء الانقسام
- غزة والدرب المهجورة (قراءه نقدية فكرية)
- حالات الانتحار في غزة رسائل مشفرة للمسؤولين والصامتين
- مخاطر فشل لقاء الفرصة الاخيرة في الدوحة
- شباب غزة بين الرغبة بالهجرة وانتظار المجهول
- في غزة الفقراء يتبرعون للفقراء
- ارهاصات الحرب الرابعة على غزة
- الحرب على مخيمات الشتات هدفها اسقاط حق العودة
- الحرب الباردة السعودية الإيرانية وانعكاساتها على المنطقة (قر ...


المزيد.....




- ترامب يعلق على رفض بايدن إمكانية مهاجمة إسرائيل لمواقع إيران ...
- ترامب لإسرائيل: اضربوا منشآت إيران النووية
- وزير كويتي سابق: لن تكون هناك أزمة حدودية مع العراق إذا حسنت ...
- أنباء عن استهداف شقة في شمال لبنان بـ -مسيرة-
- بايدن: الفرق الأميركية والإسرائيلية على تواصل دائم بشأن التط ...
- إسرائيل: مقتل جنديين في هجوم بمسيرة -من الشرق-
- لأول مرة منذ بداية الحرب.. الجيش الإسرائيلي يستهدف طرابلس شم ...
- الجزائر تستغرب من عدم تحديد الجناة في تفجير -السيل الشمالي- ...
- المغرب.. رصد عوامل تعرض 40% من تلاميذ المملكة للتحرش الجنسي ...
- بايدن -قلق- مما سيفعله ترامب في الانتخابات الرئاسية، في أول ...


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر اسماعيل اليافاوي - صناعة الازمات وسياسة الهروب الى الامام