أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - من أسوأ ما في العرب














المزيد.....

من أسوأ ما في العرب


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانظمة العربية معروفة دوليا بالتخلف السياسي والاقتصادي والحضاري والمعرفي ....الخ ولكن أسوأ ما فيها هو عدم الايمان بمبدأ العيش المشترك ومعادة الآخر ومقاطعته واستباحته بمجرد اندلاع أي اختلاف معه في الرأي أو حول أي قضية.
هل سمع أحدكم عن أي دولتين عربيتين اتفقتا على التفاوض بشكل متحضر لحل أي خلاف بينهما؟ الشائع عندنا انه بمجرد ظهور أي خلاف حتى ولو كان على ماتش كوره هو أن تبدأ الحملات الإعلامية البذيئة والهابطة وتبادل الاتهامات والتصريحات النارية والتخوين بين المسؤولين واستدعاء السفراء وربما قطع العلاقات. وكل من ينادي بمنحى مختلف عن هذا السيناريو المتخلف يكون خائنا وعميلا وبائعا للقضية فنحن من عشاق رفع الشعارات.
وفي هذا فإن هناك حاليا توتر شديد في العلاقات بين مصر والسعودية بسبب الخلاف بين البلدين حول ملكية جزيرتي تيران وصنافير عند حدودهما على البحر الأحمر.
والغريب والمدهش في هذا الموضوع هو أن الحكومة المصرية تتبنى موقف السعودية في أن الجزيرتين سعوديتان وهو ما أدى إلى زيادة حالة الاحتقان لمالا يقل عن 80% من المصريين تجاه حكومتهم أكثر مما هو تجاه الحكومة السعودية.
وكالمعتاد لعب الإعلام السلبي في الدولتين دوره الدنيء في تأجيج مشاعر الكراهية وعدم الثقة بين الشعبين ولم يدعوا أحد من المسؤولين في البلدين الى التفاوض بهدوء أو الى اللجوء للتحكيم الدولي.
وبعيدا عن حملة الوثائق والحقائق التاريخية التي يبرزها مؤيدي مصرية الجزيرتين ومعارضيهم فإن هناك حقيقة هامة ينبغي أن تفهمها كل من الحكومتين المصرية والسعودية وهي أن هذه الجزر ستظل مصرية في ضمير أغلبية الشعب المصري حتى ولو تم تسليمها للسعودية بمقتضى اتفاق سياسي أو ترتيب قضائي مفبرك وذلك بحكم فترة طويلة من تبني مصر للجزر لفترة تزيد عن 70 عاما لم يذكر خلالها أنها في الأصل جزر سعودية. بالإضافة إلى حقيقة أن إعادة الجزر الآن إلى السعودية سيؤدي إلى إشعال المزيد من المرارة والإحساس بالمهانة لدى أغلبية الشعب المصري تجاه حكومته وتجاه الحكومة السعودية وهو ما قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لستا بحاجي لها.
وهذه مشاعر غريزية تلازمنا حتى في حياتنا العادية. فلك أن تتخيل أن أحد أخوتك الذي تربي معكم لفترة 20 عاما مثلا، جاء أحدهم وقال إن هذا أخوكم بالتبني فقط وحان الآن وقت إعادته لأهله الأصليين الذين تركوه كل هذه السنوات معكم دون أن يسألوا عنه.
بالطبع هذا الخبر سيمثل صدمة لكل أفراد الأسرة بما فيهم الأخ بالتبني وتوتر شديد في بنيان الأسرة وفي الغالب فإن هذا الاخ سيفضل البقاء مع أسرته بالتبني.
وما نود أن نقوله أن مشكلة هذه الجزر لن تحلها المهاترات أو الوثائق التاريخية المضروبة لدى الطرفين لأن هذه الوثائق لن تخمد جزوة المشاعر المتأججة لدى المصريين وكذلك السعوديين هذه الايام وستؤدي بالضرورة إلى فتح نفق أزمة قد تؤدى الي نزاع منفلت وقطيعة بين البلدين والشعبين ليست في صالح أي منهما.
الحل يكمن في التفاوض والتفاوض هو في فن حل النزاعات بشكل سلمي من خلال تبادل التنازلات.
وفي رأينا أن الحل يمكن ان يكون مقبولا للشعبين لو انه جاء من خلال التحكيم الدولي المحايد أو من خلال اتفاقية تضمن السيادة المشتركة للبلدين على الجزر بما يحقق منافع مشتركة لهما ويحافظ على العلاقات التاريخية والاستراتيجية بينهما.
ولابد قبل كل هذا أن تعترف الحكومتان بانهما ارتكبتا خطأ جسيما في حق شعوبها بالسكوت وإخفاء حقائق تاريخية هامة عنها.
وهكذا تظل الشعوب العربية ضحية أخطاء حكامها الذين يدعون الحكمة والحنكة التي أودت بالشعوب العربية إلى الحضيض وكراهيتها لبعضها البعض دون مبرر حقيقي.


محمود يوسف بكير
مستشار اقتصادي



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المستفيد من سياسة تعويم الجنيه المصري؟
- الجانب المظلم للديمقراطية
- بحث حول أخطر أمراض العصر
- الدين أم الضمير الإنساني
- الاقتصاد المصري في غرفة الانعاش
- تأملات في الديمقراطية عند بريطانيا والعرب
- النيوليبرالية والفشل المحزن لليسار
- في ذكرى رحيل العالم العربي د. مصطفى طلبه
- عرض مختصر لكتاب هام
- ماذا فعل الحكم العسكري بمصر
- الاقتصاد المصري في محنة كبيرة
- هل لمصطلح الإله أي معنى؟
- هل النظام الديمقراطي هو الأفضل دائما؟
- محمود يوسف بكير - كاتب وباحث في الشئون الاقتصادية والإنسانية ...
- آفاق الاقتصاد العالمي والعربي في 2016
- عن الفلسفة والدين والاقتصاد
- رد على مقالات سناء بدري وسامي لبيب
- فتاوى مضحكة لصحة قلبك
- دراسة مختصرة لأزمة أوروبا واليورو
- مستقبل العلمانية والحداثة في الشرق الأوسط


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود يوسف بكير - من أسوأ ما في العرب