أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - العلاقة بين جريمتي 2011 و 2016















المزيد.....

العلاقة بين جريمتي 2011 و 2016


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 21:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعاد التفجير الآثم الذي استهدف الكنيسة البطرسية بالقاهرة (يوم الأحد11 ديسمبر 2016) إلي الأذهان ذكري التفجير المجرم الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية عشية احتفالات رأس السنة في 2011، حيث اتهم النظام حينذاك جماعات متشددة بالقيام به، قبل أن تكشف صحف كانت مقربة لنظام حسني مبارك بعدها ضلوع وزير خارجيته حبيب العادلي في التفجير.
استحضر بعض السياسيين وجمع من المسيحيين المكلومين الغاضبين الربط بين الحادثتين الأليمتين، حيث هتف البعض أمام مقر البطرسية بتشبيه وزير الداخلية مجدي عبد الغفار بسلفه حبيب العادلي، كما منعوا الوزير من دخول الكنيسة وهتفوا أمامه "ارحل يا وزير الداخلية.. الداخلية بلطجية.
وفي نفس السياق نفت بعض الحركات المسلحة المصرية "الإخوان والمنظمات الجهادية المختلفة" التي نفذت عمليات سابقة ضد قيادات في الجبش والشرطة وشخصيات دينية وسياسية، في بيانات منفصلة علاقتها بالحادث متهمين النظام بالمسؤولية عنه لإحداث فتنة بين أفراد الشعب، وللتغطية عما يتم من فشل إقتصادي وارتفاع مستمر في الأسعار، وتدهور للجنيه المصري أمام العملات الأجنبية، قبيل إعلان داعش تبنيها لهذه الجريمة.
ويري البعض أن وقوع هذا الاعتداء متزامنا مع المولد النبوي هو جريمة شنعاء لا تغتفر، وعمل إرهابي آثم لا يجب أن يمر دون معرفة المجرمين الحقيقيين أيا كانوا وعقابهم، وأن يتم هذا بشكل شفاف ومعلن خطوة بخطوة، وضرورة عدم استغلال الحادث لتبرير مزيد من إجراءات القمع وتهيئة الفرصة للمجرمين للإفلات من العقاب "كما حدث في مرات سابقة"، لافتين إلى التشابه بين استهداف الكنيستين "القديسين والبطرسية"، لأن وحدة المصريين هي الحل للخلاص من هذا "الإجرام" الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي.
كما حمّل البعض وزارة الداخلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن التفجير، مطالبين بمعالجة "القصور الأمني" بشكل جذري دون الاكتفاء بإقالة مسؤول أو نحوه، ألأن هذا التفجير يدل على "فشل أمني ينبئ بكوارث عظيمة قد تؤدي إلى سقوط مصر كلها في أتون قد لا نستطيع إطفائه"، مبينين أن ما حدث كارثة لا مبرر لها، وأنه سيؤثر على كل التفاصيل، لا سيما استقرار البلاد، معددين "أوجه القصور الأمني الغير مبرر"، من عدم وجود منظومة أمن وقائي جادة، وغياب الدور الإشرافي بمختلف مستوياته، ووجود حالة من الاسترخاء الشديد واللامبالاة لدى الحرس، خاصة وقد ذكر شهود الحادث الأخير تواجد الحرس جميعا داخل سيارة يأكلون وجبة الإفطار علي الجانب الآخر من الطريق المواجه للكنيسة مما سهل دخول الجاني دون رؤيته، وأن المعالجة لا تتوقف على إقالة الوزير فقط، بل لا بد من إعادة هيكلة وزارة الداخلية بشكل كامل، وإعادة النظر في أدائها وجميع إجراءاتها.
ويرفض البعض الربط بين حادثتي الكنيستين، مبينين أن "الخصومة السياسية هي دافع مجموعات سياسية تفكر بشكل ميكانيكي وتحمّل النظام مسؤولية أي حادثة، وهذا أمر غير منطقي، لأن الحادثة الأخيرة أتت ضمن سلسلة من العمليات الإرهابية التي لم تتوقف، كان آخرها ما حدث بشارع الهرم قبيل حادث البطرسية بيومين "صباح اليوم الجمعة 9 ديسمنر"، حيث تم تفجير عبوة ناسفة، استهدفت كمين أمنى بجوار مسجد السلام، نتج عنه استشهاد 6 من رجال الشرطة، بينهم ضابطين وأمين شرطة من قوات الأمن و3 مجندين وأصيب آخرون، وأن خطورتها تكمن هذه المرة في استهداف مكان للعبادة بقصد إشعال الفتنة الطائفية، وهو يدل على وجود "قصور أمني كبير" إما أن يكون ناتجا عن اختراق للمنظومة الأمنية، أو إهمال كبير، أو غيرهما من الاحتمالات، -واستمرار هذه العمليات يدل على وجود أزمة حقيقية، وأن الوسائل المستخدمة في مواجهتها غير مجدية، وأن الفراغ السياسي الذي تشهده مصر يساعد في تفاقم الأزمة، ومن ثم فإن المطلوب هو منهج جديد لمواجهة هذه العمليات وسد ذلك الفراغ.
كل وجهات النظر مقبولة ومعروفة، ولكن كما صرح الكاتب الصحفي والتليفزيزني الصادق إبراهيم عيسي مئات المرات، أن الدولة تحارب الإرهابيين وقد نجحت في ذلك مرات عديدة، ولكنها لا تحارب الإرهاب نفسه، ويبدو أن الدولة غير جادة في ذلك، لأن هناك فرق شاسع بين محاربة الإرهاب ومحاربة الإرهابيين. قد تقتل عشرات الإرهابيين يوميا فينشأ بدلا منهم مئات لأن الفكر موجود ومستمر ومتنامي. فبدلا من رش المبيدات علي الناموس من الأجدي ردم البركة التي يتوالد فيها الناموس.
جميل ورائع ما قام به السيد الرئيس حيث أعلن الحداد علي شهداء البطرسية ثلاثة أيام علي مستوي الدولة كما قام بتعزية البابا تواضروس، كما شارك الرئيس، والبابا تواضروس الثانى، والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ومجموعة من كبار ورموز الدولة في مراسم الجنازة العسكرية الرسمية والشعبية من مقر النصب التذكاري بمدينة نصر حتي مثواهم الأخير بمقابر كنيسة الأنبا شنودة بالمقطم. وقد ألقي السيد الرئيس كلمة تأبين معزية ومؤثرة أعلن فيها إسم من قام بتفجير نفسه بحزام ناسف، وأعلن أنه قد تم القبض علي ثلاثة من المجرمين وسيدة وجاري البحث عن الباقين، مطالبا الشرطة والجيش بمزيد من اليقظة والجدية لإنهاء الإرهاب والقضاء عليه، وقال أوعوا تقولوا أن اللي حصل ده نتيجة تقضير أمني (رغم أن الشواهد تؤكد التقصير الواضح) لكننا نثمن ما قام به الرئيس ونقدم له الشكر والامتنان.
https://www.youtube.com/watch?v=6WtRRPyyA8s
نحن نثق في السيد الرئيس وفي أقواله، ولكن يحيرنا ما نشاهده من صمته التام لما يقوم به السلفيون الوهابيون وعلي رأسهم حزب النور من تجاوزات في حق شركاء الوطن وأول المؤيدين لثورة 30 يونيو. نقدر له ذهابه للكاتدرائية والتهنئة بعيد الميلاد، ويحيرنا صمته علي تكفير السلفيين لكل مسلم يهنئ المسيحيين بعيدهم أي أنهم يكفرون الرئيس نفسه. نقدر السيد الرئيس ونحترم كلامه المستمر بأن كل المصريين شعب واحد، ولكن يحيرنا صمته لما يحدث لأقباط مصر المسيحيين من تجاوزات في قري مصر خاصة محافظة المنيا، منها علي سبيل المثال لا الحصر، حرق الكنائس والممتلكات والمزارع وتهجير الأسر من قراهم وحبس أطفال ومدرّسة وشباب بتهة ازدراء الأديان، وحدث وصل لدرجة الانحطاط بتعرية سيدة وتجريسها في الطرقات. نقدر الرئيس ونحترم حديثه في كل احتفال بالمولد النبوي مطالبا الأزهريين ورجال الأوقاف بسرعة تجديد الخطاب الديني وتنقيته مما يؤجج الفتنة، ويحيرنا صمته عما هو موجود في كتب وزارة التربية والتعليم في كتب المطالعة للمرحلة الابتدائية تفسيرا لسورة الفاتحة أن المقصود بالمشركين هم المسيحيين وأن المقصود بالمغضوب عليهم هم اليهود. ومكتوب أيضا أن الدين الإسلامي هو دين الله الحق أما الأديان الأخرى فهي كفر ولا يقبلها الله، وما هو موجود بكتب الدين أشد وأنكي
إذا كانت الدولة جادة في التخلص من الإرهاب فطريقه واضح أشار له المجددون أمثال المرحوم فرج فودة فكفّروه وقتلوه، وإسلام البحيري فاتهموه بازدراء الدين وسجنوه، وأشار إليه أيضا الشاعرة فاطمة ناعوت والدكتور سيد القمني والصحفي الجاد إبراهيم عيسي ونخشي عليهم من السجن أو القتل. التخلص من الإرهاب ليس حلا أمنيا فقط ولا بالراجعة والاستتابة، العلّة في كتب التراث المليئة بالخزعبلات والأحاديث المدسوسة وأعمال السابقون من قتل وتقطيع رؤوس والأطراف باسم الدين. الحل هوتنقية كتب التراث التي يستقطب الدواعش الشباب مستشهدين بها علي أنها من صحيح الدين. احذفوا كتب التكفير من المناهج الأزهرية التي تفرّخ الإرهاب مثل كتاب الإقناع في حلّ ألفاظ أبي شجاع وكتب ابن تيمية وابن القيم وسيد قطب وغيرها من الكتب التي تشجع الإرهاب.
.




..
."



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوميديا نتاني الرطاط
- مكائد ودسائس لحرق وهدم الكنائس
- العودة لعبادة البعل:
- الدولة حين تعد ولا تفي بالوعود
- المنافقون ألوان وأشكال
- نا واخويا وابن عمي ع الغريب
- يوم من عمري لا ينسي
- داعّوشي رايح دأعّوشي جاي
- تراعيني قيراط أراعيك قيراطين
- أعيادنا يا حلوين من 6 اكتوبر حتي الهلوين
- السعودية وديل الكلب
- عصير العلم نصف كوب من الفنكوش
- أنتم السابقون ونحن اللاحقون
- الشُرطة بين الأمس واليوم
- جيوبك أكثر نظافة مع ضريبة القيمة المضافة
- يا خوفي يا بدران ثاني مرة
- محارب سلاحه الفكر والإيمان
- الشروط العُمَرية مرورا بالعِزبي حتي مجلس العار
- الوقح والأمنجي والمجني عليها
- الإيهام والإحباط والجريمة


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - العلاقة بين جريمتي 2011 و 2016