أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد وجدي - يوميات سجين سياسي بتهمة ترويج أفكار متطرفة - 1














المزيد.....

يوميات سجين سياسي بتهمة ترويج أفكار متطرفة - 1


محمد وجدي
كاتب، وشاعر، وباحث تاريخ

(Mohamed Wagdy)


الحوار المتمدن-العدد: 5397 - 2017 / 1 / 9 - 21:38
المحور: سيرة ذاتية
    


" مين ؟ " ... " افتح بوليس " ..توقعتهم من قبل ، ولكن توقعت أن يبدأ الأمر باستدعاء ، ثم استفسار ، ولكن أن يحدث هذا بلا مقدمات ، فهذا هو العجب العجاب ..

المهم . فتحت الباب ... وجدت عددا لا بأس به من الجنود والضباط ... ( يكفي لاحتلال مدينة صغيرة وإعلانها منطقة مستقلة ) - هذا الزخم من الشرطة صار مدعاة لفخري أمام كل زملائي المسجونين ، وتلك النجوم الساطعة والنسور البراقة على أكتافهم جعلتني كلما اشتد التفاخر والمزاح حول أفضلية أحدنا أتحدى قائلا مقولة الراحل فؤاد المهندس : " إنت اعتقلك سبع ضباط وعشرين عسكري وثلاثة سيارات شرطة ؟ " ... فيجيب الآخر متأسفا حاقدا على حظي - البمب طبعا - : " لا " ، فأرد : " تبقى مش من مستوايا " ، وأعيد الكرة ثانيا سائلا محتدا : ""وانت انضربت من رتبة رائد فما فوق ؟" ، فيجيب بكل تحسر " لا " ، فأجيب " تبقى مش من مستوايا " .


+ "إزيك يا ابو حميد ؟ " ... عرفت فيما بعد أن صاحب الصوت هو رائد بالمباحث العامة " ونسميها أيضا مباحث أمن الدولة وبندلعها ساعات سويسرا البلد ... " أهلا باشا .خير ؟ " ، أبدا عاوزينك في كلمتين وهترجع على طول " ، وفي لحظة واحدة وبقدرة قادر ، كأن علاء الدين دعك مصباحه السحر فخرج المارد ، وقد كان الأمر هذه المرة جمع كل كتاب ومجلة وكراسة وورقة في الحجرة .

+ كان أبي مسافرا في هذا الوقت ... سألت أمي : " لماذا تأخذونه ؟ " ... أجاب بصلف : " اسكتي خالص عشان لو حد نطق بكلمة واحدة كرسي في الكلوب وهاقلبها ضلمة " ... كل هذا وأنا - نصف نائم - ، فقد كانت الساعة تقترب من الثالثة صباحا ، وحتى ذلك الوقت كنت ما زلت أنام مبكرا ، ومن يومها حرمت النوم على نفسي مستغرقا قبل الفجر .........


********

خرجت معهم وسط الصمت المطبق والذهول الشامل الذي لزم البيت .... أما الشارع الصغير الهادئ الذي كنت أقطن فيه ، فقد كان على غير حاله في تلك الساعة من الليل .

كان كل الأهالي قد استيقظوا ، وخرجوا من الشرفات ليروا أي تهمة تنتظر هذا الفتى الذي لم يكن قد أتم عامه الحادي والعشرين بعد ... سألت امرأة : " فيه إيه يا محمد ؟ " .. على الفور انطلقت الكلمات البذيئة من فم ذاك الرائد تتوعدها بتلفيق تهمة جاهزة إذا لم تعد أدراجها ، وتلزم بيتها .... أما الأستاذ " سيد " فقد اكتفى بمصمصة الشفاه ، واسترجاع ما حدث له أيام السادات عندما سجن بتهمة " العيب " ، وخرجت تنهيدة من صدره تعلن البكاء على وطن سليب أسير



" عملت كدة لي " .... هكذا سأل أحد الجنود في السيارة .... كنت قد بدأت أفيق وأدرك تماما ما أنا فيه .... سألته "وماذا فعلت؟" ... رد وعلامات الحيرة على وجهه : " مش عارف بس أكيد حاجة كبيرة " ... ضحكت وقلت : "أنا كذلك لا أعرف " .



كنت " الزبون الأول " ، ولكني لم أكن الأخير ، فقد جاءوا بآخرين من تيارات مختلفة :

أ- س. ف : " دعوة سلفية " .

ب- ش . ص " تنظيم الجماعة الإسلامية " .

ج – ع . ن : كادر في غالحزب الشيوعي المصري " تحت التأسيس " ، وعضو في عدة منظمات لحقوق الإنسان "ترى من سوف يطالب حقوق هذا الحقوقي ؟!!! " .

وغيرهم .



في الخامسة صباحا وصلت السيارة رحاب أمن الدولة الشريف... كان النهار قد بدأ ينشر نوره ، وتراجعت جنود

الظلمة القهقرى، وأذن الله بميلاد يوم جديد على بلد لم يعد يعرف للجدة والتغيير شكلا .



في الاستقبال أخذت بياناتنا ، وبطاقاتنا ، وربطت أعيننا بقماشة تسمى " الغمة " ، وتم اقتيادنا إلى إحدى الغرف التي كان يحرسها جنديان ، وكانت غرفة خالية م كل شيء ما عدا دراجة بخارية ، ومكتب متهالك ومقعد خشبي كسيح مثل هذا الوطن المهيض .



بدأت الجرأة تنتابنا ،وبدأنا بالهمس : " الأخ منين ؟ . طب اسم الكريم ؟ " ، ودخلنا في مرحلة جرأة جديدة .. إذ بدأنا نرفع جزءا من " الغمة " عن أعيننا لنستبين حالة الغرفة والمكان من داخل وخارج .



" بِلدي . عاوز الحمام " ( بِلدي اختصار بلدياتي مستخدمة بين الجنود بعضهم البعض في الجيش بين المجندين ) . هكذا قال س.ف ... رد الجندي " اخرس خالص " ، " اخرس ازاي ؟ أموت يعني ؟" .... " ما تموت ولا تروح في نصيبة " .



رفعت " الغمة " نهائيا لأتابع هذا الموقف وأنظر ما سوف يسفر عنه . كان الاشتباك الكلامي قد احتدم ، وفي لحظة واحدة كان الجندي داخل الغرفة ثائرا لاعنا لآبائنا مجيلا النظر فينا . توقفت عيناه عندي فجأة ف.......


يـــــــــــــــتــــــــــــــــبـــــــــــع




#محمد_وجدي (هاشتاغ)       Mohamed_Wagdy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمر بالمعروف
- أنا .... وفانوس رمضان
- غياب
- صباحك مسكر - شعر عامية
- هتكسر صليبي - شعر
- عمل على ضهر جمل
- الفقه الإسلامي : فقه المراحيض : ضبط المسلم مؤخرته في الخلاء
- مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين - 2- اختلاف المسلمين في ال ...
- هل كان قسطنطين الملك باراً ؟؟؟؟؟ - سؤال ننتظر له جواباً
- مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين - 1- اختلاف المسلمين في ال ...
- جارتنا :أنجيل - قصة قصيرة
- الفقه الإسلامي : فقه المراحيض : اغتصاب طفلة لا يوجب حد الرجم ...
- تابع : الفقه الإسلامي : فقه المراحيض :فقه وطأ الدبر وأدلة جو ...
- الفقه الإسلامي : فقه المراحيض : فقه وطأ الدبر وأدلة جوازه عن ...
- الفقه الإسلامي : فقه المراحيض : الفساء : من حمل قربة فساء هل ...
- سماحة وحرية الإٍسلام و : لا إكراه في الدين
- سماحة وحرية الإٍسلام و : - إنما المشركون نجس -
- عطس الأسد فخرج من أنفه قطّ و قطّة!!!
- تخاريف - 1
- يعني إيه كلمة وطن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ - شعر عامية


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد وجدي - يوميات سجين سياسي بتهمة ترويج أفكار متطرفة - 1