أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسن - ماهي المشروطية وما اثرها على شيعة العراق ؟














المزيد.....

ماهي المشروطية وما اثرها على شيعة العراق ؟


اكرم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5393 - 2017 / 1 / 5 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


Akram Alkazali:
ماهي المشروطية وكيف تقبلها الشيعة

اكرم الخزعلي -
5/يناير/2017
المشروطية كما عرفها الدكتور علي الوردي :هي حركة المطالبة بالدستور التي ضهرت في تركيا وايران في بداية القرن العشرين، وهي انما سميت بالمشروطية لان القائمين بها اعتبروا مواد الدستور بمثابة "الشروط" التي يجب ان يتقيد بها الملك في حكم رعيته, وهذه الفكرة مستمدة من نظرية العقد الاجتماعي لـ جان جاك روسو التي اشاعت في اوربا بعد قيام الثورة الفرنسية ومنها جائت الى تركيا وايران .
لما ارادوا المعارضين الايرانيين لحكم الشاه محمد علي القاجاري تطبيق نظام المشروطية "الدستور" بدأت الرسائل والاستفتاءات تنهال على كبار المجتهدين في النجف, لان العلماء والمراجع سميا في النجف لهم النفوذ الاعظم على الامة الايرانية, كانت اسئلة الايرانيين لعلماء النجف عن المشروطية هل هي حلال ام حرام ؟ هنا انقسم المجتهدين واتباعهم الى قسمين احدهما يدعوا الى الدستور (المشروطية) وهذه القسم بزعامة المرجع محمد كاظم الخرساني, والفريق الاخر يدعوا الى الحكم "المستبد" بزعامة المرجع محمد كاظم اليزدي, وقد احدثت المشروطية شقاق واسع بين اتباع كلً الطرفين .
خرج الخلاف بين المشروطية والمستبدة من اطاره الفقهي في العراق وايران الى الاطار الاجتماعي, اذ صارت الاشاعات تروج بين العامة والتجار( الذين لهم مصالح في ايران يخافون عليها ) مفادها ان المشروطية التي كانت يتبناها الخرساني هي هدم للدين وافساد الاخلاف, لذلك كان الناس في النجف يحجمون عن الصلاة خلف رجل الدين المشروطي,
وقد رد فريق المشروطية الصاع صاعين على فريق المستبدة بعد اعلان الدستور العثماني عام 1908م, مما ادى الى انكسار خط المستبدة وبالتالي اصبح اغلب المقلدين مع المشروطة.
يقول الدكتور كامل سلمان الجبوري: بعد وقوع فتنة المشروطية, بقيت رئاسة التدريس في النجف مع المرجع الخرساني لان اكثر الطلبه يؤيدون الدستور الحكومي الجديد الذي حدث في ايران , سيما الطلاب الايرانين المتواجدين في النجف الاشرف لذلك ان الذين كانوا يرون صواب رأي الخرساني في تأييد الدستور قد تركوا حضور درس السيد اليزدي! ولأجله قل تلاميذ المرجع اليزدي حتى اصبح عددهم لايزيد العشرة

وفي احد الايام ظهر على بعض الجدران في النـجف اعلان فيه صورة يد تمسك مسدساً وفيه تهديد لليزدي بأنه سيقتل اذا لم ينزل على ارادة انصار (الدستور) فهاج بعض عوام النجف وتجددت المشاحنات بين انصار الاستبداد وانصار المشروطية.

كما تعرض السيد اليزدي الى مضايقات من قبل حكومة الاتحاد والترقي وهددوه بالنفي خارج العراق, وحاول بعض انصار المشروطة الأساءة الية اجتماعياً عن طريق ارسال برقيات الى اسطنبول تتهمه بتهم سيئة, بغية تعريضه لعقوبة قاسية من قبل الحكومة، وقد وقف السيد صالح الحلي احد الخطباء العراقيين المشهورين في تلك الفترة متحديا السيد محمد كاظم اليزدي وهجاه في ابيات شعره كان اشدها وقعا :
فـوالله مـا ادري غـداً في جــهنم
" ايزديها " اشقى الورى ام يزيدهــا ( )

يقول محمد مهدي الموسوي الاصفهاني (وهو احد اعداء المشروطية) يقول : ان فتنة المشروطية التي انزلت الملوك عن عروشها والسلاطين عن تخوتها, واقعت في الاسلام ثلمة عظيمة لايسدها الى مجيء الامام المهدي المنتظر, وقتل فيها العلماء والوزراء العادلون, فذهبوا الى السيد اليزدي ابالسة المشروطية ليدخلوه في حزبهم العاطل النادي بــــكلمة حق يراد بها باطل ولكن اليزدي استعلم سرا عن اخبار هذه الحزب المشروطي عن بعض اهالي بلاد ايران كطهران وتبريز وهمدان واصفهان ممن يثق بقولهم , لذلك فلم يدخل للحزب المشروطي, ولم يشارك فعلهم قعد في داره خائفا يترقب وقد ارادوا قتله لكن رؤساء اعراب النجف وشيوخهم وحفوا به وطافوا حول داره فلم يعطوا للعدوا فرصة لقتله

ارتقى الخرساني بالصراع الى مستوى مقارعة السلطة في ايران, فستجاب الشارع الايراني لفتوى الخرساني وهبت رياح الثورة في ايران من تبريز وانتقلت الى اصفهان ومن ثم توجهت الى طهران فهرب الشاه محمد علي القاجاري الى المفوضية الروسية , وتم عزلة وتنصيب ابنه احمد ملكا لايران بدلا عنه, سأستبشر علماء النجف خيرا واقاموا احتفالا في مدرسة حسين الخليلي (قرب مدرسة اليزدي) وبذلك انتهى حدة الصراع باعلان الملكية الدستورية في ايران

ومن طريف ما ينقله د.علي الوردي : ان اهم ما ألف في الدعوة الى المشروطية "الدستور" في تلك الفترة كتاب بالغة الفارسية اسمه (تنبيه الأمة في وجوب المشروطية ) وكان مؤلفه هو المرزا محمد حسين النائيني كان من كبار تلاميذ المرجع الخرساني، وقد جاء فيه بأراء جريئة جدا، بالنسبة لزمانها كتعليم المرأة، واصدار الصحف، وحرية الرأي وما اشبه .. ومما يدل على اهمية الكتاب ان مؤلفه حاول التملص منه، عندما صار من مراجع النجف الكبار، اذ هو خاف ان ينفر المقلدون منه بسبب هذا الكتاب. ففي عام 1929 ترجم احد النجفيين الكتاب الى اللغة العربية، ونشره تباعا في مجلة العرفان البنانية ، آمر المرجع النائيني حاشيته بشراء جميع نسخ المجلة التي وردت الى العراق، لكي لاتصل الى ايدي القراء !!!
وهذا ليس بالغريب على طبقة رجال الدين .



#اكرم_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافة واللواطة


المزيد.....




- تلاسن بين قائدي سيارة عائلية ودراجة نارية على طريق سريع.. شا ...
- سلطنة عُمان تعلن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الولايات المتح ...
- إبراهيم الدرسي.. فيديو صادم لعضو البرلمان الليبي المختفي منذ ...
- من يلحق بركب التطبيع؟ مبعوث ترامب ويتكوف يلمح إلى توسيع اتفا ...
- وزير الدفاع الأمريكي استخدم -سيغنال- 12 مرة في مواضيع حساسة ...
- ترامب يعلن -استسلام- الحوثيين وتوقف هجماتهم بحرا ووقف قصفهم ...
- مراسلنا في اليمن: غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة بصنعاء ...
- قبيل مغادرته للشرق الأوسط.. ترامب يعد بإصدار إعلان بالغ الأه ...
- الحوثيون: الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون بدد وهم الت ...
- ترامب يجدد التأكيد على رغبته في ضم كندا بحضور رئيس وزرائها


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم حسن - ماهي المشروطية وما اثرها على شيعة العراق ؟