أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فارس - الأفعى والخان














المزيد.....

الأفعى والخان


سامي فارس

الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 06:28
المحور: الادب والفن
    


الأفعى والخان

لا تَقْطَعَنْ ذَنَبَ الأَفْعَى وتُرْسِلَها
إِنْ كنتَ شَهْماً فأَلْحِقْ رَأْسَها الذَّنَبا

الكاتب والباحث : سامي فارس

يترقب الجمهور الذي حضر لمشاهدة مسرحية الخان أن تفتح الستارة ويبدأ العرض المسرحي وفي تلك اللحظة تطفئ الأنارة فتصبح قاعة مسرح الفني الحديث وسط ظلام سوى أضاءة خافته على المسرح فيرتفع صوت الممثل القدير يوسف العاني رحمه الله أذ يأتي محذراً من خلف الجمهور حية حية حية وهو يطارد حية حتى وسط القاعة فترتفع أصوات أخرى في الظلام حية حية حية، والجمهور بين خائف ومترقب ثم يعتلي خشبة المسرح بحركة رشيقة
فيرتفع صوت ممثل أخر من على خشبة المسرح
- ضربتها قطعت ذيلها ولكن مع الأسف هربت وأختبئت وسط الجدار
يرد عليه الأستاذ يوسف العاني
- الحية ماتموت اذا ماينقطع رأسها وتحقد وتنتقم من الذي ضربها
هذه المسرحية شاهدتها في العطلة الربيعية في عام 1977وهو أول عرض مسرحي اشاهده وأنا في الدراسة المتوسطة
وقد غرس في داخلي وعي وحب للمسرح والأهتمام بالأعمال المسرحية الجادة والهادفة.
مشهد الحية مشهد صغير ومخيف لكنه يحمل وعياً ومضموناً كبيراً مع المشاهد الأخرى هي إشارات سياسية أراد من خلالها مؤلف المسرحية الفنان يوسف العاني والمخرج الفنان القدير سامي عبد الحميد الأشارة الى النظام الحاكم الفاشي كما وضح لي ابن عمي وصديقي عبد الأمير الذي ذهب ضحية من ضحايا النظام رحمه الله ، كان يكبرني بسنوات قليلة وكنت دائماً ارافقه لمشاهدة المسرحيات الجادة والأمسيات الثقافية وتبادل الكتب الممنوعة الثقافية والدينية التي كنّا نخفيها معاً في مكان سري في حديقة بيتنا بعيدا عن العيون ودون علم الأهل كانت تلك الفترة هي بدايات الوعي الثقافي والفكري أطلعت خلالها على العديد من مؤلفات الكتاب العراقيين والعرب والغربيين حتى أطلعتُ على ادبيات ومؤلفات سماحة السيد محمد باقر الصدر ( قدس )فتعلقت بهذه الشخصية الفذة تعلقاً روحياً وفكرياً وأخذت قراءة كتبه بأصرار مع التحدي في المعرفة ، وأن كنتُ لم افهم منها في ذلك الوقت المبكر ألا اليسير
حتى دخولي الجامعة فكان لها الأثر البالغ في تشكيل الوعي الفكري والأصلاحي والعقائدي فهي لاتفارقني أطالعها بأستمرار وأتزود منها حتى مغادرتي العراق فهي في مخبئها السري بعيدة عن أفعى الخان .

الأفعى ماتموت اذا ماينقطع رأسها
والأفعى تلدغ وتضم رأسها
والأفعى تحقد على الذي ضربها
الأفعى ماتلدغ بطنها

وكما يقول السياب

وَكُلَّ عَامٍ حِينَ يُعْشُب الثَّرَى نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ

من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .

وهذا هو الواقع السياسي والثقافي الْيَوْمَ في العراق مع ممن يدعون الإنسانية والعدالة وهم يعملون لمصالحهم الشخصية
ويبكون على النظام المقبور
ويدعمون الحركات الأرهابية المتطرفة "كداعش " التي هي بعيدة عن الإسلام في سلوكها الوحشي وفي عدائها للحضارة والثقافة والإنسانية ، فهم نموذج مخادع بسلوكهم وتصرفاتهم يسلخون ثيابهم في كل موسم وعند كل مناسبة كما تفعل أفعى الخان .
ولكن هل نستطيع أن نعفو عن الأفاعي
ونصالحها ونعيش معها بسلام ؟

لا عَفْوَ عن مِثْلِهِمْ في مِثْل ما طَلَبُوا
فإِنْ يَكُنْ ذاكَ، كانَ الهُلْكَ والعَطَبا

وأَنْصَفُ النَّاسِ في كُلِّ المَواطِنِ مَنْ
سَقَى المُعادِينَ بالكَأْسِ الذي شَرِبا​

نسأل الله العلي القدير أن ينصر المجاهدين جنود الحق رجال الحشد الشعبي المقدس والقوات الأمنية البطلة بقطع رأس داعش ومن يدعمها ومن جلبها الى بلدنا العزيز وتحرير الموصل و كافة مدن العراق الحبيب من الأفاعي .
وان يمن الله على شعبنا بالأمن والأمان ويعم السلام في ربوع بلدنا الغالي .

سامي فارس



#سامي_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق مهاجر
- المؤتمر التربوي لمدارس يوم السبت لتعليم اللغة العربية والقرآ ...
- كلنا تحت السماء ولسنا فوقها
- حوار مع المستشار الثقافي أ.د موسى الموسوي - العام القادم سيش ...
- لوحات ابراهيم النقاش بطاقات محبة وسلام في بريطانيا
- محسن اطيمش ...الدهشة والحلم
- نظرية ماسلو والثورات العربية في زمن العولمة
- الجزيرة والسيد الرئيس


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي فارس - الأفعى والخان