أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو المصري - ما الذي يسعى إليه الإسلاميون؟















المزيد.....

ما الذي يسعى إليه الإسلاميون؟


عمرو المصري

الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 19:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاشت مصرنا في الفترة الماضية حالة من الصراع الاستقطابي بين معسكرين على طرفي نقيض تماما وهما معسكر الإسلام السياسي والمعسكر الليبرالي العلماني وهذا الطرف الأخير لا يستخدم إلا الكلام وقوة الحجة والمنطق والإقناع، أما الطرف الأول فيستخدم أدوات أخطر من ذلك بكثير، فهو لديه سلاح الدين وهو أخطر ما في الأمر.

والدين في بلد يخاطب البسطاء أو ما يسمونهم بالأغلبية الصامتة، أو، لأكون أكثر تحديدا، في بلد تتجاوز نسبة الأمية فيه 60%، هو سلاح ماض، فاللعب على تلك الأوتار الحساسة عند البسطاء وإقناعهم بأن الليبرالية أو العلمانية والدولة المدنية هي مرادفات للكفر والإلحاد وانتشار الفسق هو جد مسألة خطيرة يجب التوقف عندها.

ومع كامل الاحترام للدين – أي دين سواء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية أو البوذية أو الزرادشتية أو أي معتقد آخر – فانه لا يحوي بداخله المنظومة القانونية الفاعلة لإدارة دولة مدنية حديثة بصورة تدفع الدولة بمؤسساتها وأفرادها إلى الأمام دفعا لتتخذ موقعها بين الدول المحترمة الراقية، فأوروبا لم تضع قدمها على عتبات التقدم والنهضة إلا بالإصلاح الديني قبل الإصلاح السياسي.

لقد كانت ثورة 25 يناير في بداياتها شيئا عظيما بحق ويدعو للفخر وقد تشرفت بالمشاركة في جمعة الغضب يوم الثامن والعشرين من يناير وهو يوم من أعظم أيام حياتي وقد كان يوما فاصلا في انتصار الإرادة الشعبية ورأيت كيف يتعامل الثائرون مع بعضهم البعض...لم يسأل ثائر زميله الثائر "ما ديانتك؟" قبل ان يحاول إسعافه بالبصل أو بعلب المياه الغازية من أثر قنابل الغاز التي كانت تطلقها قوات الأمن المركزي على المتظاهرين...لم يدر بخلدي أي شئ في موضوع الدين عندما كانت مجموعة منا تحمل مصابا بعيدا لإسعافه.

كان الجميع إخوة وأخوات وإن لم يكونوا من أب واحد ولكنهم كانوا جميعا من أم واحدة، هي مصر...كانت الهتافات أبعد ما تكون عن أي شعارات دينية وكانت في منتهى الرقي وضربنا كمصريين لجميع دول العالم المثل والقدوة بشهادة بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا وغيرهم.

أتفق مع جميع المحللين على أن جمعة استعراض العضلات الاسلامية هي كانت أخطر تلك الجمع بالفعل فقد انزعجت عندما رأيت شعارات دينية فجة وعلنية كما لو أن هناك تحد للمجموعات الأخرى بالمجتمع من أقباط وليبراليين ومؤيدين للدولة المدنية التي أرى أنها عصمة لنا جميعا، بما فينا الإسلاميين، وأقصد بالمجموعة الأخيرة المدافعين عن نظريات الإسلام السياسي وليس المسلمين حتى لا يساء فهمي.

وتساءلت داخل نفسي عما إذا كان هؤلاء الإسلاميون الذين يرفعون شعارات تستهجن وترفض المبادئ فوق الدستورية أو المبادئ الحاكمة للدستور قد قرأوا بالفعل تلك المبادئ، فهي مبادئ لا يرفضها أي شخص منصف وتحدد الإطار العام الذي يتحرك فيه دستور بلادنا المقبل من حرية دينية وعدالة اجتماعية وهي مطالب تضمنتها الثورة المصرية.

كما تساءلت أيضا لماذا يخشون من تلك المبادئ إذا كانوا حقا يريدون الخير لهذا البلد كما يدعون؟ وقد توقفت عن التساؤل حتى اتضحت لي الصورة تماما عندما رأيت بعض اللافتات تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية...فاعتقدت وقتها ان تلك المبادئ تهدد ما يرمون إليه من تطبيق الشريعة وإقامة "حدود الله" أو على الأقل هذا ما يعتقدون.

ولكن هل حقا يستقيم تطبيق الشريعة وإلغاء القوانين هكذا؟ وما الخير الذي يتوقعه هؤلاء الإسلاميون من إلغاء فوائد البنوك؟ أو تعميم النقاب على نساء بلدي؟ ثم ماذا سترتدي آخواتي المسيحيات؟ هل سيرتدين النقاب أيضا؟ بالطبع لا...ومن ثم سيتم تكريس التفرقة والتمييز بين سيدة مسلمة وسيدة مسيحية بمنتهى البساطة بعد أن كان أجمل ما في مصر في وقت ما أنك لا تستطيع أن تميز بين فئات شعبها.

وأعتقد أن الشريعة الإسلامية مطبقة بالفعل...فمن منا لا يتزوج طبقا للشريعة الإسلامية؟ ومن منا لا يصلي أو يصوم أو يزكي أو يحج أو يقوم بأي ممارسة إسلامية بكامل حريته دون أن يضيق عليه أحد؟ من يمنع الرجل المسلم من إطالة لحيته أو حف شاربه أو ارتداء السروال الباكستاني أو فرض النقاب الإيراني على زوجته أو أخته أو ابنته؟ ومن يمنع حتى الرجل المسلم من وضع علم السعودية على زجاج سيارته الخلفي ويسير بها متباهيا كما لو أنه يحن ان تكون مصر تابعة للحجاز والأراضي المقدسة؟ ومن منا يمنع المسلم من التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة العقيقة للاحتفال بمولوده على الطريقة الإسلامية؟ ومن يمنع المسلم من ارتياد المساجد في أي وقت للصلاة أو حضور الدروس الدينية؟ ومن يمنع المؤذنين في المساجد بحي واحد يبعد بينهم بضعة أمتار وجميعهم يرفعون عقيرتهم بالآذان في الفجر والصراخ في مكبرات الصوت بصورة مزعجة لم ينزل الله بها من سلطان؟

أعتقد انه لا ينقص شئ من الشريعة إلا تطبيق الحدود وهي قطع الأيدي والأرجل والرقاب، وهي عقوبات بحسب إجماع الفقهاء يجوز فيها التعزير، أي استبدال العقوبات بأخرى بحسب الحاجة وبحسب ظروف المجتمع وبيئته.

وحتى الشريعة في التاريخ الإسلامي – وفي أوج تطبيقها – لم تمنع من ارتكاب الكبائر والمعاصي...فهل منعت الشريعة يزيد بن معاوية الخليفة الأموي الثاني من استحلال مدينة الرسول لجنوده ثلاثة أيام فضت فيها بكارة آلاف المسلمات وقتل فيها آلاف الرجال صبرا في موقعة الحرة؟ وهل منعت الشريعة الصحابي خالد بن الوليد من قتل مالك بن نويرة المسلم وامتطاء زوجته ليلى أم تميم بنت المنهال في نفس الليلة حتى أن عمر بن الخطاب خاطبه قائلا "يا عدو الله! قتلت امرء مسلما ونزوت على امرأته، والله لأرجمنك!" وعندما نصح عمر أبو بكر بتطبيق حد الزنا على خالد رفض أبو بكر قائلا "لقد تأول فاخطأ" فطالبه عمر حتى بعزله فرد ابو بكر "والله لا أغمد سيفا سله الله على الكفار"؟

وهل منعت الشريعة أمير المؤمنين الوليد بن يزيد بن عبد الملك الأموي من شرب الخمر والمجون والخلاعة واللواط؟ حتى أنه قال في أحد أشعاره في التشبب بخليل له اسمه عبدل:

ادنيا مني خليلي عبدلا دون الازار

فقد أيقنت أني غير مبعوث لنار

وفي موضع اخر يقول:

اسقني يا زبير بالقرقارة قد طربنا وحنت بالزمارة

اسقني خمرة فإن ذنوبي قد أحاطت فما لها من كفارة

وهل منعت الشريعة العباسيين في بداية حكمهم أثناء خلافة أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصور من نبش قبور الأمويين وصلبهم وحرقهم؟ وهل منعت الشريعة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وهو المشهور بفقهه في القرآن، مخاطبا المصحف عندما اعتلى العرش "هذا نهاية العمل بك"؟



#عمرو_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عمرو المصري - ما الذي يسعى إليه الإسلاميون؟