أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان ابراهيم الخليل - المعارضة التي قصمت ظهر الثورة














المزيد.....

المعارضة التي قصمت ظهر الثورة


سلمان ابراهيم الخليل

الحوار المتمدن-العدد: 5380 - 2016 / 12 / 23 - 02:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رغم أهمية العوامل الموضوعية التي تتعلق بالتدخلات الإقليمية والدولية والتي أدت إلى انحسار مد الثورة السورية ميدانيا ،لكننا لن نخوض في شرحها في هذه السطور ،بل سنركز على العوامل الذاتية التي كانت أهم أسباب إخفاقات الثورة السورية المتواصلة منذ ست سنوات وتتعلق بالمعارضة السورية وبنيتها الهشة، وتشرذمها وعدم امتلاكها لخطاب سياسي واضح بخصوص رؤيتها لسوريا المستقبل ووجود خلافات بنيوية عميقة بين أطيافها ، إضافة إلى عدم وجود رصيد شعبي كبير لها وهي ظهرت كمجرد معارضة شخصيات ،لذلك لم تستطع قيادة الحراك الشعبي السلمي منذ بداية الثورة ، وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى تنامي التيارات الأصولية ،تاليا إلى عدم قدرتها على الحفاظ على الطابع السلمي للثورة ، وعلينا أن ندرك جيدا بان عسكرة الثورة كان خطيئة إستراتيجية وأصابت الثورة في مقتل ، وهو ما كان يسعى إليه النظام منذ البداية كما عسكرتها سهل الأمر كثيرا لتغذية التطرف والإرهاب وصعود الأصولية ، وأيضا علينا أن ندرك بأن الثورات المسلحة لم تحقق أبدا الديمقراطية في كل تجارب الثورات الحديثة، كما لا يمكن إغفال جانب سلبي آخر وقعت فيه المعارضة ، ونقصد به مبالغتها في الرهان على الدعم الخارج والخضوع لأجنداته ولإملاءاته، ونتج عن ذلك إلى خلخلة كبيرة في دورها السياسي ،كما إنها فشلت إعلاميا ودبلوماسيا ولم تستطع كسب تعاطف الرأي العام العالمي مع مأساة الشعب السوري والانتهاكات الفظيعة التي تعرض على يد آلة النظام العسكرية التدميرية وعلى يد التنظيمات الإرهابية لها طيلة السنوات الماضية ، بل على العكس تمكن النظام من إظهار الصراع الدائر في سوريا على إنه معركة يخوضها ضد الإرهابيين ،لذلك لم تتمكن المعارضة من إحراج المجتمع الدولي وإجباره على اتخاذ قرارات وخطوات عملية عبر مجلس الأمن أو خارجه لوضع حد للقتل وللتدمير اللذين يتعرض لهما غالبية السوريين ومن ثم وضع حلول وتحقيق تسوية حقيقية لهذه الأزمة التي طالت البشر والحجر ، كما فشلت هذه المعارضة في إظهار نفسها كبديل حقيقي موثوق، يحترم التنوع والتعددية وآليات الديمقراطية ويقر بحقوق كل المكونات الموجودة في سورية.إن هذا الانكسار الذي لحق بمسار تطلعات الشعب السوري المنشودة في تحقيق العدالة والحرية والكرامة وبناء دولة ديمقراطية تعددية ،هي ليست نهاية المطاف، ومن الصعوبة بمكان أن تعود سورية إلى ما قبل عام 2011 أو أن يعود النظام إلى استبداده ويتحكم برقاب العباد وموارد البلاد،أو أن تتمكن أساليبه القهرية والقمعية من إعادة رسم ملامح سوريا المستقبل ،لأن النظام أصبح يحمل تركة ثقيلة جدا من القمع والعنف والدمار الذي مارسه بحق الشعب السوري تمنعه من استرداد قوته وهيبته وتماسكه ومد نفوذه على كامل سورية ، وسيبقى رهان إحداث التغيير السياسي في بنية النظام هو الأكثر إلحاحا والأوفر حظا



#سلمان_ابراهيم_الخليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بعد وصوله ماليزيا.. ترامب يرقص على السجادة الحمراء أثناء است ...
- بتناقض صارخ مع ما قاله عن الصراع بالشرق الأوسط وأزمة أوكراني ...
- البحرين.. فيديو شخص -يسيء- لجهود بحث وإنقاذ لشخص مفقود بالبح ...
- سرقة القبو الأخضر تفوق مجوهرات اللوفر... أكبر ماسة في العالم ...
- ساعة واحدة تغيّر حياتك: كيف يؤثر تغيير التوقيت الصيفي والشتو ...
- محكمة إسبانية تُسلّم مسؤولا أمميا سابقا لمحاكمته في أميركا ب ...
- كيف تؤثر خطة ترامب بشأن حرب غزة في الداخل الإسرائيلي؟
- عاجل | ترامب: نعيش لحظة مهمة لكل شعوب آسيا بإنهاء الصراع الع ...
- الحركة العربية للتغيير.. حزب سياسي ينادي بحقوق فلسطينيي الـ4 ...
- بذكرى -وادي عربة-.. 4 خيارات أمام الأردن لمواجهة ضمن الضفة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلمان ابراهيم الخليل - المعارضة التي قصمت ظهر الثورة