أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راما ديب - سؤال














المزيد.....

سؤال


راما ديب

الحوار المتمدن-العدد: 5377 - 2016 / 12 / 20 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


سؤال
نروح ونأتي بالغرفة وحيدين أو نروح ونأتي وحيدين في أفكارنا ونحن مع جمع من الناس،
نفكر ونفكر ثمّ لا نجد ما نبحث عنه .. ذلك الذي هو نبحث عنه .. ذلك الذي لانعرفه .. ربما نعرفه لكننا لا نفهمه أو نفهمه لكن بدون أن نعرفه .. وكلاهما سواء كلاهما يشيران أننا لن نجد ما نبحث عنه لأننا أصلاً لم نجده بداخلنا ، نحن نعرف أننا نحتاجه فقط و أنّ فراغه شعرنا به و سمعنا صوت تلك الفجوة بداخلنا لكننا اسكتناها .. اسكتناها لنرتاح .. لنهرب .. لنتسلا و نعبث بأفكارنا و مشكلاتنا لربما نشعر بالامتلاء .
و ما نلبث أن نهدأ قليلاً أو حتّى في منتصف تلك العاصفة الفكرية نرى أصواتاً بداخلنا بدأت بالصراخ و الضرب محدثة الألم ، ذلك الألم الذي نبدأ بمعالجته ووضع حلول وحلول يهدأ قليلاً بدواء مسكن فنظن أننا انتصرنا عليه ، حتّى يبدأ بالصراخ والشدة مجدداً وبشكل أكبر فنعود لظن هزيمته ، فيعود جرس الإنذار أكبر حتّى يغدو ناقوساً نراه في كلّ شيء حتّى نصبح في غيبوبة عن الحياة نأكل ونشرب ونفعل كلّ روتيننا اليومي لكن بفاصل ضبابي عن كلّ شيء .. فلا الأكل بات يشبع ولا الجوع بات بفرق .. في كلّ شيء ... والانقطاع عن كلّ شيء .
و الألم يكون رفيقاً يبتلعنا في كلّ التفاصيل ويغمرنا حتّى الأنوف فلم يبقى لنا نفساً سوى من خلاله .
و كم كنت أظن أن خسارة الإنسان تكون فقط بما يفقده من أشياء وعلاقات فهي الحد الأقصى للخسارة .. لكنّ هذه الخسارة تكون أكبر فهي لم تجعلنا نفقد تلك ( الأشياء ) بل فقدنا سببها وهو تلك المشاعر المصاحبة لها .. فلا نكهة للحب ولا لون للخوف ولا أمان في سكن ولا بهجة في صحبة ولا حماسة لمستقبل او حتّى اهتمام بيوم .
وتستمر تلد الدائرة وتدور حتّى تكتمل ، ويشعر أحدنا أنّه لم يعد قادراً حتّى على التنفس فالألم غطى أحشائه و سلب الأوكسجين الأخير من أي أمل .. فنحن نفقد الرغبة بالنفس والإحساس به لمّا يصبح باباً للتكرار و يؤخذ من غير مصدره فيكون عبئاً له مساحة داخلية لا نريدها .
وبصوت ناعم خافت يتحرك شيء ما بداخلنا ويبدأ يشدنا بحنان نستغربه .. نلحقه فيدخل من باب صغير جداّ نستخفه لنتبعه أكثر لمكان أكثر عمقاً فنجد هناك حجرة قد ابتلعناها بغير قصد فنزيلها ، ثمّ لباب آخر فنجد سلاسلاً قيوداً قد استمتعنا بصحبتها كثيراً ووراء كل قفل هنالك باب آخر..
نستمر ونستمر حتّى نصل لأول صوت بدأ يتحرك بداخلنا ذلك الصوت المخيف الذي لم نعتاد سماعه من غيرنا ولا من محيطنا .. ولربما سألناه لأحد آخر فأخرسنا أو اتهمنا اتهامات ضخمة جداً فاعتقدنا أنّه كهذا سؤال يستحق هكذا ألم ..
فحملناه كما حمله غيرنا لنكبره وننقله لمن بعدنا وتصبح كرة الشوك تمشي من أسئلة متراكمة مبلوعة من خوف خارجي ليس إلّا ..
و نستمر برؤية السيناريوهات التي تبنيناها و حملناها سنين دون أي مبرر إلّا أننا هربنا من تلك الأسئلة حتّى نفتح لها الباب و نحن نرتجف من شك وخوف من ذلك العملاق المجهول الذي من الممكن أن يأكلنا إذا لم يشبع !!
وبعد برهة نجد ذلك العملاق ما هو إلّا أجوبة لما نحتاج و أنها فينا وكل ما علينا هو السماح بذلك الوصل بين السؤال والجواب .. و الضباب يختفي عن أصغر الأشياء وأكبرها .. أمّا الألم يظهر بحقيقته الوهمية كأنه ظل قط معلق على حائط بشكل نمر ..
عندها يصبح النفس حياة في كلّ مرة حاملاً إلينا الأصل .



#راما_ديب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتياجٌ عربيّ


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - راما ديب - سؤال