أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد الزارعي - الربيع يختلف في اوطاننا














المزيد.....

الربيع يختلف في اوطاننا


مراد الزارعي

الحوار المتمدن-العدد: 5376 - 2016 / 12 / 19 - 22:48
المحور: الادب والفن
    


الربيع يختلف في اوطاننا
انا لست بذلك المفكر الذي ادمن حديثه عن السياسة، وافنى عمره يجادل في فراغ ويناقش القوانين والقرارات بتعصب وشجن، ولست بذلك السفسطائي الذي يمضي حياته في دائرة مفرغة من الجدال العقيم والعدمي دون ان يبلغ حد صوته. وإنما من وحي ما يحدث في الواقع سوف أتكلم وسأبدي رأيي ليكون كلامي اقرب للفن منه للسياسة. نعم ، بين الفن والسياسة دروب ومسارات تتواصل وتتصارع وتتمازج في استراتيجيات ديبلوماسية لطالما اتقن اصحابها تقمص الاقنعة والأدوار لتحقيق مبتغاهم بأقصر السبل...
ولكي لا اكون ذلك الشخص السلبي الحيادي الذي يمر بالقرب من الاحداث التي تهز العالم بصمت وخنوع دون ان يهمس او ينطق بكلمة. تعلمت ان اتكلم وان اقول رأيي في الامور التي تعنيني عن قرب وأيضا عن بعد، فالكلمة هي بمثابة العقيدة الروحية والإيمان القوي المتجذر فينا والذي يؤكد تحرر انسانيتنا من اغلال العبودية والأسر التي عمقتها ازمة الانسان في صراعه مع ذاته والأخر منذ الازل. والكلمة ايضا هي تلك الشحنة من الارادة والمقدرة الحرة على التفكير والإدراك وتحويل ما نشعر به من احساسات وشكوك الى حقائق دامغة بقوة الحجة والدليل .. وأي دليل سيكشف التباس الحقيقة التي نحياها وبتنا على مشارفها ننتهي ونفنى في بؤس دون ان نستقي من مشاربها او نعرف لها سبيل غير التزوير والعبث بسجلات الماضي والحاضر ...
والفن لماذا خلق ؟ هل من أجل تغطية وجه الحقيقة ام رفع اللبس عنها ام تجميل قبح الواقع في اعييننا التي تعودت على تقبل القبيح وتذوقه حتى صار فلسفة ووجود بالقوة فتحتم علينا العيش في الفوضى بصريا وحسيا. وان قبلت اجسادنا هذا الوضع فان ارواحنا ابت ان تستسلم للواقع و تعيش داخل سجن الجسد الضيق لتسافر في عوالم الحلم والسريالي والفانطازيا ، ونسافر نحن معها كأطياف مجردة مرتحلة في الزمان والمكان ، فنضيع سبل البحث عن الحقيقة وننسى الهدف الاساسي الذي وجدنا من خلاله وخلقت من اجله الاديان والفلسفات والفنون وأيضا السياسة كوجه اخر من اوجه التفكير الانساني وطريقة تدوين حقائقه التاريخية وملاحمه وصراعاته الابدية لإيجاد نمط اخر لتوصيف هذا الوجود الانساني كوجود متجدد ومتغير ومتعدد الاوجه والاحتمالات...
ليس الفن وحده من اصطبغ بطابع السياسة، فالربيع ايضا اصبح موسما سياسيا تتجاذبه التيارات والأفكار حتى صار مشحونا بالغضب والثورة والانفعال التي عادة ما تميز بقية الفصول. وهنا نظلم اجمل المواسم حينما نستعير لها من افعال البشر وتصرفاتهم ما هو فوضوي وهمجي وعدواني فنؤسس لسياسة العنف وفلسفة القبح بشكل لا ارادي وغير مباشر، فمصطلحات مثل الربيع العربي اصبحت تستفزنا بدل ان تفرحنا وذلك لخيبة الامال والطموحات التي رسمناها حينما رفعنا راية التغيير وأردنا ان تتصالح مع السياسة وندمجها في الفن بدل وقوفها امام الفن وننزع عنها تلك الهالة الاسطورية التي تعمل على تسييس كل ما يقع امامها وفرض سلطتها عليه حتى الربيع لم يسلم من غطرستها وجبروتها فأصبح اداة تخدم اجندات سياسية محددة وفي مناطق معينة من هذا العالم الواسع. التي تختلف فيه الافكار كما التصورات كما المعتقدات... حتى المواسم تختلف احيانا بين بلدان الشمال والجنوب بين الشرق والغرب، فالربيع في بلداننا العربية يختلف عن ربيعهم الغربي. فحينما يصل الينا الربيع ترافقه عواصف الخريف وزوابع الشتاء فينقلب موسمنا المشرق الى كارثي وفوضوي، فتتناثر اوراقه وتسافر محملة بآمالنا وأحلامنا الى ربيعهم فتشرق هناك وتزهر بالحلم العربي الذي لم يتحقق بعد، لان سخط الخريف كان اسرع من نسائم الربيع واعنف. فلا خوف عليهم من ربيعهم اذا ما تغيرت الظروف السياسية في بلدانهم وإنما الخوف علينا من ساستنا وسياستنا التي قتلت الربيع فينا فجعلته يهاجر مكرها ويذعن هو الاخر لسلطتهم ليصبح له استراتيجية ومركزية تتغير وتتجدد حسب الاقاليم والظروف والمواسم !!!



#مراد_الزارعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد الزارعي - الربيع يختلف في اوطاننا