-شموس - لرعاية المعاقين بطنطا قلوب لا يقهرها اليأس

محمد أحمد ربيع

الحوار المتمدن-العدد: 5364 - 2016 / 12 / 7 - 01:28
المحور: المجتمع المدني
    

منذ احدى عشر عاما تأسس جمعية شموس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية ثم مركزها لرعاية المعاقين ذهنيا لإعطاء المعوقين في محافظة الغربية حقهم في الحياة وفى العمل والإنتاج باعتبارهم أفرادا يدخلون فى حسابات الكم والكيف للمجتمع فلا تكون العاهة سببا في عزل الفرد بعيدا عن مجتمعه او تكون الاعاقة سببا فى نبذه ورفضه كشخص له حقوق وعليه واجبات ، تأسس المركز ليعيد الثقة لذوى العاهات ويزرع البسمة فوق شفاههم ويوصلهم إلى بر الأمان ليخلق منهم شبابا يثقون فى أنفسهم ويعتمدون عليها كل الاعتماد ، مجهود مبذول هنا لتخفيف ألام أطفال أقعدهم المرض وآباء وأمهات أعيتهم الحيلة في علاج أبنائهم
قالت السيدة سلوى عمارة رئيس المركز نحن جميعا معرضون للاعاقة بين لحظة واخرى بسبب حادث سيارة او اى كارثة قد تقع داخل المنزل من حريق او سقوط من اعلى ..الخ ونحن فى المركز نرفض عزل المعوق عن المجتمع ونحاول بقدر ما نستطيع ان نجعله يشعر بانه طبيعى وندفعه الى ممارسة حياته الاعتيادية برغم القيودالتى قد يفرضها عليه المجتمع والناس مما قد يؤخر علاجه ويحتم عليه البقاء بعيدا عن الناس والتقوقع فى ذاته طوال سنين حياته بينما لو اتيحت الفرص لهذا الانسان للخروج الى المجتمع ولو احسن تدريبه لفاق الشخص العادى ولحقق ما عجز الاسوياء عن تحقيقه فتوفير الطرق والاساليب السليمة وتدريب المعوق تدريبا جيدا سيجعله فردا منتجا فلا يشعر بانه عالة على اسرته والمجتمع فاليأس ان سكن القلب قتله والانسان ذو الارادة القادرة على هزيمة ياسه لا بد انيصل يوما الى مبتغاه
اشارت عمارة الى ان هذا المركز تابع لجمعية شموس للأعمال الخيرية بطنطا والمشهرة برقم 918 /2005 ويقوم برعاية متحدي الإعاقة رعاية تأهيلية وطبية ، وتوفير العلاج لهم ولأسرهم ، حيث تنفذ جلسات تخاطب وتعديل سلوك واختبارات الذكاء ، وإعداد دورات تأهيلية لهم بالاضافة الى علاج صعوبات التعلم ، وعقد جلسات تخاطب ، وتعديل سلوك ، وتأهيل ، وتنمية مهارات ، واختبارات ذكاء وتأهيل المعاقين ذهنيا ليشقوا طريقهم في الحياة كالأسوياء حيث تم انشاء مركزا اخر لتعليمهم صناعة الشموع وتأسيس مركزا للعلاج الطبيعي واول ما نسعى الى تحقيقه فى المركز توفير اكبر قدر ممكن من الرعاية للاطفال والصغار بصفة عامة والذين تواجههم مشاكل صحية او نفسية او اجتماعية بصفة خاصة وذلك عن طريق توفير المناخ الصحى والاجتماعى والثقافى الملائم لتنشئة الاطفال والصغار المعوقين ورعايتهم
الصراع من اجل البقاء
لقد كان الجهل سببا رئيسيا فى مشكلة هذا الانسان الذى هو اليوم اب لثلاثة اطفال معوقين يقول احمد السيد " اطفالى الثلاثة يعانون من تخلف عقلى شديد مصحوب بشلل نصفى وليس وضع ابنائى هو الذى يؤلمنى ولكن نظرة الناس لنا ولاولادنا هو ما يحزننى ويزيد من الامنا انهم دائما يشعروننا بالذنب والنقص حتى اضطررنا فى النهاية للبعد عن الناس واغلاق بابنا فى وجه كل طارق واللجوء الى المركز فى محاولة لعلاجهم
اما السيدة صفاء عامر فهى ام لطفل يعانى من تخلف عقلى شديد يصحبه فقدان للسمع والنطق تقول : لقد بذلت من وقتى وجهدى الكثير ولكننى لم اياس او اعجز واحاول مع اخصائية العلاج الطبيعى بالمركز فى محاولة علاج هذا الطفل البرئ ويؤسفنى عدم قدرة المجتمع على ادراك الحجم الحقيقى لمشكلة المعوقين وعدم وعيهم بضرورة الالتفات لهؤلاء الاشخاص فلو كرسنا جزءا من اهتمامنا نحوهم لخرجنا بقدرات عظيمة ومهارات فائقة فكل طفل سواء كان طبيعيا او معوقا له اهتماماته وابداعاته الخاصة به لذلك لابد من توفير الحوافز التى تزيد من حماسته تجاه الامور التى قد يبرز من خلالها كفاءة ومهارة فائقتين

ان هذه الجولة الخاطفة فى هذا المركز لرعاية المعوقين علمتنا الكثير فليس بالعطف وحده يحيا المعوق ان المزج بين النظرة العلمية والانسانية لهذه الحالات الموجودة داخل المركز هو القادر على تغيير وضع المعوق وخاصة بعد ما حققه من ابداعات وبطولات فتراه صامدا برغم كل التحديات والعوائق وبرغم كل نظرات الاستغراب والاستهزاء وبرغم القسوة والازدراء يقف المعوق فى وجه الرياح العاتية يقاومها بثبات وعزيمة بتصميم وقوة ليثبت للعالم كله الاعاقة العقلية او الجسدية لن تزعزع ثباته وايمانه ولن تطمس قدراته ومواهبه
ان عناية الدولة بقضايا مجتمعها الانسانية واجب فليست المصانع الضخمة والبنيان الشاهق هما مقياس نهضتها بل رعاية الانسان وتوجيهه الوجهة السليمة التى من شانها خلق مواطن صالح عقلا وجسدا

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات