أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد ربيع - -محمد حجي -... فنان من أعماق الريف














المزيد.....

-محمد حجي -... فنان من أعماق الريف


محمد أحمد ربيع

الحوار المتمدن-العدد: 5363 - 2016 / 12 / 6 - 22:57
المحور: الادب والفن
    


إذا كان كل فنان يحمل في نفسه عالمه فان رسالة الفنان أن يقدم لنا تفسيره لهذا العالم الذي يعيش في أعماقه ، والعالم الصغير الذي نشأ فيه الفنان التشكيلي "محمد إبراهيم أحمد حجي " او كما يطلق عليه " محمد حجى " هو عزبة بعيدة عن العمران بالقرب من بلدة صغيرة اسمها " جيدة الهالة " بمحافظة الدقهلية ، ولم يكن حجي هو ابن صاحب العزبة أو ابن ناظرها أو حتى خولي الأنفار وإنما كان محمد حجي ابن فلاح صغير يذوق العذاب من صاحب العزبة وناظرها ومن خولي الأنفار ، ومن هذا العالم الصغير ومن ذكريات العذاب الذي ذاقه أبوه وذاقه كل زملائه الفلاحين ومن اللحظات الحلوة التي قضاها محمد الطفل تحت شجرة الجميز وبين حقول القطن وحول الساقية وعلى الجسر وفى كتاب الشيخ مرزوق من ذكريات هذا العالم الصغير نبت العالم الكبير في أعماق الفنان
ولم يجد حجي أطفالا يلعب معهم أو يعيش معهم لم يجد سوى الطين الذي يملا الحقول فراح يشكله بطرية ساذجة ويصنع منه صورا من الدواجن والجاموس والنخيل وكل ما تراه عينه في الحقل وعندما دخل الكتاب أحس ان ما يفعله من الطين عملا فنيا لكن والده كان يربه ويمنعه منمزاولة هوايته التى تجعل ملابسه متسخة دائما ويظل متاخرا فى الكتاب وتظل فلكة الشيخ مرزوق تلاحقه
ووجد حجى وسيلة تجعل هذا الفن يبدو اكثر نظافة امام والده عندما عرف الطباشير الملون وبدا يستعمله فى الرسم الا ان هذا لم يمنع اهله ان يعتبروه ولد بايظ ومش نافع ولا شكان كل ما عاناه حجى فى طفولته الفنية قد اخره كيرا فى تقدمه الفنى الا انه وجد متنفسا له عندما دخل المدرسة الاعدادية واكتشف ان تفوقه فى الرسم كان يجلب له الجوائز المدرسية ويساعده ى الدرجات مما اقنع اباه ان هذا الطين الذى كان يجعل جلباب حجى الوحيد متسخا قد انتهى به الى نتيجة طيبة
الا ان الفنان ئلا ينسى انه رسب فى احدى السنوات فى مادة الرسم وحدها وترتبعلى ذلك ان قضى عاما اخر فى نفس السنة وكان وقتها فى مدرسة الزرقاء الابتدائية وكان مدرس الرسم يبيع للتلاميذ الالوان ولم يكن حجى يشترى منه شيئا لانه لا يملك قرشا وكان طبيعيا ان يحصل فى الامتحان على درجتين من عشرين درجة ان حجى لا ينسى ابدا هذه الواقعة ولا ينسى ايضا اسم مدرس الرسم لكنه يرفض دائما ان يذكر اسماء اللذين وقفوا عقبات فى طريق نجاحه انه فقط يحب ان يذكر دائما اسم استاذه الذى شجعه بتوجيهاته انه عبد السميع نصر مدرس الرسم بمدرسة المنصورة الانوية الذى كان يمنحه الالوان وكراسات الرسم مجانا
استطاع حجي ان يدخل مسابقات الرسم التى تام بين طلبة المدارس الثانوية ويحصل على جائزة مسابقة عيد الام وقدرها 25 جنيها وجائزة مسابقة العدوان الثلاثى وقدرها مائة جنيه وعندما حصل على الثانوية العامة أشار عليه استاذه الاول عبد السميع نصر ان يدخل كلية الفنون الجميلة وتثير هذه الفكرة كل نزعات حجى الفنية فهو لم يكن يعلم شيئا كلية بهذا الاسم ويقف حجي مع 200 طالب اخر امام باب كلية الفنون الجميلة ينجح من بينهم 75 فقط فى امتحان القبول ويكون محمد حجى رابعهم ! ونجح فى الحصول على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم تصوير عام 1963 عند التخرج كانت مصر والأمة العربية تعيش حالة نهوض قومى منعشة، وأحلام العدل الاجتماعى تراود الناس والفنانين والمثقفين ولم يكن أمام الفنان الواعد محمد حجى إلا أن ينحاز للبسطاء بحكم تكوينه الفكرى ووضعه الطبقى وحساسيته الفنية حيث اختار أن يرسم فى الصحافة لايمانه بان الصحيفة يقرأها الآلاف بينما اللوحات المعلقة فى معرض لا يراها إلا العشرات`، وكانت مجلة `المنصورة` هى أول من استقبل رسوم محمد حجى ثم انضم إلى أسرة `روزاليوسف` ورسم فى مجلة `صباح الخير` ثم روزا بعد ذلك، تحقيقات صحافية باللون الأسود على سطح الورق الأبيض اثبت خلالها مقدرة فائقة فى التعبير المسلسل والممتع للقضايا التى عالجها لنشاهد في النهاية لوحات الفنان وهى تطل من شرفته على المجهول مبتكراً عالما جديداً لم نشاهده من قبل وهذه قمة الإبداع
فى عام 1973 خرج محمد حجّى مع الخارجين من مصر هروبا من بطش السادات، واختار العمل فى ليبيا التى استقر فيها أربع سنوات كاملة، كان من حصادها مجموعة كبيرة من اللوحات التى تصور مشاهد من الحياة اليومية فى ليبيا وفى عام 1980 التحق بالعمل فى جامعة الدول العربية وشغل منصب مدير عام مطابع هذه الهيئة وخاض تجربة مثيرة وجريئة حيث عبر عن قراءته للقرآن الكريم بمجموعة من الرسوم الجميلة وجمعها فى كتاب `رسام يقرأ القرآن` لكن مؤسسة الأزهر الشريف رفضت الكتاب وصادرته، برغم أن وزير الثقافة الأسبق ثروت عكاشة هو الذى كتب مقدمة الكتاب !
انضم كعضو لنقابة الصحفيين ونقابة الفنانين التشكيليين و له عدد من الكتب التى يحدد موضوعاتها بنفسه ثم يتناولها برسومه، وتدور هذه الموضوعات حول قضايا إنسانية واجتماعية وحضارية صدر منها " شمال يمين - رسوم من ليبيا ـ تحت الحصار- رسام يقرأ القرأن "






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أحمد ربيع - -محمد حجي -... فنان من أعماق الريف