حميد موسى يترجلُ عن صهوةِ اليسار

احمد حميد فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 5361 - 2016 / 12 / 4 - 21:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

حميد موسى يترجلُ عن صهوةِ اليسار


بعد إنتهاء المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي، غادر سكرتيره العام دفة الأمانة الحزبية العامة التي شغلها حوالي عقدين ونصف. مابين المؤتمر الوطني الخامس (مؤتمر الديمقراطية والتجديد) العام 1992م الى المؤتمر العاشر 2016م، ذيّـل أبو داود سجله التأريخي بكفاحٍ وطنيٍ رصين، بعيداً عن أي تهور ثوروي منفلت، قاد مركبة اليسار العراقي نحو شاطئ النزاهةِ والعفاف في ظل عهدين سياسيين شهدا ديكتاتورية خؤونة، و قوى نضالية باعت رصيدها الوطني بعمالةٍ دوليةٍ مؤدلجة في سبيلِ مكسبٍ سلطويٍ هنا أو هناك. ناهيك عن تغول المال السياسي وسطوع نجم الميديا الإعلامية الموجهة التي تمكنت من رفعِ رموزٍ معينة و الإطاحةِ بأخرى في ظل معارك الانحدار الاخلاقي الذي كان موقع الشيوعيين العراقيين منها خارج قوس. فضلاً عن حفاظهم على تاريخ ثمانيةِ عقودٍ كفاحية في سبيل الوطن الحر والشعب السعيد. ربان سفينة اليسار العراقي لم يترك لماكناتِ الإعلام إلاسلامي ثغرةً تنفذً من خلالها للنيلِ من سمعتهِ وحزبهِ قِبال عمليةٍ سياسيةٍ مستباحةٍ من جهابذةِ الهويات الضيقة ونكِرات الزمان الأغبر. حيث أنزوى قائد البروليتاريا عن كل إصطراعٍ سياسيٍ ذي ملامحَ طائفيةٍ وطمعٍ سلطوي، ورفض أن يُلطخ تاريخ الشيوعية العراقية الأبيض، برداءِ السلطة المتلوّن حينما رفض مجمل طلبات قادة الإسلام السياسي بالإنضمام الى تكتلاتهم الإنتخابية بُغية تجميل وجوههم الطائفية بماكيراتٍ وطنيةٍ ناصعة. ولم نستغرب من برلماننا العراقي في العام 2009، الذي كان برياسةٍ إسلاميةٍ سلفية، وبإغلبيةٍ طائفيةٍ واسعة، من اختيار نائبهِ الشيوعي الوحيد، كأفضلِ عضوٍ ملتزم في دورتهِ التشريعيةِ آنذاك. مما يدلل على أن الأخير تمكن من فرضِ ملكتهِ الأخلاقيةِ والوطنيةِ على مناوئيهِ من زعاماتِ ودعاةِ الإستبداد الديني المؤدلج. ولا ينسى كاتب السطور ما قاله القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي الشيخ همام حمودي "إذا كان الشيوعيون العراقيون على شاكلةِ حميد مجيد موسى فلا خلاف لنا معهم". ومع انتهاء المؤتمر الوطني العاشر، يترجلُ أبو داود عن صهوةِ اليسار العراقي، بعدم ترشيحهِ لعضويةِ اللجنةِ المركزيةِ مجدداً، حيث فتح الباب مشرعاً أمام الشبيبة اليسارية المتطلعة لقيادةِ المسيرةِ من بعده، آملين منهم بأن يكونوا على قدّرِ المسؤولية والنضج الوطني الذي حمله رفاق الأمس.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل