أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - صِنَاْعَةُ اَلَمُتَأَسْلِمُوْنَ لِلْأَزَمَاْتِ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ: اَلْنَتَاْئِجْ وَاَلْمُعَاْلَجَاْتْ















المزيد.....

صِنَاْعَةُ اَلَمُتَأَسْلِمُوْنَ لِلْأَزَمَاْتِ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ: اَلْنَتَاْئِجْ وَاَلْمُعَاْلَجَاْتْ


فيصل عوض حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5355 - 2016 / 11 / 28 - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صِنَاْعَةُ اَلَمُتَأَسْلِمُوْنَ لِلْأَزَمَاْتِ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ: اَلْنَتَاْئِجْ وَاَلْمُعَاْلَجَاْتْ

د. فيصل عوض حسن

اجتهدتُ لإعداد هذه الورقة عن الإدارة بالأزمات (صناعتها من العَدَم)، باعتبارها أُسلوب مُدمِّر انتهجه المُتأسلمون لتحطيم السُّودان وشعبه ولا يزالون. ولقد حرصتُ في اجتهادي الذي أتمنَّى أن يكون مُفيداً، على المَزْجْ بين الجانب الأكاديمي والواقع الفعلي (التطبيقي)، عبر عرض ومُناقشة المفاهيم العلمية وتطبيقاتها العملية.
وفي هذا الإطار، تمَّ تعريف الأزمة/الأزمات وخصائصها ومراحلها وإدارتها، مع تعريف الإدارة بالأزمات (Management by Crisis)، ونشأتها وتطوُّرها التاريخي ونطاق تطبيقاتها (إدارة الأعمال والإدارة الدولية)، ومراحلها وتكتيكاتها والنتائج المُترتِّبة عليها. أعقب ذلك، عرضٌ مُختصر لتطبيقات هذا الأُسلوب الإداري في السُّودان، وتمَّ انتقاء جوانب مُعيَّنة لقناعتي – وفقاً لعددٍ من المُؤشرات الواقعية – بحساسيتها العالية وتأثيراتها العميقة على السُّودان وأهله، فضلاً عن صعوبة عرض كامل التجربة الإسلاموية المُدمِّرة في ورقةٍ محدودة، لضخامة هذه التجربة وحاجتها لكُتُبٍ ومُجلَّدات من فرط سُوئها وبشاعتها. وانتهيتُ لبعض التوصيات والمُقترحات، التي أرجو أن تكون مُفيدة في تفسير كثير من الخفايا، ومُجيبة على عددٍ من الاستفهامات الدائرة بالأذهان، وداعمة لجهود إحداث التغيير واللحاق بما تبقَّى من السُّودان، ومُحاولة إعادة بنائه على أُسُسٍ علميةٍ سليمة.
وفي الواقع، فإنَّ فكرة إعداد هذه الورقة ظَلَّت تُراودني منذ فترةٍ ليست قصيرة، وازدادت قناعتي بحتمية هذا الأمر تبعاً لتزايُد تطبيقات هذا الأسلوب الإداري المُدمِّر من جهة، وعدم كفاية المقالات العديدة لتنبيه السُّودانيين بأخطاره ووقوعهم في فخاخه من جهةٍ ثانية. فضلاً عن دخول الأزمات الإسلاموية المصنوعة لحدودٍ خطيرة تُهدِّد بقاء السودان ككيانٍ وطني من جهةٍ ثالثة، وهي في مُجملها تفاصيلٌ شرحتها في الورقة التي استندنا فيها للأدبيات الأكاديمية الموثوقة والمُعتمدة، مع الوصف والتحليل والمُناقشة والاستنتاج بواقعيةٍ وموضوعية قدر الإمكان.
ثمَّة حقائق هامَّة أختمُ بها، أوَّلها أنَّ إحداث التغيير ليس أمراً سهلاً يُمكننا تحقيقه بالهتاف أو البيانات أو بالتجزئة وغيره، فهو يحتاجُ إلى تنظيمٍ وتخطيطٍ مُحكم، ولقيادة رشيدة وواعية والأهم (صادقة) و(أخلاقية)، لا يعلو عندها أي شأنٌ آخر سوى السُّودان (الكيان) وأهله، وما لم تتوفَّر هذه العناصر يصعُب إحداث تغيير (جذري) حقيقي نحتاجه بشدَّة، وحتَّى لو حدث ذلك التغيير فسيكون مصيره الفشل (إعادة إنتاج/تدوير الفشل). وثاني الحقائق، تتمثَّل في أنَّ مرحلة ما بعد التغيير هي الأخطر، وتحتاجُ لرُؤيةٍ (استراتيجية) رصينةٍ وموضوعة مُسبقاً والبدء بتنفيذها فور نجاح التغيير، تلافياً لأي فراغٍ مُؤسَّسيٍ أو فوضوي قد يحدث فلا تُحمَد عُقباه. وثالث الحقائق، تتعلَّق بصعوبة تقسيم السُّودان بأي حالٍ من الأحوال، لما سيترتَّب على ذلك التقسيم من فشل الجُزء المُنقسم وبقية الأجزاء، فأقاليمُ السُّودانِ ومناطقه على قدر ثرائها إلا أنَّها تُكمِّل بعضها بعضاً، ولا ترتقي لمُستوى دول (مُنفصلة/مُستقلَّة) وفقاً للمُعطيات العلمية والمنطقية. وبالنسبة لدعاوي العُنصُرية والجهوية وغيرها، فقد صنعها المُتأسلمون باحترافية، واستغلَّها (بخبثٍ) المُتاجرون بقضايا الشعب، والضحية الأوحد هم المُواطنون البُسطاء. ويُمكن القول بأنَّ تقسيم البلاد، تحت أي مُسمَّى، سيقود لتلاشي الجميع من الوجود تماماً ولن يستفيد منه السُّودانيون، مما يُحتِّم علينا التعاطي بأعلى درجات الحكمة والتفكُّر مع الكثير من التحديات، التي من أخطرها مسألة الوافدين الجُدُد الذين أتى بهم المُتأسلمون في مُختلف مناطق السُّودان، وما يُمكن أن يفعلوه بالبلاد والعباد وتغيير كثير من الموازين، وهذا لا يتأتَّى إلا باتحاد جميع السُّودانيين والاتفاق على رُؤيةٍ موضوعية لمُواجهة المُتأسلمين ومن شايعهم. ويُمكن التأسيس لهذه الوحدة المنشودة، على أُسُسٍ ومعاييرٍ جديدةٍ وعقلانية، أساسها المنافع والاحترام المُتبادل بين أقاليمنا ومناطقنا، بثقافاتها وعاداتها وتقاليدها ومُعتقداتها المُختلفة، ودعم كل هذا بقوانينٍ رادعة، واستراتيجياتٍ رصينة، وتفعيل أساليب المُتابعة والتقييم والتقويم المُستمرَّة.
وتتمثَّل الحقيقةُ الرابعةُ في إسقاط فكرة الدعم الخارجي من حساباتنا نهائياً، فالخارجُ يدعم البشير وجماعته بكل قوَّته رغم إجرامهم غير المسبوق، والشواهد عديدة ولا تحتاج لاستدلال، ومن السذاجة بمكان التعويل على الخارج الذي يجد مصلحته مع هؤلاء، ولم ولن يقف معنا لتغييرهم أو استبدالهم، ولو طَلَبنا دعماً خارجياً فسيكون مشروطاً بصورةٍ تنتفي معها معاني التغيير. فالسُّودان بأوضاعه الحالية فريسة مُغرية وسهلة الالتهام، ومن أراد تغييراً حقيقياً عليه عدم التعويل على الخارج بأي شكلٍ من الأشكال، ولنعتمد فقط على سواعدنا ومواردنا وقدراتنا الذاتية. وأمَّا الحقيقةُ الخامسة، فتتمثَّل في ضرورة الابتعاد (تماماً) عَن الموسومين بالقيادات التاريخية، بعدما فشلوا (عملياً) في تسيير البلاد منذ الاستقلال وحتَّى الآن، بما في ذلك (فشلهم) الواضح في اقتلاع المُتأسلمين وإيقاف إجرامهم المُتزايد، وتآمُر بعضهم معهم وأيضاً الأمر لا يحتاج لاستدلالٍ وتأكيد.
إنَّنا نسيرُ نحو هاويةٍ سحيقةٍ تُهدِّد بقاء كل ما هو سُّوداني، وعدونا الأكبر والأوحد هم المُتأسلمين ومن يتآمر ويتراخى معهم، سواء مُتآمري الداخل تُجَّار الحرب باسم النضال الذين لا يهمهم سوى مصالحهم السُلطوية والمالية، أو المُجتمع الدولي الطامع في مقدراتنا، أو أولئك المُتدثرين بثوب الأشقاء ويلتهمون أراضينا ويستبيحون أرواحنا، ولا مجال للتخلُّص من كل هذه الكوابيس إلا باقتلاع المُتأسلمين كبدايةٍ لأي إصلاحٍ (حقيقيٍ) اعتماداً على ذواتنا، والتأخير والتردُّد والصراع في ما بيننا يضرنا ويُضعفنا، وينبغي توحيد جهودنا نحو العدو الحقيقي. وتبقى ورقتنا هذه اجتهاداً شخصياً (بحتاً)، قد يشوبها القُصور في جوانب وقد يُحالفها التوفيق في جوانبٍ أُخَرْ، فنلتمسُ العُذر لو أخطأنا أو تَقَاصَرنا عن الطموحات، ونتطلَّع لأن يُساهم ما خَطَطْنَاهُ مع جهود الآخرين (لو وُفِّقنا) في تحقيق التغيير المنشود.


رابط تحميل الورقة كاملةً:
http://up.top4top.net/downloadf-331lqnzn1-pdf.html



#فيصل_عوض_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلْتَخْرِيْبْ وَاَلْهُرُوْبُ اَلْإِسْلَاْمَوِيْ ..!
- إِضْرَاْبُ اَلْأَطِبَّاْءِ: اَلْدُرُوْسُ وَاَلْعِبَرْ ..!
- اَلْسُّوْدَاْنُ سَلَّةُ اَلْغِذَاْءِ اَلَّذِيْ كَاْنْ ..!
- سُقُوْطُ اَلْجَاْمِعَةُ اَلْعَرَبِيَّةْ: كَمَاْلْ حَسَنْ أُن ...
- مَتَىْ نُدْرِكْ خُطُوْرَةْ اَلْاِنْقِضَاْضُ اَلْصِّيْنِيّ عَ ...
- اَلْتَدْمِيْرُ اَلْإِسْلَاْمَوِيُ اَلْمُتَسَاْرِعْ لِلْسُّوْ ...
- أَزَمَاتُ اَلْسُّوْدَاْنِ وَمَلَاْمِحُ اَلْحُلُوْلْ ..!
- اَلْسُّقُوْطْ ..!
- مِحَنُ اَلْسُّوْدَاْنْ ..!
- اِسْتِكْمَاْلُ مُثَلَّثُ حَمْدِيْ بِأَيَاْدٍ مَحَلِّيَّةْ .. ...
- اَلْدَاْئِنُوْنَ يَلْتَهِمُوْنَ اَلْسُّوْدَاْنْ بِمُبَاْرَكَ ...
- ضَيَاْعُ اَلْسُّوْدَاْنِ بين اَلْغَدْرْ اَلْإِسْلَاْمَوِيْ و ...
- مَتَى يَضَّطَلِعُ اَلْجَيْشُ اَلْسُّوْدَاْنِيُ بِحِمَاْيَةِ ...
- اَلْمُعَاْرَضَةُ اَلْسُّوْدَاْنِيُّةُ وَخَيْبَةُ اَلْرَّجَاْ ...
- تَصْفِيَةُ اَلْخُطُوْطْ اَلْبَحْرِيَّة اَلْسُّوْدَاْنِيَّةْ: ...
- عَنْ اِسْتِفْتَاْءِ دَاْرْفُوْرْ نَقُوْلْ..!
- هَلْ يُدْرِكْ اَلْسُّوْدَانِيُّوْنْ (حَقِيْقَةْ) أَفْعَاْلْ ...
- اَلْعَبَثُ اَلْسِيَاْسِيُّ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ ..!
- اَلْكِيْزَاْنْ يَخْلُوْنَ طَرَفَهُمْ ..!
- استفتاءُ دارفور: مِحْرَقَة إسلاموية (مُشَرْعَنَة) ..!


المزيد.....




- تناول حفنة من التراب باكيًا.. شاهد ما فعله طفل فلسطيني أمام ...
- الإعصار -إيريك- يضرب سواحل المكسيك برياح قد تصل سرعتها إلى 2 ...
- إسرائيل - إيران: أسبوع من المواجهة.. وحرب استنزاف في الأفق! ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل: تهز أسعار النفط.. وضربة قاسية للسي ...
- علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أُعلِن مقتله، ثم أرسل ل ...
- الحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم ...
- إسرائيل تغتال قائدًا ميدانيًا لحزب الله في جنوب لبنان.. من ه ...
- الحياد المستحيل.. الأردن والسعودية في صراع إيران وإسرائيل
- ألمانيا - ارتفاع طفيف في عدد السكان وتزايد عدد الأجانب مقابل ...
- إيمانويل ماكرون يعلن تقديم فرنسا مع ألمانيا وبريطانيا -عرض ت ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل عوض حسن - صِنَاْعَةُ اَلَمُتَأَسْلِمُوْنَ لِلْأَزَمَاْتِ فِيْ اَلْسُّوْدَاْنْ: اَلْنَتَاْئِجْ وَاَلْمُعَاْلَجَاْتْ