أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - اسباب فشل مشروع التنوير في العالم العربي














المزيد.....

اسباب فشل مشروع التنوير في العالم العربي


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5351 - 2016 / 11 / 24 - 23:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعيـش اليوم أسـوأ عصـور الإنحطاط على مدى التاريخ العـربي كله ..
ربمـا لم يمـر على هــذه المنطقـة من العالم زمنـاً حمـل لنـا كـل هذا القــدر من البـؤس والإنحـدار والتراجـع ، إلا إذا تم القياس على عصـر اجتيـاح المغـول للدول العـربية والإسلاميــة ..
تقريباً لا يوجد بلد يتحدث أهله العربيـة الآن إلا ويعـاني مشكلات ظاهـرة ، تتمثل فى الانفجارات والفتن الطائفية وانهيار الاقتصـاد والتعليم والفكـر والخدمات والثقافة والفــنون .. او مشكـلات باطنـــة مُحكمة الإغلاق ، كأنها صندوق بنــدورا الملئ بالشــرور .. فقط تنتظــر من يفتحــه لتنهــال اللعنـات والمصائب والفتــن على الجميــع ..
فقــط يبقى الأمل قائمــاً على العقــول المتـّقــدة التى تقرأ هذا الكلام .. ربمــا نستطيــع أن ننجــز سوياً أي شيء ، يُخرجنا من البئــر السحيقة التى سقطنــا فيـها !
لا يحدث التغيير في الأفكار والأمم حتى تمر بمراحلها الحرجة، لحظات الاصطدام بالواقع. حين يعجز الفكر السائد عن تقديم أي شيء نافع بل يصبح هو القائد إلى المناطق المظلمة والمجهولة، في هذه اللحظات فقط يحين التغيير عن طريق أفراد يحملون من التضحية والشجاعة ما يكفي إلى أن يقدموا أرواحهم وطمأنينتهم من أجل أفكارهم. هم أفراد أصيبوا بجرح غائر جرح الفكر تحديدا والتجرد للبحث عن الحقيقة. هؤلاء الأفراد تعرضوا لأزمات حادة مع واقعهم أوصلتهم ل "نقطة حرجة، نقطة حدية تفرض عليه خيارين لا ثالث لهما : إما أن يفكر وإما أن ينتحر". في محيط الفكر الإسلامي ورغم اللحظات العسيرة التي يمر بها الإنسان العربي إلا أن اللحظة الحرجة لم تحدث بعد، لحظة السؤال الأكبر، السؤال الذي يتوجه للأعماق والجذور، السؤال الخطير، بل الخطير جدا. حدث الحادي عشر من سبتمبر هو أكبر اصطدام للفكر الإسلامي مع الحياة اليوم وقد نتج عنه زحزحة وتحريك في العقول والأرواح في العالم الإسلامي بأسره. إلا أنها لم تصل بعد إلى المنطقة الخطرة.
الفكر الإسلامي يعاني من "الانسداد التاريخي" الذي يقف في وجه الأسئلة الحقيقية وعملية المراجعة الجذرية. ولكن ما سبب هذا الانسداد ؟ إنه بسبب "التناقض المطلق بين النص والواقع. أي بين النص وكل التطورات العلمية والسياسية والفلسفية التي جاءت بها الأزمنة الحديثة. الالتزام بحرفية النص يؤدي بالمسلم إما إلى إنكار منجزات الحداثة بل الحقد عليها وإعلان الحرب على العصر كما يفعل الظواهري وابن لادن. وإما إلى إنكار النص نفسه والشعور بعدئذ بالإحساس الرهيب بالخطيئة والذنب. وهكذا يقع المسلم في تناقض قاتل لا مخرج منه. والحل لن يكون إلا بالتأويل المجازي للنص والاعتراف بالمشروطية التاريخية للنص كما فعل المسيحيون في أوروبا بعد التنوير...".
ماذا يستطيع التاريخ، وتحديدا التجربة الأوروبية أن يقدم من دلالات على مسألة تجاوز الفهم الأصولي للدين. أهم ما تقوله تجربة أوروبا في هذا السياق أن الخروج من الفهم الأصولي للدين هو شرط لازم للتحديث والنهوض والتطور والحداثة. لأن الفهم الأصولي للدين باختصار يقف عقبة أمام الإنسان في القيام بدور الإبداع والنهوض. هذا الفهم الأصولي لديه موقف صلب من الحرية بأنواعها وحرية الفكر بشكل خاص. التاريخ الأوروبي شاهد كبير على ذلك والتاريخ والواقع الإسلامي شاهد كبير كذلك. وهناك العديد من الشواهد على تسلط الأصولية في أوروبا حتى في عصر التنوير، ففولتير كان يصدر كتبه دون أن يضع اسمه عليها وكتابات هيجل في الدين لم تنشر إلا بعد موته وكانط جاءه خطاب تهديد من الملك بعد صدور كتابه "الدين في حدود مجرد العقل" والشواهد كثيرة جدا على هذه الحقائق.
في مقابل هذا التسلط الأصولي كان الفلاسفة والعلماء يتوجهون بالتفكير إلى الدين كظاهرة. كانت هذه فترة متقدمة بدأ الأمر مع عصر النهضة عن طريق التفكير والتعبير في سياقات لا دينية، عن طريق الرجوع للآداب اليونانية والرومانية ولكن دون الوقوع في اعتراض مع الدين، في القرن السابع عشر تقدم الفكر خطوة جبارة مع ديكارت ونيوتن و كبلر وسبينوزا. والأخير هو فقط من توجه بالنقد للدين خصوصا في كتابه الأساسي "رسالة في اللاهوت والسياسة" أما في القرن الثامن عشر قرن التنوير، فقد وصل الصراع لذروته وأصبح الفلاسفة يفكرون بقدر أكبر من الجرأة والحرية مما أنتج تفكيكا للفهم الأصولي للدين وتحريرا للعقول منه وهذا ما أطلق العنان للإنسان الأوروبي ليصبح على ما هو عليه اليوم. لم يحدث هذا التطور بعد في التجربة الإسلامية ولن ينفك الانسداد التاريخي إلا بحدوثه ولن ينهض الإنسان المسلم إلا بالمرور بهذه التجربة.
أن المشكلة هي أن العالم الإسلامي لم يشهد مرحلة التنوير حتى الآن على عكس ما حصل في أوروبا، ولذلك فإن الصدام حاصل بينهما حاليا. وسوف يضل هذا الصدام مستمرا مادام نظام القيم العليا أو المرجعيات مختلفا أو متناقضا في كلتا الحالتين. ففي جهة الغرب تسيطر المرجعية الفلسفية والسياسية الحديثة التي فصلت اللاهوت الديني عن السياسة. ومن جهة العالم الإسلامي لا يزال هذا الفصل مستحيلا حتى الآن. ولهذا السبب فإن الحركات الأصولية تتمتع بشعبية كبيرة في العالم الإسلامي.



#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعصب الديني سيعصف بنا
- اسطورة الخلافة
- فولتير .. الكاميكاز الفكري


المزيد.....




- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - اسباب فشل مشروع التنوير في العالم العربي