محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري
(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)
الحوار المتمدن-العدد: 5346 - 2016 / 11 / 17 - 09:45
المحور:
الادب والفن
تأملات من زمن فات: "الخيوط الرفيعة"!
بقلم د. محمود محمد سيد عبدالله (كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)
قد لا تكون هذه خاطرتي وحدي، بل ربما تكون خاطرة الملايين من البشر الذين تقاذفتهم أمواج الحياة يميناً تارة، ويسارا تارة أخرى فخالطهم الشك والحيرة واستبد بهم القلق، وعصفت بمشاعرهم تقلبات الحياة وتعقد شئونها! فمنذ أن أتيت إلى الوجود، و بدأت حواسي وجوارحي تألف مسالكها ودروبها، وجدت معي خيوطٌ رفيعة تفصل بين الأشياء، حتى كادت الأشتاتُ والنقائض تختلط عليّ فتبعث في النفس الحيرة والكدر...وبعد صولات وجولات مع أمواج الحياة ، أخذت تلك الخيوط الرفيعة تتعدد وتتكاثر؛ فثمة خط رفيع يفصل ما بين الإستقرار النفسي والفوضى، وآخر ما بين اليأس والرجاء، وثالث ما بين الإستقامة والإنحراف، ورابع ما بين السعادة والتعاسة، وخامس ما بين الجد والهزل، وسادسٌ ما بين القوة والوهن، وسابع ما بين القيادةٍ والإنقياد، وثامن ما بين العلم والجهل وتاسعٌ ما بين الحكمة والحماقة، وعاشر ما بين الخير والشر ، وغيرها من الخيوط!
وإني إذ أتأمل تلك الخطوط الرفيعة وموقعي منها متسائلاً في نفسي: "أتراني في الجانب الإيجابي أم السلبي من الخيط؟!"..هل أنا في معسكر الخير أم في معسكر الشر؟؟ تذكرت قول الله عز وجل: بسم الله الرحمن الرحيم: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا" (صدق الله العظيم)... عندئذٍ أدرك دور الإنسان في تزكية نفسه والإرتقاء بها بالعودةٍ إلى الفطرة السليمة التي جُبِلَت عليها...كذلك أدرك حكمةٌ الله الواسعة في خلق الجنةٍ والنار! تحياتي
#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)
Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟