أمة وأمة أخرى

حميد عبدالله الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 20:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

لماذا الأمة هكذا ؟، لما المسلم في هذا العصر منقاد بما هو دخيل ، لما لا تتأسس عقلية للمسلمين تعود بنا إلى الأمجاد المفقودة ؟
لقد بعث الله سبحانه وتعالى محمد صلى الله عليه ليبيّن للناس لما خلق الإنسان وهو ليعبد ربه ، فقد فهم الأوّلين الدين كما نزل فكانوا بذلك عالم يتمثل في المثل الذي لا يستطيع إنسان آخر أن يحاكيه ، وخاصة الباكورة التي تمثلت في القرون الثلاثة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها خير القرون في تاريخ الأمة الإسلامية ، بداية بعصر الصحابة رضوان الله عليهم ثم التابعين ثم تابعي التابعين ،لكن لماذا هؤلاء ؟
لأنهم عرفوا أن لا حياة بدون إسلام واقتنعوا بقلوبهم وأبرزوا ذلك بثبوتهم وعدم تردّدهم في فهم الواقع الذي يتمثل في كون الإنسان يلزمه صلة مع ربه ، وهذا كله يرجع إلى نصرة الضعيف ونشر العدل والتنافس على الخير والمثابرة لتحقيق الفوز في الآخرة.
ولكن أين نحن من طريقهم ؟
إن المتبعين بإحسان هم من يسيرون على دربهم دون المبالغة الزائدة أو النقصان المتعمد ، بل فهم الإسلام وهي تلك الحالة التي يكون فيها القلب مطمئنا متقبلا للأمر.
إن المشاكل التي توارثتها الأمة جيل بعد جيل كلها تنبع من مصدر واحد وهو عدم إدراك الحس بالكينونة الدينية ، والسعي وراء الفراغ ، إن فرض الوجود الإسلامي هو ما يجب النظر فيه والبحث فيه ، إن الوجود الإسلامي لا يتم إلا إذا تم فهمه كما فهمه الأولين وهم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم ، لأن كل مايسري في الأمة هو نتاج لهجر الدين المنزل وفبركة الأفكار وصياغتها عن طريق الذات ، أي تحويل المشاكل إلى إيديولوجيات وهذا ضد الواقع ، لنقول إن كان للغرب فلسفات فللمسلم قرآن وهو كلام الله غير الفلسفة التي تنبع من أفواه مخلوقين .
لنجد مسلمي العصر لهم رغبة في فهم الفلسفة ودراستها والتنافس على لقب الفيلسوف ولا نجد من يتنافس من أجل فرض وجود للمسلم على الأرض .
إن الأمة تنكر وجودها كونها تتشبث بالفكر الغربي وتراه أنه عصرنة وتفوّق ولكن العكس فهل الصحابة رضوان الله عليهم تأثروا بالعقلية البيزنطية والفارسية أم أنهم فرضوا وجودهم وأظهروا فكرهم ؟
الصحابة رضوان الله عليهم لم تأثر فيهم تلك الحضارتين بل هم من كانوا أثرا في أوساط تلك المجتمعات من البيزنطيين والفارسيين ، بل حتى شغلوا رضوان الله عليهم بال الأباطرة والأمراء بالرغم من أنهم بسطاء ولكن أين نحن.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات