أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلامه ابو زعيتر - الطلاق ظاهرة اجتماعية تحتاج وقفة!!!














المزيد.....

الطلاق ظاهرة اجتماعية تحتاج وقفة!!!


سلامه ابو زعيتر

الحوار المتمدن-العدد: 5339 - 2016 / 11 / 10 - 05:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بسم الله الرحمن الرحيم
الطلاق ظاهرة اجتماعية تحتاج وقفة!!
الطلاق في قطاع غزة يتجاوز 9 حالات يوميا بمعدل 3288 حالة سنويا، برغم أن المجتمع الغزي محافظ لا يؤيد الطلاق ويراه أبغض الحلال عند الله، وبرغم ذلك تتزايد تدريجيا نسب الطلاق كحالة غير مسبوقا لتصل لأكثر من 274 شهريا، وهذا مؤشر لوجود ظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة والتدخل، فتزايد حالات الطلاق، وما يترتب عليها من مشاكل اجتماعية ونفقات واجراءات محاكم وتقاضي يعد مؤشر حقيقي لوجود كارثة اجتماعية، أنتجتها الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وخصوصية قطاع غزة، وعززتها حالة الجهل الاجتماعي، بعدم فهم الواقع المعاش والتكيف معه فيما يتعلق بالزواج، والموائمة ما بين متطلباته والامكانيات المتاحة، فالملاحظ أن أسباب الطلاق تجاوزت الاسباب التقليدية المعروفة في المجتمعات، وفي محاولة لتحليل طبيعة ودوافع الزواج التي قامت عليها لتلك الحالات المنفصلة بالطلاق نجدها تمت على مصالح ذات بعد اقتصادي، ونلخص منها التالي:
- بعض حالات الزواج تمت بدافع أن الزوجة كانت تعمل على مشروع أو بند بطالة وانتهي بها المطاف بغير عمل، ولم يستطع الزوج والزوجة الايفاء بحاجات الاسرة الاقتصادية مما سبب مشاكل أنهت الزواج.
- الديون التي سببها الزواج نفسه سواء بإرتفاع قيمة المهر أو المصاريف الخاصة بطقوس الزواج وحالة البذخ، والتي أفرزت ديون متراكمة أرهقت الاسرة، وخلقت أزمات مركبة انهت الزواج.
- القروض حيث أن عدد من الشباب المطلقين كانوا قد حصلوا على قروض من مؤسسات الاقراض تحت مسمى إنشاء مشروع ريادي وتنموي، وانتهى به المطاف ليتزوج بالمبلغ، ولا يجد طريقة لتسديد تلك القروض، مما ساهم بأزمة مالية واشكاليات أثرت على الاسرة وأضعفت مقدرتها على الاستمرار.
- انشغال الزوجين بشبكات التواصل الاجتماعي، وبحث الزوج أو الزوجة عن الحياة الافتراضية هروبا من الواقع، مما خلق حالة من الانفصام الاجتماعي بين الواقع والافتراضي، ساهم بعدم المسئولية تجاه الاسرة، وضعف في العلاقات الزوجية الحميمة.
- غياب وقلة فرص العمل مما ساهم بعدم المقدر على تلبيه احتياجات الاسرة الجديدة في ظل تكاليف الحياة العالية.
- حالة الفراغ والتي جعلت الزوج والزوجة متفرغين للخلافات والمشاكل في ظل بيئة معكرة وغير مستقرة بسبب ضغوط الحياة المركبة والمثقلة بالهموم التي حولت واقع الاسرة لجحيم .
- غياب التعاون بين الاسرة الصغيرة والعائلة الكبيرة، وحالة الصرع بينهما لتلبية متطلبات الحياة، فتجد تدخل من الاسرة الممتدة في شئون الاسرة النووية، مما يؤثر سلبا على حياة الزوجين الخاصة، بالإضافة لعدم التدخل من الاهل لتقديم الدعم أو الالتزام بالمساعدة المالية أو الإعانة كانت تقدمها الاسر الكبيرة لأبنائها في المراحل الاولي للزواج كما كان سائدا.
- انتشار تعاطي الاترامدول ومشتقاته بين الشباب، وبسبب حالة الفراغ وانعدام المسئولية الي يعيشونها في ظل غياب الرقابة اللازمة اجتماعيا وقانونيا لهذه الظاهرة التي خلقت حالة من عنف أسري وترتب عليها مضاعفات خلخلت بنية الاسرة علاقاتها الاجتماعي.
كثيرة الاسباب التي يقر بها الشباب المطلقين، والتي تقف خلف ظاهرة الطلاق في قطاع غزة، وتتطور مع التطور الاجتماعي والتقني، وليس هناك حصانة لاحد منها، وحتى اللحظة لم تشكل ثقافة مضادة لمواجهتها، أو إحداث ضبط اجتماعي لها أو الحد من انتشارها، فما زالت الاسباب قائمة والدوافع تتكرر بدون رقابة أو أي محاولة جدية للعلاج، والتي يعتبر من أبرز ملامحها استمرار المهور العالية، حيث من المفترض كخطوة فعالة أن يتم البدا بتخفيض التكاليف في الزواج، مع ضرورة توفر التكافؤ بين الازواج، بالإضافة أن يتم مساندة الاسر الجديدة اقتصاديا واجتماعيا في مواجهة التحديات، ودعمها بما يساهم في توفير الحد الأدنى للمتطلبات الحياتية للاستمرار، فالضرر لارتفاع نسب الطلاق، يمس بمكون أساسي للمجتمع وهو الاسرة، والتي تعتبر حجر الاساس في بنية المجتمع فإن صلحت صلح المجتمع ككل، لذا على الاهالي أن ينتبهوا لهذه الاشكاليات بهدف الوقوف عليها ومواجهتها ثقافيا واجتماعيا حتى يتم الحد منها، لما سيترتب عليها من مشاكل تمس بالأبناء ومستقبلهم.
أخيرا أود التنويه من خلال تسليط الضوء عليها؛ بأنه لا يجوز أن يستمر المجتمع ومؤسساته بالصمت أمام انتشار هذه الظواهر والمشاكل الاجتماعية التي تفرزها حيث تهدد أمن المجتمع ونسيجه الاجتماعي وتضعف بنيته.

بقلم/ د. سلامه أبو زعيتر
دكتور علم الاجتماع المساعد



#سلامه_ابو_زعيتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية نقابي حول مشروع التنظيم النقابي العمالي - فلسطين
- ورقة عمل: حول معوقات تطبيق قانون العمل الفلسطيني
- اتحاد العمال يطالب الرئيس والحكومة بصرف مساعدات مالية عاجلة ...
- الاول من مايو استنهاض للهمم وحماية حقوق العمال
- بيان صادر عن المكتب الحركي المركزي للعمال - فلسطين بمناسبة ا ...
- عشرات الملايين تصرف والبطالة تتفاقم!!!!
- التعصب يقهر العمل والانجاز
- العمل النقابي بالازمات
- الثامن من آذار للتذكير والتنوير
- خبر حول ورشة عمل : حول الحق بالاضراب ضمن الحملة الدولية للحق ...
- فرصة عمل حق لكل مواطن !!
- الانضباط الذاتي في العمل النقابي
- الوحدة العمالية مصلحة عمالية
- أهمية العمل النقابي ضمن فريق عمل جماعي
- تجاهل الحقوق القانونية للعاملين في وزارة الصحة الفلسطينية... ...
- الحد الادنى للأجور إلى أين في فلسطين؟؟
- لا لسياسة تكميم الأفواه وتقييد الحريات النقابية
- رؤية نقابية لتطوير دور النقابات العمالية في التنمية البشرية
- سوسيولوجيا التنظيم النقابي
- الإعمار بالعمال في غزة ...


المزيد.....




- تعرّف إلى قصة مضيفة الطيران التي أصبحت رئيسة الخطوط الجوية ا ...
- تركيا تعلن دعمها ترشيح مارك روته لمنصب أمين عام حلف الناتو
- محاكمة ضابط الماني سابق بتهمة التجسس لصالح روسيا
- عاصفة مطرية وغبارية تصل إلى سوريا وتسجيل أضرار في دمشق (صور) ...
- مصر.. الحكم على مرتضى منصور
- بلينكن: أمام -حماس- اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل وآمل أن ت ...
- جامعة كاليفورنيا تستدعي الشرطة لمنع الصدام بين معارضين للحرب ...
- كيف يستخدم القراصنة وجهك لارتكاب عمليات احتيال؟
- مظاهرة في مدريد تطالب رئيس الحكومة بالبقاء في منصبه
- الولايات المتحدة الأميركية.. احتجاجات تدعم القضية الفلسطينية ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلامه ابو زعيتر - الطلاق ظاهرة اجتماعية تحتاج وقفة!!!