أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام داوود الغنجة - ترامب رئيسًا؟! مقاربةٌ متعدّدة المداخل لفهم أسباب النجاح المفاجئ.















المزيد.....

ترامب رئيسًا؟! مقاربةٌ متعدّدة المداخل لفهم أسباب النجاح المفاجئ.


هشام داوود الغنجة

الحوار المتمدن-العدد: 5338 - 2016 / 11 / 9 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتُخب رجل الأعمال الأمريكي دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، في نتيجة اعتُبرت مفاجئة للكثيرين، في حين أنّها تعكس في الحقيقة مجموعة من العوامل المنطقية التي أدّت إلى هذا النجاح.
من أبرز هذه العوامل:

1- ثورة في الخطاب السياسي: لعلّ نوعية الخطاب السياسي الذي اعتمد عليه ترامب يمكن اعتباره ثورةً على نوعيات الخطاب القديمة التي طبعت الانتخابات السابقة، بل والتي تطبع مختلف خطابات الحملات الانتخابية في العالم بأسره؛ المليئة بالرسميات، والعامرة بالشعبوية، المركزة على العواطف، وعلى الشعارات الرنانة. فحينما تشاهد خطاب ترامب تجده عفويا، منطقيا، مليئًا بالحجج والبراهين المنطقية بشكل يضع حدًّا للمنطق الذي اعتمده المفكر الفرنسي جوستاف لوبون Gustave Le Bon في كتابه: سيكولوجيا الجماهير، الذي اعتبر فيه أنّ "الجماهير كالطفل في سذاجته، وكالمرأة في عواطفها، تخادعها الشعارات الرنانة، والخطابات الشعبوية البعيدة عن المنطق" وهو نفس ما اعتمدت عليه هيلاري كلينتون في حملتها.
لذلك من الأسباب المفسرة لهذا النجاح غير المتوقع، رغبة أطياف كبيرة من الشعب الأمريكية في إحداث قطيعة مع هذه الخطابات، وتفضيل ذلك المرشح العفوي، الذي يرقص فوق منصات المترشحين، ويسب نساء أمريكا في الكواليس، ويطلق الأحكام على الآخرين بشكل مباشر دون ديبلوماسية أو التواء.

2- الرغبة في القطيعة مع الاستراتيجيات الاقتصادية القديمة: إذا كان أوباما قد وُفّق في وضع حد للأزمة المالية العالمية لعام 2008، فإنّ الاستراتيجية الاقتصادية العالمية التي اتبعتها الولايات المتحدة الأمريكية ظلت تتأرجح بين الأقلمة والعولمة، فمن جهة يروج ويعمل أوباما على إنشاء تكتلات اقتصادية جديدة؛ كمنطقة التجارة مع الاتحاد الأوروبي، والشراكة عبر المحيط الهادي، وغيرها. ومن جهة أخرى يؤكد على أهمية منظمة التجارة العالمية كإطار متعددة الأطراف، يعكس الرغبة الأمريكية في عولمة الاقتصاد العالمي وفق المنطق النيو-ليبرالي الأمريكي.
فدونالد ترامب انتقد بشدة هذه التكتلات الاقتصادية الإقليمية، وأكد في المقابل على أهمية الإطار متعدد الأطراف المتمثل في منظمة التجارة العالمية، وراح يتعهد بحماية أكبر لبعض القطاعات الاستراتيجية (المحمية أصلاً) لكبح خطر المنافسة الصينية للمنتوجات الأمريكية. فقد رأى المواطن الأمريكي هذه البرامج بمثابة قطيعة مع الممارسات السابقة، عكس برامج كلينتون التي تكرس للاستمرارية.

3- خطاب التخويف من الآخر، تجلى في الانتخابات: لعل المتابع لمختلف البرامج التلفزيونية الفكاهية والسياسية والاجتماعية الأمريكية مثلاً، يلاحظ ذلك الخطاب المليء بالإسلاموفوبيا، المضخّم لظاهرة الإرهاب، ولتنظيمٍ إرهابي هو في طور الأفول والاضمحلال: تنظيم داعش. بل وامتد هذا الخطاب إلى المستوى العرقي ليتجسد في تخويف الجماهير من السود "الهمجيين"، ومن اللاجئين "الحاملين بالضرورة لأفكار متطرفة"، وحتى من المكسيكيين الذي يفرون من بلادهم في الحقيقة للبحث عن ظروف معيشية أفضل.
فدونالد ترامب، جسّد الأفكار الشعورية أو اللا شعورية هذه الشريحة الواسعة من الجماهير الأمريكية، حينما وعد في حملته الانتخابية ببناء جدار عازل يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، وعندما تعهّد كذلك بعدم السماح بدخول لاجئي الحروب إلى بلاده، بل وأشار إلى دعمه للشرطة الأمريكية في قمعها لاحتجاجات السود المتقطّعة.

4- السياسة الخارجية؛ نقطة الفصل: لعلّ تخوف الجماهير الأمريكية من نشوب حرب عالمية ثالثة قد بلغ مداه في الآونة الأخيرة، بشكل جعل من انتخاب كلينتون بمثابة ضغط على زر لنشوب هذه الحرب، وهي التي تعهّدت بمواصلة تبني سياسة معادية لروسيا، وأشارت بشكل واضح إلى ضرورة تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وفق منطق "دركي العالم" في مختلف بؤر التوتر، باعتبار أنّ ذلك هو الذي يُظهر الهيمنة والريادة الأمريكية على العالم.
دونالد ترامب في المقابل؛ تعهّد في حملته الانتخابية بالعمل على تهدئة التوتر مع روسيا، وبانسحاب تكتيكي للولايات المتحدة الأمريكية من مختلف بؤر التوتر، باعتبار أّن أي تطور في هذه الصراعات لا يمس بشكل مباشر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وفق نفس المنطق الذي قدّمه البروفيسوران جون ميرشيمر وستفين والت في مقالهما المنشور في مجلة شؤون خارجية الأمريكية: The case for offshore balancing. المنشور شهر أوت الماضي، وهما اللذان أشارا إلى دعمهما غير المباشر لترامب في ذلك المقال.
ولا تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية حسب عذا المنظور في بؤر التوتر إلا إذا برزت قوة إقليمية مهيمنة، عندئذ تتدخل من أجل إعادة ميزان القوة إلى حالته السابقة، ما يفسّر انتقاد ترامب الدائم لسياسات أوباما التدخلية السابقة التي أضرت بمصالح الولايات المتحدة وكلّفتها كثيرا من الناحية المالية تحديدا.

5- صراع نائب الرئيس حُسم مبكرًا لصالح ترامب: رغم عدم نضج ترامب السياسي، واعتماده العفوية الخطابية، التي أودت به إلى مسالك غير محمودة في بعض الأحيان، إلا أنّ مايك بنس Mike Pence الذي عينه الرئيس ترامب ليكون نائبا له حال انتخابه، قد أبهر الجماهير بنوعية خطابه الموازن بين المنطق والعاطفة، وبحنكته السياسية التي برزت إبان مناظرته مع المرشح لنيابة كلينتون حال انتخابها تيم كاين Tim Kaine في إطار الحملة الانتخابية للمرشحين.
إذ تركت المناظرة انطباعًا لدى الأمريكيين وغيرهم بأنّ وراء ترامب يوجد عدد كبير من السياسيين المحنّكين وأصحاب الخبرة الذي سيعوّضون عن ترامب "مراهقته السياسية"، بشكل وضع حدا لاتهامات كلينتون لترامب بأنّه رئيس غير ناضج ذو تصرفات طفولية لا يصلح ليكون رئيسا لأكبر دولة في العالم.
وفي الأخير، يحوز دونالد ترامب على إمكانية كبيرة لتمرير قراراته وسياساته مستقبلا، باعتبار أنّ الحزب الجمهوري قد فاز بأغلبية مقاعد الكونغرس الأمريكي بمجلسيه؛ مجلس الشيوخ ومجلس النواب، ويحوز كذلك على تزكية رجال المال والأعمال الأمريكيين لسياساته الموعودة التي تصبّ في مصلحتهم أساسًا.



#هشام_داوود_الغنجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام داوود الغنجة - ترامب رئيسًا؟! مقاربةٌ متعدّدة المداخل لفهم أسباب النجاح المفاجئ.