رفاق الشهيدِ ناهض حتَّر وأصدقاؤهُ وأسرته
الحوار المتمدن-العدد: 5328 - 2016 / 10 / 30 - 21:58
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
(بيان مِنْ رفاق الشهيد ناهض حتَّر وأصدقائه وأسرته)
استكمالاً للدورِ التحريضيِّ الذي قام به رئيسُ الوزراءِ هاني الملقي ضدَّ الشهيدِ ناهض حتَّر، وإمعاناً في تواطئ وزارةِ الداخليّةِ مع الإرهاب والإرهابيين، تمَّ رفض إقامة حفل تكريم الشهيد في أيٍّ من القاعات التابعة للمؤسّسات الثقافيّة والشبابيّة الأردنيّة. ورغمَ كلِّ محاولاتِنا المتكرِّرةِ، لم نتمكَّن – مع الأسف – مِنْ إقناعِ المحافظِ بالموافقةِ على إقامةِ حفلِ تكريمٍ يليق بشهيدٍ أصبح رمزاً ساطعاً لوطنه ولقيم التحرّر الوطنيّ والديمقراطيّة والتقدّم الاجتماعيّ والتنوير.
وهذه هي المرَّةُ الأولى، في تاريخِ الأردن، التي تتمُّ فيها عرقلةُ إقامةِ حفلِ تأبينٍ لشخصيَّةٍ أردنيَّةٍ عامَّةٍ.. حتَّى لو كانت معارِضةٌ.
إنَّنا، وقد وُوجهنا بذرائعِ الحرصِ المزعومِ على الأمنِ والأمانِ، لا يسعنا إلا أنْ نتذكَّرَ أنَّ وزارةَ الداخليّةِ ومحافظةَ العاصمةِ، نفسيهما، لم ترسلا حتَّى لو شرطيّاً واحداً لحمايةِ حياةِ الشهيدِ، رغم أنَّه تمَّ إبلاغهما مسبقاً (مِنْ أسرةِ الشهيدِ) بتلقّيه عشراتِ التهديداتِ بالقتلِ.
ونتذكَّرُ كذلك، بالمقابلِ، أنَّ وزيرَ الداخليّةِ، ومحافِظيه، لم يمنعوا في يومٍ من الأيّام إقامةَ بيتِ عزاءٍ لأيّ إرهابيٍّ سقط وهو يقاتلُ في صفوف «داعش» أو «جبهةِ النصرةِ» وسواهما.. ابتداءً من الإرهابيِّ «أبو مصعب الزرقاويّ» الذي قَتَل الأردنيينَ الأبرياءَ بدمٍ باردٍ (في غزوةِ الفنادقِ)، وحتَّى يومنا هذا.
كما نتذكّر، أيضاً، أنَّ الحملة ضدَّ الشهيد ناهض حتَّر لم تكن بنت ساعتها، بل بدأت قبل أكثر من شهرين من اغتياله مِنْ خلال مقالاتٍ تحريضيّةٍ على المواقع الإخباريّة كتبها رموزٌ من التيّار المتأسلم بما فيهم شقيق المحامي الذي رفع الدعوى ضدّ الشهيد وابن أحد رموز حركة «الإخوان المسلمين»، إلى جانب رسائل الترغيب والترهيب التي حملتها شخصيّات أردنيّة معروفة مِنْ رئيس الوزراء المعيَّن حينها (هاني الملقي) إلى الشهيد.
كلّ هذه الحملات، تظافرتْ لحظة اعتقاله لتكشف عن حقيقة كونها حملةً واحدة بأذرعٍ كثيرة وأساليبٍ عديدة و«قلوبٍ مليانة». ويحتلّ المكانة الأولى في هذه الحملات، إيعازُ رئيس الوزراء – بخلاف العُرف والقانون - باعتقال الشهيد فوراً والنصّ بوضوح على إدانته قبل محاكمته.. ثمّ اعتباره، بعد سويعاتٍ فقط وقبل إبلاغه باستدعائه، فارّاً مَنْ وجه العدالة.. بخلاف العرف والقانون أيضاً، وتلي ذلك مقالات «العربي الجديد» القطرية، وتغطية جريدة «السبيل» التحريضيّة، وهجمات الجيش الإلكترونيّ لـ«الإخوان» الهستيريّة.. عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعيّ والإعلام، ثمّ البيانات التي دبّجتها النقابات المهنيّة التي يديرها «الإخوان» والتي أدانته فيها سلفاً وحرّضتْ على إيقاع أقصى العقوبات به (قبل محاكمته أيضاً)، وكذلك بيان مفتي المملكة، ومجمع الكنائس (وكلّها – كذلك – بيانات إدانة قبل الحكم). لقد شنوا جميعاً، وبصورةٍ متناغمة، حملةً شعواء ظالمة للتخلّص من ناهض حتَّر واغتياله شعبيّاً وسياسيّاً. وفي النهاية، كتحصيل حاصل، جاء أحد أدواتهم التنفيذيّة لاستكمال الخطّة واغتياله جسديّاً (أي إيقاع أقصى العقوبات به – كما سبق لهم أنْ طالبوا)!!
من المحزِنِ أنَّ رئيسَ الوزراءِ ووزيرَ داخليتِهِ، لم يلاحظا الخطرَ الماثلَ مِنْ مئاتِ الخلايا الإرهابيّة التي تلوّحُ بالسيوفِ وتهدّدُ بقطعِ الرؤوسِ واقتلاعِ القلوبِ، ولم يعتبراها تهديداً للأمنِ الوطنيِّ وللسلم الاجتماعيّ؛ فما يهدِّد الأمنَ الوطنيَّ، برأيهما– كما هو واضح – هو، فقط، تأبينُ شهيدٍ اغتالَهُ الإرهابُ على مذبحِ المشروعِ الوطنيِّ وحريّةِ الكلمةِ.
وممّا يثير السخط والسخرية هو أنَّ كلّ تلك الأطراف التي تواطأت على اغتيال ناهض حتَّر تلتقي الآن، مجدَّداً، على طاولةٍ واحدة، وفي لجنةٍ رسميَّةٍ واحدة، لمناقشة موضوع «الدولة المدنيّة». ومِنْ ضمن هؤلاء – كما يليق بهذا النوع من «المدنيَّة» - ناشرُ جريدة «السبيل» التي قادتْ حملةَ التحريض التكفيريّة الظالمة على الشهيد.. فيا لها مِنْ «دولة مدنيّة» تلك التي سيأتي بها هؤلاء!!
على أيَّة حال...
نحن نعلمُ أنَّهم يخافونَه شهيداً كما كانوا يخافونَه حيّاً ومقاتلاً صنديداً بالكلمة والفكرة..
ونعلمُ أنَّ قدَرَهُ هو أنْ يفضحَ جبنَهم وتآمرَهم شهيداً كما فضحهم حيّاً...
قسماً بدمكِ الغالي الذي أريق، غيلةً وغدراً، يا شهيدَنا الكبيرَ، إنَّنا لن ننسى، ولن نسمح باغتيالك مرَّةً أخرى، وسنحملُ أمانَةَ الدمِ والكلمةِ، ونواصل خوض غمار المعركة التي استشهدتَ مِنْ أجلها.. معركة تحرير الأوطانِ واستعادة كرامتِها وعزَّتِها من المرتبطين بمشاريعِ النهبِ الإمبرياليّ وأدواتِهِ التكفيريّةِ والإرهابيّةِ.
ونختمُ بتقديمِ الاعتذار الشديدِ لكلِّ رفاقِ الشهيدِ وأصدقائهِ ومحبّيهِ وكلِّ الأحرارِ، مِنْ مختلفِ أنحاءِ العالمِ العربيِّ (والعالمِ كلِّهِ)، الذين دعوناهم للمشاركةِ في تكريمهِ في عمَّان (ولبّوا دعوتَنا مشكورين)، وندعوهم جميعاً إلى إقامة مهرجاناتِ تكريمٍ عديدة للشهيد، تليق به وبفكره ونضاله، في كلّ البلدان العربيّة والأجنبيّة التي يتسنَّى فيها ذلك.. أكثر ممّا تسنَّى في بلده.
رفاق الشهيدِ ناهض حتَّر وأصدقاؤهُ وأسرته
عمَّان – السبت 29 تشرين الأوَّل/أكتوبر 2016
#رفاق_الشهيدِ_ناهض_حتَّر_وأصدقاؤهُ_وأسرته (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟