أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - آلين مايرز - كيف تفسر الماركسية ظاهرة البطالة؟














المزيد.....

كيف تفسر الماركسية ظاهرة البطالة؟


آلين مايرز

الحوار المتمدن-العدد: 5824 - 2018 / 3 / 23 - 00:40
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


مالعمل فريق الترجمة


في نهاية العام 1950، انخفض معدل البطالة في أستراليا إلى 0.02 بالمئة، وكان ذلك المعدل أقل معدّلٍ وصلت له البطالة على الإطلاق. ولعقدين من الزمن، أي حتى نهاية الستينات، كان من الشائع القول إن الحكومة ستسقط في اليوم الذي يتجاوز فيه معدلة البطالة 2 بالمائة.

ولكن، اليوم، يُعتبَر معدّل البطالة المُتراوح ما بين 5 و6 بالمئة أمرًا «طبيعيًا». وشهدت أغلب بقية دول العالم، خصوصًا في الدول النامية، ارتفاعاتٍ مشابهة في معدلات البطالة. لماذا الحال على ذلك؟ أو، كي نركّز بشكل أفضل على السؤال الحقيقي: لماذا يتواجد لدينا، وبشكل شبه دائم، أعدادٌ هائلة من البشر لا يستطيعون الحصول على وظائف؟

الأسباب الجوهريّة التي تفسّر ذلك هي أن الرأسمالية تخلق البطالة، لا بل وتحتاجها أيضًا.

كما ذكر كارل ماركس في كتاباته الاقتصادية الثورية، يمكن تقسيم استثمارات الرأسماليين إلى جزأين: الجزء الذي يوظِّف العمال، والجزء الذي يشتري ويؤجّر وسائل الإنتاج، أي: المكائن، ومواد الخام، والمصانع.

كلما نمت الرأسمالية، تقوم عمليّتان محددتان بتقليص جانِبَ الرأسمالية الذي يوظّف العمّال. فالتنافس يؤدي إلى التكتل: تستحوذ الشركات الكبرى على الشركات الصغيرة، أو تندمج شركتان متوسطتا الحجم أو كبيرتان لتشكّلا شركةً أكبر. فتتمتع الشركات المُدمجة بـ «وفورات حجمٍ» أعظم، والتي تعني، بصورة مبسّطة، تمكّنَ عاملٍ واحدٍ من تشغيل مقدارٍ أكبر من رأسمال الشركة. وهكذا يستطيع أن يُقِرّ أي شخص يتابع أخبار الأعمال التجارية ولو بشكل طفيف بأنه: كلما حدث اندماجٌ لشركتين، يكون تسريح العمال أحد أهم النتائج المضمونة.

العمليّة الأخرى هي اندفاع الرأسماليين لزيادة الإنتاجية، الأمر الذي يفرضه عليهم التنافس. فالإنتاجية الأكبر، بتعريفها، تعني إنتاج أعداد أكبر من المنتجات بواسطة استثمارات أصغر. وإحدى طرق القيام بذلك تتم بتخفيض الأجور ورفع عدد ساعات العمل، ولكن هنالك حدودٌ فسيولوجية للقيام بذلك. والطريقة الثانية، وهي الأكثر ديمومة ولا يحدّها شيء جوهريًا، تتم بزيادة الإنتاجية عن طريق توفير الأدوات والمكائن الأكثر كفاءة للعمال.

لكن حينما يتوجَّه العمال لاستخدام مكائن أكثر كفاءة، فإن عدد العمّال اللازمين لإنتاج أي عدد من المنتجات سينخفض بالطبع. ففي نظامٍ رأسمالي، تدمِّر التقنيات «الموفِّرة لليد العاملة»، بالضرورة، وظائف بعض العمال.

ولكن ذلك لا يعني استمرارية تقلّص عدد الوظائف المُتاحة. تستطيع المصانع جزئيًا أن تجد أسواقًا جديدة وأن تتوسع، ويمكن خلق صناعاتٍ جديدة تحتاج للعمالة، والحاجة للعمل سترتفع وتنخفض وفقًا للتغيرات في دورة الأعمال التجارية أيضًا. غير أنّ ذلك يعني فعلًا أن الرأسمالية لديها الميول البنيوي لرمي العمال خارج عملية الإنتاج.

وذلك هو الوضع الذي تحتاجه الرأسمالية تحديدًا، إذ يحتاج الرأسماليون إلى حوضٍ من العمال، ما يطلق عليهم ماركس «جيش الاحتياط الصناعي»، أولئك الذين يمكن دفعهم إلى عملية الإنتاج والتخلص منهم وفقًا للمتطلبات المتغيّرة للرأسماليين. فحينما يتحسن الاقتصاد، فإنهم سيحتاجون للعمال بشكل طارئ، وبالتالي يوظَّفُ بعض العاطلين عن العمل. وعندما تنتكس التجارة، فالشعار هو: حافظ على المال، تخلّص من العمالة. إذ يمكن لهؤلاء الرأسماليين دائمًا الحصول على العمالة عندما تتحسن الأمور.

يمكن للتوسّع والتقلّص في جيش الاحتياط الصناعي أن يحدث بوتيرة ضخمة حقيقية في فترات الأزمات. فخلال الحرب العالمية الثانية، دفعت أهم الدول المتحاربة الملايين من الرجال العاملين إلى قواها العسكرية، واستعاضت عنهم بالملايين من النساء من خلال العمل بمقابل مادي. وحينما انتهت الحرب، أُجبِرَت العديد من العاملات على العودة إلى الدور الذي لا يقابله تعويضٌ مادّي، أي دور «ربة منازل». ولم تُحتسَب غالبية النسوة كعاطلات في الإحصائيات الرسمية، ولكنهن كن بالتأكيد جزءً من جيش الاحتياط الصناعي.

مهما كانت الحالة الاقتصادية، فإن حوض العاطلين يساعد على إبقاء الانخفاض في أجور العمال، والمتطلبات الأخرى. يتحدث علماء اقتصاد الرأسماليين حول العرض والطلب للعمالة. وكما أشار ماركس:


إن الجيش الصناعي الاحتياطي…يثقل جيش العمل قيد الخدمة خلال فترات الركود وفترات الانتعاش الوسطي، أما خلال فترات فيض الإنتاج واشتداد حمأته، فإنه يلجم طموحات هذا الأخير. وعلى هذا فإن [الجيش الصناعي الاحتياطي] هو الأرضية التي يتحرك عليها قانون الطلب على العمل وعرضه. إنه يحصر…هذا القانون في حدودٍ معينة ملائمة ملاءمةً مطلقة لنهم رأس المال إلى الاستغلال



#آلين_مايرز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تفسر الماركسية ظاهرة البطالة؟


المزيد.....




- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...
- كيف اتفق صقور اليسار واليمين الأميركي على رفض دعم إسرائيل؟


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - آلين مايرز - كيف تفسر الماركسية ظاهرة البطالة؟