أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالرحيم عبدالوهاب - متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا














المزيد.....

متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا


عصام عبدالرحيم عبدالوهاب

الحوار المتمدن-العدد: 5324 - 2016 / 10 / 25 - 10:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا"

مقولة عمر بن الخطاب الي عمرو بن العاص والي مصر بعد ان قام ابنه بضرب ابن احد قادة الأقباط المصريين الذي كان قد سبق ابن الوالي في سباق للخيول. تلك المقولة التي استخدمها المسلمون على مر العصور ليبرهنوا عدم اقرار الاسلام للعبودية. كما انها استخدمت في اثبات عدالة عمر بن الخطاب وان اقتصاص عمر من ابن الوالي عبرة ودليل علي تلك العدالة. وهذه حقيقة اذا تم اخذها منفصلة من ما اشار اليه عمر في ما يتعلق بالعبيد.

لكن دعونا ننظر لها لنرى المعني الحقيقي في تلك المقالة وما علاقتها بالعبيد.

لم يكن عمر في صف العبيد عندما قال تلك المقولة. كان يري أن هناك فرق بين العبد والحر وأنه يجب أن لا ننزل الأحرار منزلة العبيد. اذ انه لا يمكن ان تعامل الحر معاملة العبد، "فالحر حر والعبد عبد" ولا يجب أن يتم معاملتهم بنفس القدر ووضعهم في نفس المقام.
لم يري عمر بن الحطاب العبيد كبشر لهم حق المساواة. لم يشجع الناس، وهو أمير المؤمنين، أن يعتقوا عبيدهم، بل أكد علي عدم مساواة العبيد والأحرار. الم يكن ذلك العمل من امير المؤمنين، وهو السلطة العليا في ذلك الوقت واحد الصحابة المقربين الي محمد، يمثل تعاليم الإسلام.

متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا،

عندما أقرأ تلك المقولة اري فيها العنصرية علي أسوأ أشكالها. عمر يري أن الحر حر بميلاده فلا يصح معاملة من تمت ولادته حرا معاملة من ولد عبدا. وبنفس المقياس فإن العبد عبد بميلاده.وهذا المقصد يتفق تماما مع ما صح من عمر بن الخطاب انه كان يمنع الأمة من الحجاب ويحسب حجابها تشبهاً بالحرائر من النساء

قَالَ ابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الصلوات، في الأمة تصلي بغير خمار حدثنا وكيعُ بنُ الجراح، قَالَ:حدثنا شعبةُ، عن قتادةَ، عن أنس قَالَ: رأى عُمرُ أمةً لنا متقنعة فضربها وَقَالَ: لا تشبهي بالحرائر
وهذا إسنادٌ صحيح.

كما اثبت البيهقي ذلك عن عمر وذكر أن الأثر الاتي عن عمر في تفريقه بين الحرائر من النساء والإمات صحيح:

قال البيهقي رحمه الله في سننه (3222) :
أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْحِرَفِيُّ بِبَغْدَادَ أنبأ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَيْرِ الْكُوفِيُّ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، ثنا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنِي ثُمَامَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ جَدِّهِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : " كُنَّ إِمَاءُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَخْدِمْنَنَا كَاشِفَاتٍ عَنْ شُعُورِهِنَّ تَضْرِبُ ثُدِيّهُنَّ ". وقال البيهقي عقبه: " والآثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ذلك صحيحة ".

وأكد القران ذلك التفريق

وقد أورد ابن كثير في تفسيره
" وَقَوْلُهُ: ( ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) أَيْ إِذَا فَعَلْنَ ذَلِكَ عُرِفْنَ أَنَّهُنَّ حَرَائِرُ، لَسْنَ بِإِمَاءٍ وَلَا عَوَاهِرَ.
وَقَالَ مُجَاهِدٌ : يَتَجَلْبَبْنَ فَيُعْلَمُ أَنَّهُنَّ حَرَائِرُ ، فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهُنَّ فَاسِقٌ بِأَذًى وَلَا رِيبَةٍ ".
انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/ 425-426) .

وكان ذلك في بعض الرجال من اهل المدينة يهاجمون ليلا كل أمة يرونها في طريقها الي قضاء حاجتها، فذكر ابن كثير ما كان يذكره هؤلاء في نفس تفسير تلك الاية:

(فإذا رأوا امرأة عليها جلباب قالوا : هذه حرة ، كفوا عنها . وإذا رأوا المرأة ليس عليها جلباب ، قالوا : هذه أمة . فوثبوا إليها).

تخيل أن يحدث ذلك الوثوب، وهو اغتصاب للنساء، في تلك الدولة التي يدعون انها الدولة المثالية التي يجب أن يحتذي بها. لماذا لم يوقف محمد تلك الممارسة واكتفي فقط باية تضع تبعة ذلك الفعل علي النساء. اما العبيد من النساء فلا حامي لهن ولا يكلف أحد نفسه بالدفاع عنهن ووقف اغتصابهن، ليس ذلك فحسب بل يتم منعهن من التشبه بالحرائر من النساء ليكونن عرضة للهجوم ممن فسق واباحة له نفسه ذلك الفعل المهين. ما أشد الشبه بين الدولة الإسلامية الاولي والدول الإسلامية اليوم، فكلاهما موبوء بالتحرش.

كل هذا يدل ويؤكد ما ذهب إليه عمر في تفريقه بين العبيد والأحرار بما يعرفه عن دينه. لم تقم السلطة العلياء بالتشجيع علي حسن معاملة العبيد وعتقهم بل كان همها أن لا يخلط الناس بين من هو عبد ومن هو حر فيعامل كل منهم بما يستحق من معاملة. بل شجعت تلك السلطة علي معاملة العبيد كمنفس لأمراض الدولة وفساقها، ولما لا وهم أحطُ أنواع البشر في نظر الاسلام وصحابة محمد وفي نظر امير المؤمنين عمر.












#عصام_عبدالرحيم_عبدالوهاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام عبدالرحيم عبدالوهاب - متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا