أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز حمدي المصري - قرار اليونسكو بين حقائق التاريخ والأعيب السياسة قراءة في حقائق التاريخ















المزيد.....

قرار اليونسكو بين حقائق التاريخ والأعيب السياسة قراءة في حقائق التاريخ


عزيز حمدي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 5320 - 2016 / 10 / 21 - 09:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قرار اليونسكو بين حقائق التاريخ والأعيب السياسة قراءة في حقائق التاريخ
بقلم عزيز المصري
احتفى الفلسطينيون بقرار المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الذي أكد أن المسجد الأقصى في مدينة القدس تراث إسلامي خالص , ومن قبله في أبريل 2016 أكد ذات المجلس علي اعتماد مصطلح " المسجد الأقصى ورفض مصطلح " جبل الهيكل أو هيكل سليمان " .
فرحة الفلسطينيين بالقرار جاءت على الرغم من اعتباره متأخرا، فقد أجمعوا على أن متابعة اليونسكو لتطبيق القرار ستنعكس إيجاباً على المسجد الأقصى وتحافظ عليه إرثا إسلاميا، وتصد الانتهاكات والاعتداءات المتواصلة عليه، والتي تقوم به إسرائيل ومؤسساتها الاستيطانية.
وهنا علينا توضيح الوجه التاريخي والأثري لمدينة القدس وتوضيح جملة من التفاصيل المتعلقة بالتوراة اليهودية وعلم الآثار في نسف الرواية الصهيونية , اعتمادا علي أراء بعض المؤرخين اليهود .
هناك العديد من العلماء والمؤرخين والباحثين الذين نجحوا في دحض الافتراءات الصهيونية وإبراز مدى الوهن في الاعتماد علي العلم التوراتي في البحث والتنقيب عن أثار يهودية , ومن بين هؤلاء الكاتب توماس طومسون وهو أستاذ علم الآثار في جامعة ماركويت في الولايات المتحدة الأمريكية , كان قد دعا في كتابه الأول "التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي " إلي نقض تاريخانية التوراة , أي عدم الاعتماد علي التوراة ككتاب لتاريخ المنطقة والحضارات , والي اعتماد الحفريات الأثرية وثروة الآثار الكتابية القديمة كمصدر لإعادة كتابة تاريخ المنطقة .
وبنفس السياق أيضا اتفق أستاذ الدراسات الدينية في جامعة ستيرلينغ الاسكتلندية كيث وايتلام في كتابه " اختراع إسرائيل وحجب فلسطين " مع استنتاجات توماس طومسون , ويشير إلي أن هناك عملية طمس ممنهجة لكثير من الدلالات التاريخية للمكتشفات الأثرية ومحاولة لتفسيرها بطريقة مغلوطة في أغلب الأحيان , ويرك وايتلام علي البعد السياسي من وراء محاولات الطمس والتفسير المغلوط للتاريخ , حيث يذكر أن تاريخ إسرائيل المخترع في حقل الدراسات التوراتية كان وما زال صياغة لغوية وأيديولوجية لما كان ينبغي أن تكون الممالك اليهودية عليه , وليس ما كانت عليه في الواقع , ويري أن الدراسات التوراتية القديمة كانت وما زالت مصدر شرعية تاريخية للأيدلوجية الصهيونية ودليل استمرارية زمنية وعقارية للدولة اليهودية في فلسطين.
وهناك أيضا البروفيسور الإسرائيلي زئيف هرتسوغ , أستاذ قسم الآثار وحضارة الشرق القديم في جامعة تل أبيب , قام بنشر مقالة جرئيه في ملحق جريدة هأرتس العبرية في تشرين أول 1999 , قال فيها أن سكان العالم سيذهلون , وليس فقط مواطنو إسرائيل والشعب اليهودي , عند سماع الحقائق التي باتت معروفة لعلماء الآثار الذين يتولون الحفريات منذ مدة من الزمن , ويصف هرتسوغ ما حصل بأنه انقلاب حقيقي في نظرة علماء الآثار الإسرائيليين إلي التوراة باعتبارها مصدر تاريخيا , وقال أيضا أن من الصعب قبول هذه الحقيقة , ولكن من الواضح للعلماء والباحثين اليوم أن شعب إسرائيل لم يقم في مصر ولم يته في الصحراء ولم يحتل الأرض من خلال حملة عسكرية ولم يستوطنها من خلال أسباطه الإثني عشر , وتبدو هنا شهادة هرتسوغ مثيرة للاهتمام وذات أهمية بالغة , كونها تصدر عن عالم أثار يهودي , يشاركه الرأي كما يقول هو معظم علماء الآثار الإسرائيليين , الأمر الذي يزيد من مصداقية التساؤلات المثارة حول التوراة وتاريخ بني إسرائيل وعلاقته بالمنطقة عموما .
ومن المؤرخين العرب هناك أيضا الدكتور كمال الصليبي , دكتور التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت ورئيس معهد الدراسات الملكية الدينية في عمان , في كتابه الأول بتفنيد المستندات الأثرية التي اعتمد عليها دعاة مدرسة علم الآثار التوراتي في إثبات علاقتهم بفلسطين وتأكيد الروايات التوراتية , ففي فصل " ما لم يكتشف في فلسطين " يكشف الصليبي التزوير الذي اعتمده أولبرايت في تحليل نتائج حفريات بئر السبع , ومناجم النحاس قرب أم الرشراش , والنقش الحجري الذي عثر عليه عام 1880 في سلوان قرب القدس , ونقوش تل الدوير أو ما يعرف بنقوش الاخيش قرب عسقلان , والنقش المؤابي , وبالإضافة إلي كشف الخطأ في تحليل سجلات تل العمارنة , والتي هي عبارة عن لوحات مسمارية تعود بتاريخها إلي القرن الرابع عشر قبل الميلاد اكتشفت في مصر في العام 1887.
تقول الباحثة مارغريت ستينر "إن بلدة أورشليم أُسِّسَت في بداية القرن التاسع قبل الميلاد، ولا علاقة لداود وسليمان بها" وقالت أيضا " لم يكن هناك أي مدينة لكي يحتلها داود...و أن تاريخ أورشليم يجب إعادة كتابته.
أما عالم الآثار الإسرائيلي "زئيف هرتسوغ" فقال " انه بعد الجهود الجبارة في مضمار التنقيب عن إسرائيل القديمة توصل علماء الآثار إلى نتيجة مخيفة: لم يكن هناك أي شئ على الإطلاق، حكايات الآباء مجرد أساطير، لم نهبط من مصر، لم نحتل فلسطين، ولا ذكر لإمبراطورية داود وسليمان".
أما "مائير بن دوف" ابرز علماء الآثار الإسرائيليين فقد قال انه لا يوجد أثار لما يسمى بجبل الهيكل تحت المسجد الأقصى.
وفي العام 1929 ومع اندلاع ثورة البراق ووقوع اشتباكات بين الفلسطينيين واليهود في منطقة حائط البراق , حيث كانت ذكري إحياء خراب الهيكل شكلت لجنة شو الأممية للتحقيق حول هذه الأحداث وخرجت بالتقرير التالي " تصرح اللجنة استنادًا إلى التحقيق الذي أجرته بأن ملكية الحائط وحق التصرف فيه‏‏ وما جاوره من الأماكن المبحوث عنها في هذا التقرير‏،‏ عائد للمسلمين‏،‏ ذلك أن الحائط نفسه ملك المسلمين‏ لكونه جزءاً لا يتجزأ من الحرم الشريف‏..‏ والرصيف الكائن عند الحائط‏‏ حيث يقيم اليهود صلواتهم‏،‏ هو أيضًا ملك للمسلمين".
وحول الأحداث المذكورة في القرآن الكريم لا يمكن الاعتماد عليها بشكل قطعي خاصة أن القرآن أورد تلك الأحداث والقصص دون ذكر جغرافية حدوثها , واكتفي بإعطاء العبر التاريخية لها , وبالتالي القران الكريم ليس كتاب جغرافي ولا تاريخي , وإنما كتاب قصصي لإعطاء العبر والمواعظ .
تداعيات قرار اليونسكو :
قبل الحديث عن تداعيات هذا القرار يجب أن نوضح أن هذا القرار ليس قرارا نهائيا مصدق عليه , بل هو توصية لإحدى لجان اليونسكو , ولا يصبح قرارا رسميا إلا بتصويت الجمعية العمومية للمنظمة في ابريل القادم في العاصمة باريس , وهنا علينا الانتباه إلي الضغوط الإسرائيلية التي تمارس علي بعض الدول لعدم التصويت لصالح القرار , وكانت الحكومة الإسرائيلية فور صدور القرار قد أعلنت قطع جميع إشكال التعاون مع منظمة اليونسكو , كما قامت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام بوقف تمويلها لأنشطة المنظمة والبالغة 80 مليون دولار .
إلا أن عدم تصويت بعض الدول الصديقة للشعب الفلسطيني يطرح عدة تساؤلات فقط كانت مفاجأة عدم تصويت الأرجنتين وتوغو والسويد وغياب تركمنستان الإسلامية عن التصويت , وتراجع المكسيك عن التصويت يحتاج الأمر وقفة من جانب الدبلوماسية الفلسطينية لإيضاح الأمر حول هذه المواقف .
الموقف الإسرائيلي :
عبر رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو علي قرار اليونسكو قائلا : مسرح العبث في اليونسكو مستمر ..واعتمدت هذه المنظمة قرار سخيفا ويبدو أنهم لم يقرؤوا التوراة جيدا , أمَّا الناطق باسم نتنياهو أوفير جندلمان؛ فقد عقّب على القرار خلال مقابلة له مع قناة BBC قائلًا: "قرار اليونسكو الذي أنكر حقيقة ارتباطنا بمقدساتنا -جبل الهيكل وحائط المبكى- وكذَب كأنَّ إسرائيل تمنع المسلمين في الصلاة في الحرم الشريف (بينما الحرم مفتوح أمام المصلين على مدار 365 يوما في السنة) هو قرار مخزي، وعارٌ على كلِّ من صوَّت لصالحه. هذه هي أيضًا خيانة لمهمة اليونسكو وهي الحفاظ على الحضارة البشرية ومواقعها الأثرية".
وكان قد شارك يوم الخمس أي بعد يومين من صدور قرار اليونسكو الآلاف من مؤيدي إسرائيل في العالم في مظاهرة في مدينة القدس تنديدا بقرار اليونسكو , حاملين الأعلام الدول التي صوتت ضد القرار .
وأيًّا تكُن التداعيات أو الآثار المترتبة على هذا القرار، أو الأسباب التي دفعت منظمة "اليونسكو" لاتخاذ هذا القرار؛ فإنَّ الباحث والمحلِّل يقف أمام جملةٍ من الأمور، أهمُّها:
1- إن طِباع اليهود لا تتغيَّر؛ فهم يقبلون بكلِّ ما يخدمُ مصالحَهم ويُثبِّت كيانَهم الغاصب، ويرفضون كلَّ حقيقةٍ دينيَّةٍ أو تاريخيَّةٍ أو قانونيَّةٍ أو سياسيَّةٍ تقضُّ مضاجِعَهم، وتُزلزلُ كيانهم الهش، وقد تجلَّى ذلك بوضوح عندما رأينا عشرات المرات قادة الاحتلال الصهيوني وهم يهرعون إلى مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدوليَّة لشكايةِ الفلسطينيين، والمطالبة بدعمٍ وتأييدٍ دوليَّيْن، وعندما أصدرت منظمة تتبع للأمم المتحدة قرارًا يتفق مع الحقائق التاريخيَّة، والوثائق الدَّامغة التي لا تقبل الزَّيْف صبَّ الاحتلال جام غضبِه على تلك المنظَّمة، ووصفها بعدم النَّزاهة أو الحياد، علاوةً على أنَّها تُمارس العبث!
2- إنَّ هذا القرار الصادر عن منظَّمةٍ دوليَّةٍ يُثبِّت المسلمين على أرضِهم، ويُشجِّعهم على التمسُّك بحقوقهم، ولكن لا ينبغي التعويل عليه كثيرًا؛ فقد صدرت عشرات القرارات والتوصيات الداعمة للفلسطينيِّين وحقوقهم، ولكن –وبكلِّ أسف- تبقى هذه القرارات طيّ الأرفف، حبرًا على ورق، حبيسةً في أروقة المنظَّمة الصادرة عنها، لا تجد للتنفيذ أو التطبيق سبيلًا!
3- لا يُسْتَبعد أن يكون لهذا القرار ما بعده على صعيد مطالبةِ الفلسطينيِّين بالاعتراف بكل القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة؛ إذ لا يُعْقل أن تُصفِّق لقرارٍ صادرٍ عن منظَّمةٍ دوليَّةٍ يدعم الحق الإسلامي والفلسطيني، ثم تنبذ قرارًا آخر لا يخدم مصالح الشعب الفلسطيني؛ كنبذ "الإرهاب"، والاعتراف بالكيان وشرعيَّة وجودِه على أرض فلسطين، وغير ذلك من القرارات الدوليَّة الظالمة الجائرة.
4- إنَّ هذا القرار هو امتدادٌ لسلسة تاريخيَّةٍ من القرارات التي تخدم القضيَّة الفلسطينيَّة؛ فقد أصدرت عصبة الأمم –قبل تأسيس هيئة الأمم المتحدة- عام 1930م قرارًا يقضي بملكيَّة حائط البراق للمسلمين، وهي تُعدُّ وثيقة تاريخيَّة يجب على المسلمين أن يتمسكوا بها، ولا يكفي التمسُّك بها، وإنما المناداة بتطبيقها.





#عزيز_حمدي_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز حمدي المصري - قرار اليونسكو بين حقائق التاريخ والأعيب السياسة قراءة في حقائق التاريخ