أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمدي موسي - قراصنة المنظمات














المزيد.....

قراصنة المنظمات


أحمدي موسي

الحوار المتمدن-العدد: 5318 - 2016 / 10 / 19 - 01:31
المحور: المجتمع المدني
    


فتح السوريون أعينهم، على عنوان جديد، في المشهد السياسي « منظمات المجتمع المدني » بعد تسلم بشار الأسد مقاليد الحكم في سوريا، عبر مهزلة تعد سابقة تاريخية . حيث تم تغيير الدستور السوري وقبل أعضاء مجلس الشعب هذا التغيير في دقائق . ترقب الجميع خطاب القسم وكان الأول الذي اتسم بالانفتاح، على عكس والده الذي كان قد أغلق سوريا على العالم وحولها إلى سجن كبير . سارع المثقفون والنشطاء المتسربون من الأحزاب اليسارية والشيوعية والقومية لفتح منتديات عدة تداولوا فيها الشأن العام والخاص وسمي وقتذاك بربيع دمشق . لم يمر الوقت الطويل حتى شعر النظام الأمني بخطورة هذه المنتديات وتأثيرها على النخب والعامة، فكان مصيرها الإغلاق المحكم، وزج أعضاءها والمنتمون أليها وزوارها في السجون لمدد لم تكن قصيرة . لكن المنتديات ورغم الإغلاق الأمني المحكم عليها كانت تعمل بسرية وأحياناً علنية وانخرطت فيها أحزاب كوردية بشكل رسمي في " إعلان دمشق " لتزيد على لونها الوطني البريق الجميل . لم تكن الذهنية الامنية مستعدة أن تتقبل هذا النوع الجديد السياسي والذي هز أركانه بعدة منتديات وندوات التي أخذت الطابع الثقافي، أكثر مما كانت سياسية . بقي اسم « منظمات المجتمع المدني » معلقاً في ذهنية الكوردي حتى فرض علينا الموت في 12 آذار وحصلت الانتفاضة المليونية هزت عرش الأسد وبات الحدث العالمي والاقليمي . وصلت هذه المنظمات الى المنطقة الكوردية، وشهرت أقلامها في توثيق ما حدث، لكن المراقب الكوردي شعر بالغبن ولمس الجميع بجلاء أنها لم تكن عادلة ومنصفة في تقريرها الأخير حيث كان واضحاً انهم جعلوا من الضحية والجلاد متساويان في كف ميزان واحد . كانت هذه المنظمات، متقتصرة على لجان حقوقية في غالبيتها، حتى دخل السوريون الثورة في عام 2011 لتنتعش دور هذه المنظمات وبشكل خاص بعد تسلح الثورة لتبدأ بالعمل الإغاثي في البداية، ومن ثم أخذت دور نشر الوعي وثقافة قبول المختلف في الرأي . أخذت المنطقة الكوردية حصتها في هذه المنظمات كونها تعرضت هي أيضاً للقصف والتدمير تارة من قبل النظام وتارة من التكفيرين وأخيراً داعش الإرهابي .. نشطت هذه المنظمات بشكل لافت هنا في المنطقة الكوردية مثلها كأخواتها في الداخل السوري في مجال الاغاثة ومن ثم نشطت كثيراً في نشر الوعي وثقافة السلم الأهلي . اللافت في الأمر أن الثورة تحولت عند الغالبية الانتهازية الى " ثروة " ودخل على هذا الخط « القراصنة » حيث استأثروا الدور الأكبر لهم وخطفوا كل الخطوط أمام الشرفاء اللذين هم كثر ويعملون في هذه المنظمات لكن بأقل ما يقدم للجميع بأضعاف الأضعاف بينما هناك من يستنشقون المقدم لهم تحت أسم مشاريع وهمية يصرفون القليل ويحشرون الباقي في جيوب معدودة . والاهم أن غالبية « القراصنة » هم خارج البلد منذ ما قبل الثورة والآن هم الذين يتحكمون في ضخ الأموال وتوزيعها، ناهيك عن فسادهم الكبير في هذه الأموال والتي بات الجميع مدرك لها ومنهم من كشف أمرهم وبدلوا أسماءهم والحوادث والأسماء والأرقام كثيرة ومعروفة . حيث أن الكثيرون منهم يستثمرون المنطقة الكوردية للعمل المدني لتزحف الأموال لجيوبهم ولا تصل تلك الاحتياجات الى منطقتنا . ومنهم يحولون عملهم من الداخل السوري إلى المنطقة الكوردية، ولا يصرفون عُشر الاموال المخصصة لهذه المشاريع على عكس المنطقة العربية السنية المشتعلة فيها الحرب .
في ظل السنوات الخمس ماذا كان بمقدور هذه المنظمات فعلها ولم تستطع ولا يخفى على أحد أن غالبية هذه المنظمات هي « بضاعة حزبية » وأقصد منظمات المنطقة الكوردية . لم تكن تكتفي الأحزاب الكوردية بفسادها ومصادرتها الحياة السياسية اخترعت هي منظمات مستقلة ولكن الفاعلون فيها كانوا ولازالوا حزبيين وقلما تلتقي بمنظمة لم تحشر الأحزاب رجالاتهم فيها . ومن جهة أخرى بسطت سلطة أمر الواقع الذي أعلنها حزب الاتحاد الديمقراطي من جانب واحد سلطانها على المنطقة الكوردية بقوة سلاحها وهي منظومة شمولية استبدادية، هذه السلطة التي احتكرت السلطة وامتصت الحياة السياسية، فلم تبخل في زج أزلامها في هذه المنظمات ليكونوا عيونها وبالتالي لتفرض قرارتها أيضاً عبرهم . إضافة الخطوط الحمر الكثيرة لعمل هذه المنظمات ومنها إن لم ترّخص نفسها فلن تستطيع العمل ، ومنهم مرخصون ولكنهم مقيدون من قبل هذه السلطة التي مازالت شرعيتها مطعونة . ومن لا يحصل على الترخيص ستتعرض المنظمة وأعضاءها، إلى مضايقات كثيرة ولجم عملها . وقد حصل اللجم مرات عدة وآخرها كان بعد الانفجار الهائل في قامشلو حيث ذهبت بعض المنظمات لتقديم العون عبر تنظيف الشوارع لم تقبل سلطة الأمر الواقع ورفضت . لكن بالرغم من هذا كله تبقى المؤاخذات على هذه المنظمات كثيرة وهي تتحمل القسط الأكبر من تعثرها في العمل الجماعي، من عدم قدرتها على تشبيك المنظمات علماً بمقدورها أن تصبح خلية العنكبوت وتمارس دورها وعملها، رغم المعوقات الكثيرة من شح التقديم المالي مقارنة بالداخل السوري . وعليها أن تضغط وتحصل على حصتها الكاملة كباقي الداخل السوري ولا تقبل أن تصبح البقرة الحلوب لهؤلاء « القراصنة » . ويبقى سؤال آخر : لماذا لم يسمع أحد أن منظمة مدنية قامت بإرسال ورشة عمل إلى القرى الآمنة وقامت بالتوعية فلربما، هي أيضاً ترى في نفسها أنها النسخة الكربونية من الحركة الكوردية وتقتصر تواجدها في المدن .



#أحمدي_موسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية وقطر تُعلقان على تقرير اللجنة المستقلة بالأمم المتح ...
- إعلام عبري: مجلس الأمن الإسرائيلي بحث سرا سيناريوهات اعتقال ...
- ذياب: يطالب بالافراج عن المعتقلين والنشطاء فورًا، ويقول سياد ...
- الخارجية الإسرائيلية: قرار ألمانيا تجديد التعاون مع -الأونرو ...
- بعد أنباء عن خروج السنوار من الأنفاق.. عائلات الأسرى تتظاهر ...
- تغطية حرب غزة.. قيود غربية على حرية التعبير؟
- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - أحمدي موسي - قراصنة المنظمات