أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهرة ديكر - أحلام و لسعات















المزيد.....

أحلام و لسعات


زهرة ديكر

الحوار المتمدن-العدد: 5309 - 2016 / 10 / 9 - 04:48
المحور: الادب والفن
    


ينضاف ديوان جديد لخزانة إصدارات الأستاذ عياد الحيان أستاذ الدراسات الأمازيغية بكلية إبن زهر بأكادير. هذا الديوان يحمل عنوان AjnDiD n Twargiwin(لسعات أحلام). صدر مؤخرا عن مطبعة الورود بإنزكان و هو الإصدار الثالث للكاتب في المجال الشعري بعد المجموعتين الشعريتين : wis sa ignwan 2010 (السماء السابعة) و tga tguri tislit ig as iD imilcil– " الكلمة عروس والليل عرسها "2011.
و المتتبع المتفحص لكتابات و إبداعات الشاعر عياد الحيان يجد أن جل أشعاره تخص المرأة, تحمل جبالا من الأشواق و قناطير من الحب و الهيام, تارة تهيج و تارة تتروى أو تفيض, و خلال هذا أو ذاك يكون الشاعر حاضرا متمرسا في كامل لياقته الشعرية , فيبدأ بمنازلة الحروف و الألفاظ ليفضي هذا النزال عن أبيات بليغة محملة بلغة الشوق و المناجاة و بالكثير من الآلام و العذابات , و هذا لا يجيده إلا من كان شاعرا بنيران الحب يتلضى.كل هذا جعل من شاعرنا في نظر طلبته و أصدقائه النسخة الأمازيغية لشاعر المرأة نزار قباني فأصبح يحلو للبعض أن يناديه "Nizar n imazighn".
لا يمكننا القول أن شاعرنا إختار حقلا بالورود مصفوف و لا طريقا بالرمل محفوف , كلنا نعلم أن المرأة في مجتمعنا لا تزال تعاني من تبعية التقاليد و العادات و ضيق المفاهيم و الأفكار, و لا يزال الرجل يراها عورة و يمنع المس بها أو الإقتراب منها حتى بالكلام العادي, فما بالك بالنظم و الأشعار و الغزل المقفى بكلمات الحب و المناجاة و الحنين. تلك الكلمات التي تذيب الصخر رمالا و تزيل الجليد عن القلوب المظلمة الصماء . لكن شاعرنا بسهام ألفاظه و سيوف أبياته أزال عنها هذه القيود و بعثرها أشلاءا و فتافيت , و أعطى للمرأة حريتها و كسر الطابوهات , وتمكن له أخيرا أن يزيل اللحاف عن و جه عروسه . فالمرأة في شعر عياد ألحيان تتخذ عدة أوصاف كلها تليق بها و تزيد , و القارئ الملاحظ لقصائد الشاعر يجد كما في هذا الكتاب الذي بين أيدينا و كما في الإصدارين السابقين لغته الشعرية بسيطة غير منمقة تعبر لتصل لنفسية القراء من خلال مواكب و ركبان من الكلمات المعبرة المثقلة بأوزان من الصفات الشعرية البليغة , و كلها تنبع من حبه الكبير و معاناته الشديدة لمحبوبته. هذا الحب الذي لا يمكننا إلا أن نقول عنه عذريا و من خلال عبورنا بحور أشعاره و غوصنا فيها , نجد ثلة من الأبيات تحمل نفس الرسالة و كلها موجهة لنفس الشخص ألا و هو محبوبته و غاليته التي يحلو له أن يسميها (قمر) Taziri , أو (الأميرة) Tagldunt.
اليوم سنتحدث بشكل بسيط غير مبالغ و بقراءة عابرة عن ديوان "أجنضيض ن تواركيوين" لشاعرنا الكبير عياد ألحيان , هذا الكتاب الذي يحمل بين طياته الكثير من مكنونات نفسية الشاعر التي أعيتها بعض الأسئلة فقرر أخيرا أن يطلق سراحها و يبعثها من مرقدها لتلسع القارئ بوابل من اللسعات الحارة, هذه الأسئلة التي ظلت لوقت طويل تضج مرقده و منامه, و ها قد أتى الوقت و الزمن لتتشكل كعنقود محبوك من الجواهر و الدرر وتلمع في ظلام ليله بأبيات بليغة ليس لها مثيل , و اليوم أراد لها الشاعر الخلود فقرر أن يتذوقها رفقة قراءه المخلصين كما تذوقها من قبل مع روحه و نفسه. والمرأة واحدة من خيالات الشاعر و أفكاره , فهو يهديها و يلبسها أفخر ما لديه من صفات بمادة شعرية بليغة , فتارة تكون الملكة و تارة أجمل المهور و تارة أخرى القمر في أبهى حلله , فكما يريد الشاعر لمحبوبته تكون , و قد صدق حين قال عنها في إحدى أبياته :
Tgit waZ ( أنت نادرة)
فمن منا ليست المرأة في حياته أندر ما يملك , إبتداءا من أمه مرورا بأخته ليبلغ زوجته و ابنته و لا ننسى نصيب حبيبته من هذه الندرة الغالية .
يحمل هذا الديوان العديد من الأسئلة التي فاضت كشلال من كلمات مسحورة , تتحول تباعا لنحلات تحمل كل منها لسعة بسؤال حير الشاعر فأراد له الجواب, لن أحدثكم عنها أكثر سأترككم لتجدوها أو تجدكم و لا تخشوا من مجابهتها فلسعات أحلام شاعرنا شفاء و دواء .و لكل من أراد جوابا لسؤال في الحب قد حيره أو لعلة من الوجد قد أتعبته فضالته "أجنضيض ن تواركيوين".
في مقدمة هذا الديوان نجد اهداءا جميلا معبرا جعل فيه الشاعر حلمه بمقام Tagrramt( المرابطة ) مما يجعلنا ندرك أن أحاسيس الشاعر المرهفة قد قطعت أوصال الحدود بينه و بين الخيال .
ها نحن قد تجاوزنا القليل من طريقنا في حقل لسعات الأحلام و سقطنا لتونا في أحضان ما تقطر به من حمى و آلام , و تابعنا سيرنا بكل جد و مثابرة , فتارة نسير الهوينى و تارة نهرول أو نركض , و غالبا ما نسقط في بحرها الغريب , بالسباحة و العوم نجتازه سالمين , فتحملنا موجات أحلام لاسعة نتلذذ بكلماتها و نفرح , فكل كلمة نحلة و كل حرف لسعة تتقطر عسلا لذيذا شفاءا للأرواح المعذبة بالحنين و طول الإنتظار و الأنين. يتداركنا الشاعر بسؤاله الأول أو إن صح القول بلسعته الأولى التي يرسلها لحبيبته (قولي لي لماذا) Ini iyi makh هذه الجملة لا تحمل سؤالا فقط بل حسرة و لوعة مما يحمل الشاعر على تكرارها مرارا و يجيب نفسه في كل مرة Is d is ur tssnt ( هل حقا لا تعلمين)هنا يبدأ الشاعر ينوح و يئن بكلمات تقطر حسرة و حبا و حنانا , فنرمقها تهيج بنيران الشوق و الوجد , هكذا يرينا الشاعر كيف باتت حاله و كيف أن الشوق و الحسرة قاتلاه لا محالة , و كيف أنه أصبح قريبا جدا من تحوله لغابة يسودها الظلام و أنه يريد فقط لمحبوبته أن تكون هي نوره الذي به يستنير ظلمات طريقه الضائع في متاهات لا نهائية.
و نجد أن هذين السؤالين ليسا إلا صدى يتردد على طول الديوان ليحس و يستشعر به كل الوالهين و المحبين و ما بالك إن كان من يطرحه شاعرا يحمل كل صفاته و أحاسيسه المرهفة, و هو أيضا حوار بين الشاعر و نفسه في محاولات مستميتة لمعرفة أجوبة عانى منها بشدة و لم يجد من يشفي غليله بإجابة شافية حتى الآن.
يحمل هذا الكتاب آلام الإنسان الولهان , آلام الشوق و نيرانه , التي بات من المستحيل أن تجد من يروي عطشها و يفهم مرادها, و يحمل كذلك هموم الشاعر و آلامه , و يصف لنا جادا كل القيود التي عانى منها في حب حياته حتى يتسنى لنا إدراك ما يعاني في صمت ممزوج بصبر جميل.رغم أن هذا الكتاب يحمل آلاما و معاناة شديدين , يظهر لنا في وجهه الآخر جمالية من نوع خاص , جمالية تلك الأنثى النادرة التي يمكن أن تكون حبيبة أي كان و في أي زمان أو مكان.
و هكذا بين "قولي لي لماذا ؟" و " هل حقا لا تعلمين" يبكي الشاعر بمرارة المجروح والمكلوم , يبكي أياما قد مضت و أياما قد تأتي دون إدراك حبيبته , فهو وحده فقط يعلم ما يجد و ما يعاني.
كثيرا ما يكون شاعرنا يستجدي الكلمات فيأخذ درر الحروف, حروف مذهبة بالحسرات ملفوفة , و ها هو يحرث سطورا من شوق و ولع , فأينعت سريعا و أزهرت عن قصيدة شهية مثيرة , لكنها بلباس اللسعات قد تسربلت في أبهى حلة , لسعات فكر و خيال كسرت الطابوهات و أدركت المستحيل , و ها نحن نراها جوادا في المدى يسير و يجري للريح رفيق, ريح تحمل معها كوابيس ليالي طوال تلك الليالي التي جعلته يخشى النوم و يتحاشاه , و نراه أيضا صقرا بين السحب يطير , ينظر و ينتظر أن يرى و يلمح في حقول السهر و جه غاليته , ينتظر دون كلل أو ملل , و جهها عيناها محياها و ابتسامتها فقط هي من تحييه و تعيد لأنفاسه الروح و الصدى, فتبا للإنتظار و للوجع , ذلك الوجه الماسي مراده و غايته لكن هيهات ؟؟ قاسية القلب ترفض إلا أن تستكين بعيدا.
رغم كل هذا الوجد و الشوق و الولع , تحطمت آمال الشاعر على صخرات الأحلام الصماء , ليظل هو يرفض الواقع, فلم يقبله ؟ أوليست أحلامه ألطف و لسعاتها أحن؟
و ينتهي هذا الديوان بقصيدة طويلة بعنوان Tagldunt ( الأميرة ) هنا انتهت أسئلة الشاعر التي ظنناها لا متناهية , و هنا نجده يتغنى بجمالية محبوبته ذلك الجمال النادر الوجود , و هي في هذه القصيدة ملكة بكل المقاييس , ففي السماء Taziri و في الأرض Tanirt , لكن شاعرنا قد مل من طرح الأسئلة فأعلن أخيرا الحرب على حبه و شوقه , و قرع طبول الصمت و اللامبالاة, فنسمعه يبوح بجملته الأخيرة التي تقول أنه قد حان الوقت الذي سيحيط حبه هذا بسور الصين العظيم لكي يرتاح أخيرا من حزنه و آلامه , فحبه مستحيل لا محالة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- دربونة العوادين.. زقاق الموسيقى الذي عبر منه كبار الطرب العر ...
- مخرج فيلم -سوبرمان- يقول إنه وجد -أعظم نجم في العالم-
- “متوفر قريباً” موعد إعلان تنسيق الدبلومات الفنية 2025 جميع ا ...
- رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور صدورها عبر ...
- صناع سينما وثائقية: أنظارنا تتجه نحو غزة ولن نتوقف عن التوثي ...
- أفريقيا تحظى بأهمية متزايدة لدى اليونسكو بعد تهميش طويل
- تامر حسني مُعلقًا على حريق سنترال رمسيس: -فيلم ريستارت يتحقق ...
- رابط رسمي نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الأول عقب ظهورها ...
- من الركام إلى الولادة.. إعادة تعريف التمثيل الوطني الفلسطيني ...
- من الجرح نصنع الحياة.. كيف تشفي الكتابة الإبداعية والمسرح أر ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهرة ديكر - أحلام و لسعات