حامد محضاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5303 - 2016 / 10 / 3 - 18:47
المحور:
الادب والفن
لم أمت
كنت حيا يوم جنازتي و بعدها بأيام
طالعت عيون الباكين
سرت بين صفوف المشيعين
رأيت من يحفر قبري
و الأفراد الذين تكرموا بدفني
كنت خلفهم أرى مسيرتهم المغادرة
إلتفت إلى قبري هامسا
لك رفاق هنا... سأعود يوما ما
مشيت بعد الجنازة كثيرا
و كررت زيارة أماكن طفولتي
جلست وحيدا بغرفتي
و تجولت هنا و هناك
لا شئ تغير
فقط رقم كان و مضى
سمعت سيرتي في المقهى
عجبت لتغير الصفات
و أحاديث الأصدقاء و الأعداء
رأيت كل الأجسام و الأشياء
عارية الأثواب و الأقنعة
وحيدا كنت أرى الحقيقة
لأني مسجل في أرشيف الغياب
لم يكتشف أحد حضوري
لأيام بقيت على هذه الحال
فهمت أن البكاء نوع من الأراجيف
و صلته بالسياسة أقرب من الأحاسيس
علمت أن ذكر الموتى بخير مجرد بروتوكول
علمت مدى كبر سوق الأقنعة
مدى تباين الظاهر و التفاصيل
رحلت بعد أيام إلى قبري
كي لا أجني سراب ما تبقى لي من قناعات بريئة.
#حامد_محضاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟