التحدي

. حسن البياتي

الحوار المتمدن-العدد: 5298 - 2016 / 9 / 28 - 22:33
المحور: الادب والفن
    

التحدي*

. حسن البياتي


لو هـانَ كلُّ الخـلق مــا هنـــتُ
او قامـــت الطامـــة ُ مـا لِـنــْت ُ
أغنيتي ، مهــمـا تناءى الــورى
عن شدوها وانكمش الوقـــت ُ ،
تظلّ ترعى فـي حمـى أضلعـي
وفي غـــد يحــــدو بها الـنوت
يا غربتي ، ما أنت في خاطــري
سوى سـراب ٍ ما لــــهُ سَـمْــتُ
في عـلــب مكبـوتة ، والـــورى
يـلعـــق ما يـفــــرزه الكـــــبـت
يا وطـني ، يا سِــفر كـــلّ الألى
ينبــض في وجــدانهم صــوت
إنْ قـــيـل عــني إنــني صــرت ُ
أســـــيرَ بهــــتانهمو ، قـلـــت :
يا أيــــــها الأقــــزام فــــلـتأتوا
برهـــانــَـــكمْ بأنني ضــعــــت
أو تلـجـم اللعــــنة ُ أفـواهــــــكم
إنْ عجزتْ ، أو يُخزها الصمت
أغــــــــنيتي أرفـــدُها من دمــي
فــــإن توانيـتُ فـــــــلا كنــــت
يا بصرتي ، يا شطــّـنا ، في غد ٍ
يشــــــمخُ في بســــتاننا النبت
ســـــــفـينة الأشـــــرار لا بدّ أن
تـأكـــلـها النيــــران والزفـــت
سفينة ، مســـوخ ُ أشقى الورى
تقــــودها ، وقودُها الســــحت
أشــــرعة ُ القرصان تسـعى بها
لشـــــاطئ ٍ رمالـُــــه المقـــت
شـــــعارُهم إزهاقُ أحـلى المنى
والحــقدُ والتنكيل والشمـــت
أقـــــول ، مهما اندفعوا نحونا :
يا أيها الأوغـــاد لن تـشـــتوا !
أمواجــنا مشــــحونة ٌ بالردى
وريحــُـنا عواصـــــــــفٌ تعتو
فانكفـــئوا ، ليــس لكـــم عـندنا
مـــــــاء ٌ ولا زاد ولا بـيـــــت
وانكـفـــئوا ، هـــذي ديارٌ لــها
قدســــــية ٌ ، ودونـــها الموت
شــــطآنها البارود ُ يُرغـي بها
والقـــار ُ والكــبريت والزيت ُ ...

البصرة - 7 نيسان 1981

* التحدي: كتبت في 7 نيسان 1981 في البصرة، وهو تاريخ له دلالته، تصادف فيه ذكرى تأسيس حزب البعث العفلقي. وفي هذا التاريخ صدر امر نقلي (لاسباب سياسية) من جامعة البصرة، بقرار فوقي مذيل بتوقيع طه ياسين رمضان، الى عمل وظيفي صغير في الادارة المحلية لمحافظة البصرة، علما انني كنت احد الاساتذة الذين وضعوا الاسس العلمية والاكاديمية والثقافية الاولى لجامعة البصرة. وهذه القصيدة هي واحدة من قصائدي التي تحمل روح التحدي الصامت، آنذاك. وهو اضعف الايمان.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل