أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أ.جهاد حسين - الجابري قارئا للقرآن ( ١ )














المزيد.....

الجابري قارئا للقرآن ( ١ )


أ.جهاد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5295 - 2016 / 9 / 25 - 16:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" إن كل قراءة هي تأويل " بول ريكور

لقد وضح الجابري رؤيته المركزية حول التراث منذ بداية إشتغاله الفلسفي فيه ، وهي الرؤية التي سيدخل بها مستكشفا الخطاب القرآني، في نظر رؤية يجب أن يكون المقروء معاصرا لنفسه ومعاصرا لنا في وقت واحد ، وإن كان الجابري قد أكد مرارا أنه لا يعتبر القرآن جزءاً من التراث، إنما هو ( فوق التراث ) ، فالتراث هو جميع انواع الفهم التي شهدها علماء المسلمين لأنفسهم حول القرآن، أي ما هو ( بشري ) حول الخطاب الإلهي، وهذا الفهم هو قابل للنقد والتجاوز والشك والتصويب والزيادة ، مما يعني أن الدخول إلى النص تحليلا وإستحضارا عملية ممكنة ، ولكن ماذا يقصد الجابري بأن يكون القرآن أيضاً (معاصر لنفسه) ؟
للإجابة عن هذا السؤال لابد من استحضار ما يعنيه الجابري بمفهومه ( معاصرا لنفسه ) . يقصد الجابري أن يكون المقروء متناسقا مع بيئة نزوله وتشكله . فيقول : (فالظاهرة القرآنية ، وإن كانت في جوهرها تجربة روحية و نبوة ورسالة، فهي في إنتمائها اللغوي والاجتماعي والثقافي ظاهرة عربية) فالقرآن بالنسبة للجابري تم ( استحضار ) معانيه وفقاً لإنتمائه الثقافي والاجتماعي وحتى الآن يتم هذا الاستحضار، ولكن ما يريده الجابري بدخوله إلى القرآن هو التعريف به تعريفا ينأى به عن التوظيف الآيدولوجي كنص محوري مؤسس لعالم جديد كان ملتقي لحضارات وثقافات شديدة التنوع، فبالنسبة للجابري القرآن يشكل محورا أساسيا في الحاضر كما كان في الماضي، فالولوج إليه يعني الولوج إلى عمق الثقافة العربية وروح التراث العربي الإسلامي، لقد فكر الجابري في هذا العمل بعد أحداث 11 أيلول، أي بعد ما يسمى بالنكسة تماماً كما فكر في مؤلفه ( نحن والتراث ) و ( نقد العقل العربي ) بعد هزيمة 1967 أي بداية ما يسميه جورج طرابيشي (بالنكوص) العربي مما يعني أن مشروعه الكلي ومدخله إلى القرآن الكريم لهما مرام وغايات واحدة أملاها الواقع العربي المعاصر وهي المشاركة في إصلاح هذا الواقع إصلاحا دينياً وثقافياً وسياسياً، وهذا الإصلاح لا يتأتى اذا لم يتم استحضار القرآن باعتباره متصلاً بأحداث الواقع العربي وحركته لهذا اختار الجابري الدخول إليه لترتيب أسباب النزول وليس المصحف الحالي لإستكشاف الأحداث كما يعبر عنها كأحداث قرآنية لها أحداث ومقاصد خاصة، فيطرح الجابري عدة أسئلة ليربط ( المقروء بنفسه ) ويجعله معاصرا لذاته مثل:
هل يمكن فصل الدعوة المحمدية عن السياسة والتاريخ؟
وهل يمكن الفصل في القرآن بين الدين والدنيا ؟ وهل يمكن إصلاح حاضرنا دون إصلاح فهمنا لماضينا ؟
فكل هذه الأسئلة يضعها الجابري لفهم ( الظاهرة القرآنية ) بتعبير المفكر الجزائري مالك بن نبي في سياقها لتكون معاصرة لنفسها وبيئة نزولها، فهل بهذه الرؤية التي يطرح الجابري كان ( تاريخيا ً) ؟
وهل ترتيب أسباب النزول اجتهاديا أم توقيفيا، أي أن الوحي أنزل مرتبا على هذا الشكل؟
الترتيب بحسب أسباب النزول وجدل التاريخية :
إن رؤية الجابري المركزية التي تضمن عدم الانزلاق في اعتبار بعض نتائجه خطايا ذات طابع مدنس وليست أخطاء بحكم الزمان والطبيعة البشرية، فالجابري عندما يقول: "معاصرا لنفسه ومعاصرا لنا يريد بذلك إقامة علاقة عقلانية بين أسباب نزول الوحي وأنماطه التي اتخذها وبين وضعية تاريخية أخرى فيما يخص الخطاب القرآني، كونه منبعا لتلك الأنماط. ويتضح لنا من هذه العلاقة أن تاريخية الجابري كمنهج التي طبقها في أعماله الأولى لا يعني بأي حال انه حبس مجمل الخطاب القرآني بمنهجية أسباب النزول وتتبعها في لحظة تاريخية بعينها، فهو لم يكف عن التعامل معها كطريق للفهم والتأويل، فالدخول إلى الخطاب القرآني انطلاقاً من سياقه ومنبعه لا يعني إهمال تطوراته الأخرى التي يكتسبها من بنيته فقد قال الأصوليون من قبل ( العبرة بعموم اللفظ ) ...،وقالوا ،...طريق قوي لفهم كتاب الله ...،وطبعا دون إختزاله في ثقافة بيئته فاتخاذ مسافة من النص لفمه في سياقه لا تعني عدم الايمان به انما تعني عدم الايمان به كلاهوت محض متعالي بل كلاهوت محايث



#أ.جهاد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أ.جهاد حسين - الجابري قارئا للقرآن ( ١ )