أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الوهاب الروحاني - صنعاء .. ولعنة التاريخ التي ستلاحقهم..!!















المزيد.....

صنعاء .. ولعنة التاريخ التي ستلاحقهم..!!


عبد الوهاب الروحاني

الحوار المتمدن-العدد: 5293 - 2016 / 9 / 23 - 12:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


     
        

     صنعا .. ولعنة التاريخ التي ستلاحقهم ..!!
             
            د. عبد الوهاب الروحاني
    رئيس مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية
               وزير ثقافة يمني سابق

    صنعاء .. الايقونة الاثرية, ذات البعد الانساني في التاريخ العالمي تقصف بالصواريخ .. مواقع اثرية يمنية عريقة تتعرض للتدمير في القاهرة واشرفية تعز .. وفي كوكبان, وحجة .. وصيرة وصهاريج عدن, وآثار ذمار .. في قلاع وحصون ومساجد تاريخية في البيضاء, وزبيد, وحضرموت ..كلها تتعرض لخراب متعمد وانتقام ممنهج.

  تاريخنا يدمر ..اطفالنا .. فلذات اكبادنا تقتل في الشوارع والاحياء والحارات الصغيرة في صنعاء وفي كل المدن والقرى اليمنية برصاص الاخوة الاعداء .. وبصواريخ غزاة مليئين بحقد مدمر لا حدود له.. والصمت مطبق .. مطبق حتى الموت .

     رفعت الأقلام وجفت الصحف .. ولم يعد للكلمة معنى أو تأثيرا .. ولم يعد للشرف قيمة ايضا .. صار الوطن باستمرار وتقادم دراما الموت والدمار والخيانات سلعة رخيصة في سوق النخاسة والبيع والشراء .. رعى الله الأيام كان الأستاذ محمد الزرقة - رحمة الله تغشاه - عندما ترفع المملكة عصاها على اليمن هنا اوهناك .. كان يكتب افتتاحيه الثورة ويفند حال الوضع السعودي وعلاقة آل سعود بالحكم فكانت اياديهم ترتعش وقصورهم تهتز .

    ذلك كان .. حينما  كان للولاء الوطني في اليمن معناه .. وحينما كان الدفاع عن ال سعود خيانة, ليس لأنهم اثرياء ونحن فقراء, وليس لأنهم يريدون ان يكونوا القوة المسيطرة في المنطقة ونحن دولة هامشية, لا .. وإنما لأنهم لا يريدون أن تكون لليمن دولة اصلا, ولأنهم حاربوا خروج اليمنيين من "القمقم", وحاربوا ثورة الشعب على الظلم والجهل والفقر والتخلف, ولأنهم  من اعاق ويعيق مسيرة الوحدة والبناء ..

حروب ومسميات:
   حاربت السعودية اليمن في الثلاثينات بمبرر حماية الادارسة الذين تمردوا وحاولوا الانفصال عن صنعاء في إقليم نجران وجيزان وعسير .. وانتهت الحرب عمليا بطرد الاداسة وسيطرة آل سعود على الإقليم اليمني, وفقد اليمن شطرا منه .. وحاربت السعودية اليمن في عقد الستينات من القرن الماضي بمبرر مقاومة المد الجمهوري على حدودها والحفاظ على سلطة المملكة والامامة الزيدية -الشيعية, وحارب السعوديون جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه (جنوبنا الحبيب) خلال عقدين من الزمن بمبرر محاربة المد الشيوعي الماركسي في المنطقه .. واليوم يحاربون اليمن بمبرر اعادة الشرعية الديمقراطية للجمهورية برئاسة هادي, ومحاربة المد الشيعي الفارسي في اليمن ...!!! خوفا على نظامهم "الديمقراطي" من التأثير والتأثر ..!!!

  السعودية عبر تايخها القصير, اثخنت الجراح في اليمنيين .. فهي في الواقع لا تحارب من أجل هذا أو ذاك, إنما هي تحارب نهضة اليمن وتنميته وتحارب تايخه وثقافته وانفتاحه .. هي باختصار تحارب من أجل أن يظل اليمن فقيرا, متسولا , جائعا .. ولذلك هي تحارب اليمنيين تحت أي مسمى .. المهم أن يظل اليمنيون حفاة عراة ليس بيدهم سوى الطاعة والابتذال والتسبيح بحمد وكرم المملكة.

كانت هناك كرامة:
   لقد تغير الوضع يا أصدقاء .. كان لدى البعض كرامة .. حتى المرتزقة, والعملاء, والاماميين كانت لديهم كرامة , وكانوا يدارون عن انفسهم  إذا باعوا واشتروا باسم الوطن .. نعم لقد تغير الوضع وظهر الآن للعلن ما كشف عنه البردوني مبكرا حينما قال ضمن ماقال :

أمير النفط نحن يداك. نحن أحد أنيابك **

ونحن القادة العطشى إلى فضلات أكوابك

لقد جئنا نجر الشعب في أعتاب اعتابك**
ونأتي كل ما تهوى نمسح نعل حجابك

   جروا الشعب المسكين من "نخره" إلى المذلة والمهانة .. كانوا يترزقون ويدلسون على الوطن خفية وعبر الحج والعمرة و" لقاط المسابح"  أما اليوم فقد أصبح الولاء للخارج المعتدي ولمن يفتك بكرامة اليمنيين -أيا كان- هو الأسمى, وهو ذكاء وفطنة وسياسة وكياسة .. هكذا أصبح حالنا - للاسف.

     فماذا عسانا إذن أن نقول؟! وماذا عسانا أن نكتب ؟ وقد امنعوا في تجهيل الناس, وأصبح في الوطن من يتضور جوعا ويعاني صنوفا من جور وظلم الكل, ورصاص الكل, وجبروت الكل, وكهنوت الكل وهو في نفس الوقت يدعو بالنصر لمن يظلمه ويمتهن كرامته ..!!  ..

دروشة ورصاص:
    كلهم يا صاحبي يدروشون باسم الدين ويكذبون على الله وعلى الناس باسم الشريعة .. كلهم الآن يحملون السلاح ويطلقون الرصاص, وكلهم يقتلون باسم المذهب بينما مذاهبهم منهم براء وتتبرأ منهم ليل نهار.. ليتهم يحملون السلاح من أجل سيادة الأمة وبناء الدولة وحماية النظام ورعاية المواطن ..!!

     تلك  هي حقيقة ما يجري في "بلاد يمن الإيمان والحكمة" ..!! ..

   اليوم تضرب صنعاء القديمة .. وتتعرض لدمار وخراب لم يسبق له مثيل في التاريخ  وهي مسجله ضمن التراث الإنساني العالمي وتحت مسؤلية اليونسكو .. واليونسكو لم ولن تحرك ساكنا .. والمنظمة العربية للثقافة والتربية والعلوم (Alecso) لم يعد فيها شيء من عرق عربي أو ثقافي ينبض .. كذلك هي المنظمة الاسلامية للثقافة والتربية والعلوم (Isesco), كفرت هي الاخرى بالتراث الاسلامي وخرست عن الدعوة للحفاظ عليه وحمايته .. لعن الله المال, مادخل في سياسة أو دين أو ثقافة أو تربية أو علم أو بيت نزيه طاهر إلا دنسه وافسده.

ِ 
    مبررات .. وسببان :
        يبررون لأنفسهم تدمير صنعاء ويسوقون حججهم لأسقاط حممهم عليها ..  لكنها حجج ومبررات سمجة.. هم يفجرون مخزونهم الهائل من الكراهية على هذا المعلم الحضاري الجميل , ونحن نزداد ثقة في أن صنعاء مدينة محمية -كما تعلمنا في كتب التاريخ.

صنعاء التي تعانق السماء بمآدنها, وتزدان باخضرار وجمال مقاشمها .. وتتأنق بفرادة بنيانها ..ليس فيها مكانا لاطلاق الصواريخ وليس فيها منشآت نووية .. في صنعاء زخارف نادرة وأسواق متناسقة .. فيها تصنع فصوص العقيق اليماني, وفيها مشربيات ومنمنمات  وألوان تفوق ألوان الطيف .. في صنعاء أناس طيبون يفيضون  نبلا ويقطرون لطفا واخلاقا ..وفيها ايضا مخافر للشرطة والأمن والنظام ..لكن ليس فيها منشآت حيوية كما يزعمون.

    من وقت مبكر. كنت - ولا أزال - ضد وجود منشآت امنية - أيا كانت - داخل أسوار صنعاء وأسوار المدن بصورة عامه, وكنت ممن عارض وبقوة تحويل مباني دار الأيتام بقلب صنعاء القديمة إلى موقع أمني لسببين :

     الأول: أن صنعاء القديمة هي مدينة اثرية وشوارعها لا تتسع لتقافز الأبطال وزحمة "الميري" .. ومبانيها لا تحتمل حركة وادخنة العربات والمدرعات .. ثم ان المناظر المسلحة فيها تحدث في وجهها السياحي والاثري خدوشا لا تروق لعشاقها من السواح الإيطاليين والفرنسيين والالمان والسويديبن الذين تغنوا بجمالها وكتبوا عن زخرفها وألوان قمرياتها وآجورها ونقاء جوها منذ أكثر من خمسمأة عام.

     الثاني: كل البنى الصنعانيه هي ذات طابع ثقافي ولا تصلح إلا للاستخدام الثقافي.. فهي رائعة وبديعة حينما تكون بيوتا للفن والأدب .. والشعر. والموسيقى.

  صنعاء .. مدينة الحب والجمال .. المدينة التي تسكن فيها عبقرية واصالة الإنسان اليمني العظيم تتعرض اليوم لتدمير  مقصود .. لا لشيء وإنما لأن فيها تاريخا يؤصل لعراقة وازهار وحضارة اليمنيين.

   خراب صنعاء مسؤليتنا .. مسؤلية وطنية وانسانية .. يجب أن يحميها اليمنيون قبل غيرهم, ويضعونها في حدقات أعينهم, لأنها حضنهم الدافئ حين تعبث بهم العواصف, ووجتهم الامنةحين تغلق الأبواب في وجوههم.

     صنعاء.. مدينة مفتوحة:
         صنعاء, قبلة التاريخ .. وملهمة الادباء والمؤرخين .. هي معشوقة وضاح اليمن, والم البردوني, وهواء ونقاء امين الريحاني, وحزن وفرح المقالح.. صنعاء هي المدينة المفتوحة عند محمد عبد الولي, وهي غانية سليمان العيسى, وفن وجمال الكون عند جراسيموف .. وايقونة التراث الإنساني عند احمد فخري, ومهبط التسامح والمحبة عند الرحالة الدنماركي كريستين نيوبور .

    انتم تمعنون في تدمير صنعاء بحثا عن خصمكم .. ونحن نعرف من هو خصمكم فيها .. ونعرف لماذا تدمرون تراث وتاريخ اليمن ..نعرف أن خصمكم هو التراث وثأركم هو مع الهوية والتاريخ .. لأنكم بلا تاريخ وبلا هوية .. لكن صدقوني .. التاريخ لن يرحم .. ستلاحقكم لعنات سبأ. وانكم ورب الكعبة لخاسرون.

د. عبد الوهاب الروحاني
وزير ثقافة يمني سابق



#عبد_الوهاب_الروحاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد الوهاب الروحاني - صنعاء .. ولعنة التاريخ التي ستلاحقهم..!!