جهاد حسين
الحوار المتمدن-العدد: 5291 - 2016 / 9 / 21 - 21:23
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الاستعلاء الايماني في الصدر الاول
الصدر دون العالمين او القبر
أنوية المجال التداولي
الفرقة الناجية داخل المجال التداولي
لامندوحة ان الارهاب فعلا ماديا تخلفة مشاعر دينية مركبة يتفاعل فيها ماهو متعالي داخل الانسان مع ماهو ارضي فيحرك احدهما الاخر فيتشكل منظار محددا بما هو اعلى داخل الانسان ويحكم التصورات والافعال .
ان الاستعلاء الايماني هي تلك الدرجة التي يصلها الايمان فيصعب عليه ان يتعايش مع الكفر في ايطار واحد دون ان يكون هناك تمايزا حقوقيا او ثقافيا او معرفيا وياخذ هذا الاستعلاء شكلا سجاليا فيغدو متصارعا مع وجوده الارضي الذي لايخضع لسطة ما يحمل من ايمان وتصورات منبثقة عنه كما يرى سيد قطب اذ يقول , الاستعلاء على قوى الأرض الحائدة عن منهج الإيمان . وعلى قيم الأرض التي لم تنبثق من أصل الإيمان .وعلى تقاليد الأرض التي لم يصغها الإيمان ، وعلى قوانين الأرض التي لم يشرعها الإيمان ، وعلى أوضاع الأرض التي لم ينشئها الإيمان
فهذا النص القطبي لا يؤسس لمشاعر الاستعلاء لدى المسلم بقدر ما يؤججها فهي موجودة بشكل تراكمي لدى المسلم اذ يحتسي "الاستعلاء الايماني " دونما وعي فينشأ بصورة اختزالية لا يرى العالم الا من خلالها فكلما توسع في وجوده الارضي ومشكلاته المتجدده نجده يمتلك الحل مسبقا ملخصا في مقولات كلية "التوحيد ,الجهاد,حتمية العودة الى السماء , وان لم يوجد هذا الحل او هو غير ممكن التطبيق يجب الالتزام به كحل مع الدفاع عنه لانه ينبثق من "الايمان " في حالة من النرجسية الدينية والتي تصل اوجها في حالة "الانتحاريين " تكون هناك حالة من "الرادكالية " في العامل مع الواقع اذ يغدو ضمير المسلم "عدميا " تجاه الارض يقول سيد قطب
إن الطريق شاقة،إن الطريق ليست مفروشة بالورود،إن الطريق مليئة بالأشواك لا.بل إنها مفروشة بالأشلاء ،مزينة بالدماء،غير مزينة بالورودِ والرياحين
" فلا يمكن بناء الارض الا من خلال هدمها بتعدد ماهو انساني فيها وبناءه على رؤية واحدة هي اغلى من الدماء التي يمكن ان تسفك يكون الايمان فيها جدارا عازلا عن كل ما يشغله عن هدفه
الاستعلاء الايماني في العهد الاول
ان الاستعلاء الايماني في العهد الاول هو وليد هذا العهد وهذا العصر حيث يبحث المؤمن دوما عن مشروعية "تاريخية " لحالته الايمانية .
لا مندوحة ان الايمان في بدايته الاولى بدأ متسامحا لكن لم يخلو هذا التسامح من وعود بالتمكين لفئة المؤمنين فيكون دافعا للمزيد من الايمان والمزيد من الجهد والصبر عليه فتتوحد الموت والحياة في سبيل واحد .
الصدر دون العالمين او القبر
ان هذه الثنائية لاتخلو ايضا من العدمية بشكلها الديني اذ يغدو الوجود الارضي صراعا دائما بين مسميات لا تتصور ان هناك مشترك بينها يجعلها متساوية في وجودها الارضي, هنا يعمل الاستعلاء الايماني عمل "المحفز " للشعور بالافضلية في الوجود الذي يترتب عليه علو ارضي وهذا العلو الارضي ليس بالضرورة ان تكون له اسباب ارضية او "حضارية " انما هو امر الهي مقضي في الازل "وانتم الاعلون " في كل الاحوال ,الضعف والقوة, بل ان التعالي بالايمان في لحظات الانحسار الحضاري والتراجع والتخلف لهو اسمى في الادبيات الاسلامية من التعالي الايماني في لحظات القوة والفاعلية .
تحكم هذه الثنائية العقل المسلم للدرجة التي يصبح فيها وجوده خارج الارض افضل من وجوده فيها وهي تدور حول نفسها بغير الطريقة التي يريد ويتصور انطلاقا من ايمانه ولكن لا قيمة لأي نشاط حضاري وارضي إلا بتجمّع لحيوات وتصورات كثيرة وعديدة، دونما اعتلاء لبعضها فوق بعض.
انوية المجال التداولي
ان الحديث عن مجال تداولي خاص بقيم الاسلام ليس حديثا عن منتجات جديدة تمثل راهن المسلم وحاضرة انما هو حديث عما ينبقي ان يكون عليه العالم وفقا لصورة محددة داخل هذا المجال وهي صورة انتجت في لحظات تاريخية سابقة غدت تشكل الهوية النهائية للمسلم المعاصر فالمسلم بخصوصية ما يمتلك كتبت له الهيمنة النظرية على بقية التصورات وهي خصوصية منغلقة وليست منفتحة كما انها دينية وليست فلسفية مما يرفع نسبة التقديس والاستعلاء بها مما يجعل انخراط المسلم في الكونية الحضارية امرا متعذرا فما يحمل من تصورات عن نفسه وعن الانسانية والكون مقولات غير قابلة للحركة والتجاوز الذي هو سنة الوجود الانساني منذ وجوده على الارض خصوصا ان ثقافة هذا المجال التداولي ومقولاته قابلة للتأليه والالتحام المستمر بماهو الهي للدرجة التي يصعب احيانا على الفرد فيه ان يفصل بينما هو الهي وبشري .
أنوية الفرقة الناجية
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة"
النبي محمد عليه السلام
بمقولة "الفرقة الواحدة الناجية "من بين عموم فرق وجماعات الاسلام كملة واحدة وعقل واحد ينتقل الصراع حول "النجاة من العذاب الاخروي المتخيل " من صراع بين الاديان الى صراع داخل الاسلام كملة واحدة افرادا وفرق وجماعات فيعتقد كل فرد انه مع الجماعة الناجية وتعتقد كل فرقة انها هي الناجية وفقا لمقاربتها لاصول هذه النجاة .
ان ماهو مؤدي الى التوحش الدنيوي كشكل نهائي "للارهاب " هو التعالي الايماني الذي يولده هذا الاختذال اذ لاينحصر في كونه مصادرة لما هو متجاوز للارض انما تترتب عليه قوانين الارض داخل العقل المسلم وعليه يكون الفلاح فيها والسعادة ويمكن ان يصل ذلك حد التحارب بين الجماعات والفرق وراينا ذلك بين جماعات "السلفية الجهادية " كاكثر الجماعات التزاما بمقولة الفرقة الناجية اذ تنحى منحى عمليا في توحيد "معايير الوجود الارضي " ومحو التعدد الانساني وقتل اللاتناهي للهوية البشرية والتعدد الفقهي والتأويلي داخل الثقافة الاسلامية.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟