أيوب الرويفي
الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 10:00
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
الفيجيوارا ، عائلة اليابان الشهيرة
مختلف فروع الفيجيوارا من نسل سيد البلاط الكبير الذي حرض على انقلاب 645 الذي قام به من يحبون الصين و ثقافة الصين ، أقاموا سيطرتهم عن الممتلكات حتى أصبحت وارداتهم أعلى من واردات العائلة الإمبراطورية نفسها ، إذ توصلوا عن طريق سياسة ماهرة إلى اغتصاب السلطة من العائلة الإمبراطورية و ذلك عن طريق المصاهرة ، طريقتهم المفضلة أن يزوجوا بناتهم إلى الأباطرة الشباب الذين أرهقتهم مهمتهم المزدوجة حكاما و رؤساء دينيين ، فما لبثوا أن أقنعوهم بسهولة إلى ما أن يبلغ أبناءهم السن الذي يؤهلهم لرئاسة البلاط أن يتنازلوا أي الأباطرة عن العرش لصالح أبناءهم و يؤول العرش للإمبراطورة الوارثة و التي هي من الفيجيوارا و التي يستطيع أبوها الذي هو جد الإمبراطور الصغير شد خيطان الحكومة كما يشاء ، هذا التكتيك سمح للفيجيوارا أن يهيمنوا عن الحكم بدلا من العائلة الإمبراطورية مند منتصف القرن التاسع .
و منذ ذلك الوقت جرت العادة أن يعين أوصياء من الفيجيوارا على الأباطرة القاصرين , و عندما يبلغ العاهل سن الرشد يتخد الوصي لنفسه لقب الكامباكو أو وصي الرشد ، و خلال القرنين التاسع و العاشر كانت أعمال الوصي و الكامباكو تسند بالوراثة إلى أفراد الفيجيوارا كما يسند إليهم منصب المستشار و معظم المناصب الكبرى في الحكومة ، ثلثي عصر هيان الأخيرين كانا قد أطلق علهم إسم حقبة الفيجيوارا .
نهاية القرن 11 حاول إمبراطور نشيط أن يمسك الحكم و السيطرة على البلاط ، لكن رغم ردود فعله الفردية و الردود الفردية لعدد من الأباطرة بعده فإن الفيجيوارا حافظت على الحكم ألف عام ، إلى غاية الإنقلاب السياسي الكبير في النصف الثاني من القرن 19 ،
السؤال المطروح هو : لماذا لم تغتصب الفيجيوارا الحكم ؟ الجواب يكمن في كون الزعامة الدينية للإمبراطور كانت تقف سدا منيعا ، ففضل الفيجيوارا أن يبقى الإمبراطور ألعوبة ينتزعون منها كل السلطات
الحروب الإقطاعية بين الميناموتو و التايرا
مواجهات جدية على وراثة العرش بين عائلتي ذاك العصر الرئيسيين و هما الميناموتو المستقرة في الكانتو و تايرا التي تمتلك ممتلكات على طول البحر الداخلي .
انتصر تايرا كيوموري على الميناموتو عام 1156 و شتاء 1159 1160 ، ففهم أنه يضع الإمبراطورية تحت رحمته ، قدم إلى البلاط ليجعله تحت وصايته ، و اتخد لقب المستشار الأكبر ، و تبنى سياسة المصاهرة المألوفة عند الفيجيوارا فزوج ابنته من الإمبراطور ليكون له حفيد على العرش ، و ما لبثوا أن تحول كبار التايرا إلى حاشية و رأوا أتباعهم الذين بقوا في ممتلكاته الريفية يفلتون منهم شيئا فشيئا .
و في نفس الوقت كان الميناموتو يوريتومي حفيد سلالة الميناموتو المهزومة قد استعد استعدادا لتحدي التايرا ، و خلال حرب حامية دامت بين 1180 و 1185 ، تمكن من طرد التايرا من العاصمة و دفعهم إلى البحر الداخلي ليسحقهم في معركة بحرية شهيرة و اغتيل و انتحر رؤساء التايرا ، و هلك الإمبراطور حفيد كيوموري .
سلطة كاماكورا
ميناموتو يوريتومي أفاد من أخطاء التايرا فأدار ظهره لبلاط كيوتو ، اتخد من كاماكورا مقرا له و هي مدينة ساحلية في كانتو تقع قرب ممتلكات عائلته ، ترك مشاهير السلطة للأباطرة و الفيجيوارا، و أوكل إلى رجاله إدارة الممتلكات التي صادرها من التايرا ، و عام 1192 اتخد الميناموتو يوريتومي لنفسه لقب الشوغون أي القائد الأعظم ، و بذلك ترك عن طيب خاطر سلطة وهمية بين الإمبراطور و الحكومة المدنية ، و الحقيقة أن كاماكورا غدت العاصمة السياسية الحقيقية و ضمت أول حكومة عسكرية في اليابان ، ة كان اليابانيون يطلقون عليها الشوغونا أو الباكوفا .
3 أجهزة حكومية جديدة تشكل تحت سلطة الشوغون المباشرة :
هيأة أركان حرب عامة مكلفة بالمصالح العسكرية لأفراد العائة ومكتب الشؤون الإدارية و محكمة عليا للقضاء ، أما الإدارة الريفية فهي تحت أمر الجيتو الذين يديرون الممتلكات البحرية ، بينما الحماة العسكريون أو الشوغو يسهرون في كل مقاطعة على تنظيم الدفاع .
استقر النظام بغرابة على يد ميناموتو يوريتومي ، و من بعد ، تمكن من سياسة كل طبقات المجتمع ، و أصبحت الأمة كلها تحت رقابته بسبب واحد و هو أن مديري الممتلكات كانوا خاضعين له ، ففهم اليابانيون أن كاماكورا هي المركز العصبي للسلطة فاعتادوا على تقديم ملتمساتهم إلى الباكوفا عوضا من البلاط الإمبراطوري .
1221 تجرأ أحد الأباطرة على ثورة ضد سلطة كاماكورا ، فقام أنصار الميناموتو و تغلبوا على وقاحته ، هذا الحادث معبر عن حالة العجز التي وصلت إليها حكومة الإمبراطور ، و مع ذلك لم يدعي شوغونات كاماكورا إلا السلطة العسكرية التي يتصنعون الحصول عليها من الإمبراطور ، و طالما بقيت المؤسسة الإمبراطورية مصدرا للشرعية ، بقيت السلطة الدينية مزوقة للنظام قبل أن تعود إليه كامل سلطانه في منتصف القرن 19 .
الميناموتو تحت الوصاية
ميناموتو يوريتومي كان شخصا غيور عمل على التخلص من أخيه الأصغر الذي يعود له الفضل في التغلب على التايرا ، و أعد نفسه لإزاحة بقية أفراد عائلته ، و بعد موته 1199 ، أدت الخصومات بين سلالته التي توريها عائلة زوجته ال هوجو و هم من التايرا إلى القضاء على ورثته . و في 1219 قضت حادثة اغتيال على سلالة ميناموتو ، فاستولى ال هوجو عند ذاك على السلطة ، و حسب التقليد حصلوا على لقب الوصي ، و ساسوا البلاد عن طريق شوغونات دمى ، كانوا ينتقون من الفيجيوارا بادئ الأمر ثم بعد ذلك من العائلة الإمبراطورية ، و في القرن 13 كان الإمبراطور تابعا للإمبراطور سابق مستقيل و تابعا للفيجيوارا ، و الفيجيوارا يشرفون على ألعوبة يحركها من الخارج شوغون ، و الشوغون نفسه بين يدي الوصي و هو من الهوجو .
#أيوب_الرويفي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟