أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - هل ثمة فرصة لأصلاح أجهزة الدولة وتحسين أدائها في العراق














المزيد.....

هل ثمة فرصة لأصلاح أجهزة الدولة وتحسين أدائها في العراق


أحمد إبريهي علي

الحوار المتمدن-العدد: 5290 - 2016 / 9 / 20 - 09:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ثمة فرصة لأصلاح أجهزة الدولة وتحسين أدائها في العراق
د. احمد ابريهي علي
. لا شك ان ما آل إليه مجتمع العراق قبيل الأحتلال يمثل الوضع الأبتدائي لما بعد عام 2003 وهونقطة الأنطلاق للصيرورة الجديدة . لكن ظاهر المجتمع، الذي يبدو عليه اواخر سني الحصار، يغاير حقائقه العميقة، أذ عاش تاريخا طويلا من القمع المنظم والقسوة المفرطة، في احيان عدة، كي يصبح تابعا سلبيا للدولة. وكأنه قد أجّل تفاعله الداخلي الضروري لأندماجه وطنيا في انتظار الحرية التي تأخرت، ليتسع التباين بين مقتضيات عمل الدولة المعاصرة ومؤهلاته السياسية والثقافية التي مُنع من تطويرها.
وعندما انتهت دولة العراق بعد سلسلة من الحروب والحصار إلى الأحتلال، وإنقطعت استمراريتها، جرت إعادة بنائها و تشكل النظام الجديد مع ديمقراطية مفتوحة في جغرافية بشرية تختلط وتتجاور فيها جماعات متحمسة للتعبير عن هويات توارت سابقا خلف مظاهر الوحدة الوطنية. وتأبى ، تلك الجماعات، إلاّ الأنقياد لهيئات وشخصيات رسموا في اذهان الناس صورا لها صلة حميمة باعماقهم السيكوثقافية.
ولا يُنكر دور المحتل وكل الجهات الأجنبية بما فيها دول الجوار، وعلى خلفية الأنقسام الطائفي البغيض في المنطقة وتعميقه للتنابذ والكراهيات، والدعم السياسي والديبلوماسي والأعلامي والديني لأرهاب يقتل الناس جماعيا وعلى الهوية . كل ذلك وغيره أدى إلى تعويم العراق في معمعة من الصخب والعنف، بحيث تبقى الدولة ضعيفة، منهوبةـ وحياة الناس ومصالحهم المشروعة بالأمن والرفاه يستبيحها المتغالبون على المكاسب والأمجاد الشخصية. ويؤجَّل حسم المهمات المفصلية لأعادة التأسيس في إنتظار الظرف المناسب، ولكل دولة اجنبية منخرطة في الشأن العراقي وحزب وعصابة تعريف مختلف للظرف الذي يناسبها.
و الأحزاب الحاكمة منذ عام 2004، و قوى التمرد المسلح والأرهاب وجميع اشكال العنف، والمعارضة، كلها كاشفة لخصائص المجتمع وإمكاناته الحضارية والأخلاقية التي افصحت عنها عملية البناء الجديد وفشل الدولة في اداء وظائفها، والفساد من نتائج ذلك الفشل ومظاهره. ومن التبسيط، الذي لا يساعد على تخليق فرصة للأصلاح، إختزال الأزمة إلى الأسلام السياسي، امريكا والسعودية و إيران وتركيا ... ، او حتى الصراع بين جماعات النظام الجديد والقديم، السنة والشيعة ، الأنفصال في مقابل الوحدة. إذ من الصعب تمييز النتائج عن الأسباب في الخضم العراقي، كما قد يصعب الفرز بين من يناهض الدولة او يحاربها منتهزا فرصة لمغنَم، او تعبيرا صادقا عن احساس بالظلم وطلبا للعدالة.
الأدارة الحكومية في قبضة المصالح والضغوط التي تعيد إنتاج الراهن العراقي، ولا تخفى حقيقة الأنسجام بين ثقافة العمل في دوائر الدولة وبيئة الحكم آنفة الذكر. واصبح هذا التكوين المعقد ، أجهزة الدولة ضمن الفضاء الأجتماعي الأوسع، الذي تنتمي إليه فكرا وفي انماط السلوك ، فاقدا لأبسط اشكال الأستعداد الذاتي للأصلاح.
ومن المستبعد ان تكشف الأنتخابات القادمة عن استعداد للتغيير، وحتى عند ظهور مثل هذا الأستعداد فإن النخب الفكرية والأحزاب السياسية البديلة لم تمتلك القدرة على تعبئته ليتحول إلى إمكانية. ومن المؤلم ان شخصيات مؤثرة في الجماهير والتي رفعت شعارات للأصلاح قاومت الأشتغال على مضامينه العميقة، لأنها تتحدث إلى الجماهير وتصغي إلى اصحاب النفوذ، ولم تنجح في إخفاء مقاصدها المحدودة ، والتي لا تتعدى كثيرا إعادة توزيع المناصب الوزارية وما في حكمها نحو عوائل واشخاص من وسط آخر.
اما الصحافة الأصلاحية فتكاد تقتصر على نشر حكايات الفساد دون الأسهام الجدي في تعميق وترقية الوعي، وعي الأدارة والأقتصاد والسياسة، على اسس موضوعية، كي تُضعِف من أثر التضليل والشعوذه السياسية في فهم الدولة وكيفية عملها وعلاقتها بالناس والدين والأحزاب والمصالح المشروعة والمغرضة.
ومن تجليات ضعف الدولة عدم قدرة المستوى السياسي للحكومة في اخضاع عمل الجهاز البيروقراطي لكي يخدم الصالح العام بكفاءة ونزاهة. لأن الجهاز البيروقراطي توزعت ولاءآته على احزاب عدة تقاوم، وبشراسة احيانا، محاولات الحكومة للسيطرة عليه او إجراء تعديلات على توزيع مواقع المسؤولية حسب مقتضيات الكفاءة والنزاهة إن ارادت.
وربما يساعد في الضغط من اجل التغيير العمل على بلورة خطة او مقترحات متكاملة وبقدر من التفصيل لأعادة تشكيل دوائر الدولة على اساس الوظيفة مع توصيف للعمليات والضوابط الحاكمة للأداء. وان تتولى قوى الأصلاح ذاتها إعداد تلك المقترحات بالأنفتاح على اهل الخبرة والأختصاص في تعاون طويل النفس، وسوف تكتسب من خلاله معرفة ب"الدولة العميقة" تزيد من فعاليتها في التأثير.
وبذلك يتحول حراك محاربة الفساد من المطالبة بالعقاب، وبالتالي ينحصر في صلاحيات هيئة النزاهة والقضاء، نحو هياكل الأدارة والتنظيم وسياقات وانظمة العمل . اي من معاقبة الفاسد إلى منع الفساد وإقتلاع اسباب الفشل وغرس مقومات االتطوير المستدام.
وإلى جانب ذلك الترويج لمعاقبة الفشل ، فشل الأداء في دوائر الحكومة المركزية والمحافظات في مجالات: الأمن والبناء التحتي والصحة والتعليم ... وعلى كافة مستويات المسؤولية.
وايضا المكافأة المعنوية للنجاح في كافة المجالات. ودعم السياسات التي تصب ، ولو في نهاية المطاف، في التخفيف من الفقر والمعاناة ، وتحقيق العدالة وحماية حق الأنسان في الأمن والكرامة.
تلك امثلة من البسيط الواضح، والمقصود التوجه للبحث عن كيفية تخليق فرص الأصلاح درءا للمخاطر و إنتزاع مكاسب للناس. د. أحمد إبريهي علي



#أحمد_إبريهي_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات عامة حول الحساب الاقتصادي للخطط الخمسية في العراق
- سوق النفط و إخراج الأقتصاد العراقي من المأزق
- تسوية القضايا الخلافية وتعديل الدستور على اسس واضحة
- الأقتصاد المالي الدولي والسياسة النقدية: كتاب في سياق الحوار
- متابعة سوق النفط وملاحظات حول الوضع المالي
- الأستثمار الأجنبي والنمو وسياسات الأستقرار الأقتصادي:مقاربات ...
- إقتصاد العراق في دراسات للدكتور احمد ابريهي علي: عرض مختصر ل ...
- تعريف بكتاب الأقتصاد النقدي للدكتور احمد ابريهي علي
- التمويل وسوق الصرف والتنمية في اقتصاد نفطي للدكتور احمد ابري ...
- الحفاظ على الديمقراطية في العراق وتطوير النظام السياسي لقد إ ...
- النزاع على السلطة اساس الأزمة في العراق
- إحتياطيات البنك المركزي العراقي ومورد النفط وعجز الموازنة ال ...
- الديمقراطية التوافقية و محنة العراق
- ضعف الدولة يستنزف العراق اقتصاديا
- مقاولات المشاريع الحكومية في العراق
- حكومة التكنوقراط في العراق
- التجارة الخارجية في العالم بين عامي 2000 و2014 وإتجاهات الأم ...
- نجاح مجموعة بركس والدول النامية في التجارة الدولية
- تقرير وضع الغذاء والزراعة لعام 2015 والفقر الريفي في العالم
- تقريرالتنمية البشرية لعام 2015: قراءة لبعض المؤشرات وملاحظات


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إبريهي علي - هل ثمة فرصة لأصلاح أجهزة الدولة وتحسين أدائها في العراق