أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خوناف أيوب - قصيدة














المزيد.....

قصيدة


خوناف أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 22:25
المحور: الادب والفن
    


( الأن عرفت )



يوم أتيت كنت صلاةً
وها أنت ذا تحرق قِبلة ذاك اليوم

...
في الشارع الطويل
أتذكر ؟ كانت لفحة عنقك تلف شتائي
كم كنتَ دافئاً
لم أكن أعلم بأني حطب دفئك .

...

يوم كنت تصب لي الماء قبل نفسك
كنتُ عطشى جداً
وكنت أنتظرك لترتوي
ها أنت اليوم قد ارتويت
وها أنذا أحاكي ظلال حزني عن رمالك

...

حين كنت لا تنام قبل أن تراني
كنتُ أبقى أخاف عليك من الشتاء
كنتُ أكره الفجر لأنه يراك قبلي
ربما الآن نسيتَ تراسيم فرحي .

...

الطفل الذي كان سيشبهك
ذهب لتخوم ما مضى
واشترى جناحين
إنه الآن يعبر ذاكرتي
أناديه .. فيغرق في ضباب قلبك .

...

كلما حاولت اختصار الحكاية
استغرق الوقت صمتاً لنهاية العمر .
كيف أختصر بحيرات الدم في قلبي ؟

...

لم يكن شكسبير يومها كاتباً
كان طاولة وكرسياً وستارة بيضاء
قلت لك يومها أريد الستارة لبيتنا
بيتنا الذي هدته بلدية المدينة
سيبنون مكانه داراً للأيتام .

...

يوم فتحتُ لك الباب
لم أراك
كنت أرى الكون كله
منذ ذاك الوقت والباب مغلق
وأنا لا أرى سوى رائحتك المعلقة بوسادتنا التي تحترق كل يوم .

...

أذكرُ أخر مرة نظرتَ إلي
كنت تحبني جداً
أذكر دوماً إن المحبون لا يكرهون ،
كيف كذبت عيناك حينها ؟
رؤياك تسلك طريق الرماد الآن
لم أعد أريد أن يراني أحد
لذا ألف وجهي بالحديث عنك للجميع .

...

لأنساك هربت لمدينة الحرب
كانت الطائرة تهدد بالموت
كنتُ أفكر
كيف سأراك إن قتلتني الطائرة
علمتُ بأني سأهرب منك دوماً
سأهرب إليك دوماً .

...

من شدة حبي لك
تخليت عن أصابعي
فلتكن شموعاً في دربك
ربما تتوه عن الكره يوماً
ربما تعود .

...

رائحة عطري التي أحببتها يوماً
مازلت أحتفظ بها
خبئتها بعد ذاك اليوم
فلتنتظرك الأشياء معي .

...

يوم مسكت بيدي
كنت أشعر بالدوران
دوران البحر .

...

أتذكرُ أرضي الكبيرة في القرية
سأشتريها ذات يوم
لأزرعها ورود نسيان .

....

يدي التي كنت تحبها
كانت معك صندوق قوس قزح
القوس رماني برحيلك.
عيني التي كنت تحبها
كانت بك ترى الدنيا بيضاء
كم سوداء هذه الدنيا بعدك ؟

...

شارع المئذنة في حي المسيحين
كان شاهداً وحيداً على قدومك لي
من سيصدق المئذنة هناك ؟

...

أتخلى عنك كل يوم أكثر
وكل يوم أفقدُ جزءً من السماء
يوماً ما سأفقدُ الأزرق
أزرق السماء .. أزرق قميصك ،
يزداد نسيانك كل يوم
وكل يوم أنسى جزءً من الحياة
مثلاً البارحة نسيتُ أن أبتسم بوجهي
كنتُ أحكي لي في مرآة الصباح عنك ،
لم يعد هنا مكان لصوتك بعد اليوم
لقد تركتُ عادة الفرح كلما كنتُ أسمعك
أصبحتُ أستمعُ لساعة الجدار
ربما أفكُّ أسري من توقيتك ،
فكل يوم ينتظرني طيفك على باب الذاكرة ،
والأبواب هنا جدران سجن ..

.....

هنا الليل الكفيف
مذ أن غادره صوتك
يحمل قلبي كل يوم ويسير
قلبي عصاه البيضاء
لم يتعثر يوماً بحصى
كل حين يتعثر بيوم فراقك
صوتك لم يعد يأتي
مسامع الأرض لم تر العشب هذا العام

...

تغيرنا وتغيرت أشياء كثيرة
لم تعدأنت ولم أعد أنا
واستلقت المدينة تحت الظهيرة
تَعدُّ سقوط العصافير .

...

ماذا أفعل هنا ؟
سألت نفسي وأنا أقبل صورتك القديمة ،
ماذا أفعل هنا ؟
سألت نفسي وأنا أكتب لك رسالة طويلة ،
ماذا أفعل هنا ؟
سألت نفسي وأنا أرتب انتظارك بعدما متُّ بقلبك .
...

كان لي صديق
يبكي كلما سمع قصيدة
الأن عرفتُ لِمَ كان يبكي كل مرة أكثر
الأن عرفت
فكل يوم بعد الفراق أقسى من يوم الفراق
الأن عرفتُ قسوة الفراق .

...

لم يذبحوا أضاحي لإسماعيل هذا العام
فقلبي كل يوم يُذبح بعد غيابك
ولم يهبه كل حبه لك أَيّ عودة .

...

وسائل النقل مكتظة بالعوائل
وحدي أقلت تكسي أُجرة
وعانقتُ يدي أواسيها على فقدان يدك .

...

كم عاماً يلزمني لأرمم هذا الحطام
حطام خرابك ؟
سألت روحي التي هرمت بك
وراح الفصل يمطر .

...

أيتها العالية
أيتها السماء
كم لوناً لك ؟
لِمَ بعد الخيانة تصبحين سوداء ؟
أيتها الواسعة
أيتها الأرض
كم وادي لك ؟
لِمَ بعد الخيانة حفرتي قلبي هكذا ؟

...

هاتفي ثقيل جداً
مذ أن غادَرته نغمة صوتك
وهو في حداد .

...

شارع بيتنا لم يوزع سكاكر العيد
كان مايزال منشغلاً
يشم رائحة مرورك بها قبل شهرين

...

كلما حاولت القدوم إليك
اصطدمت بأخر كلماتك
كان ثغرك يومها سكاكين
ومازال جسدي يلملم جراحه منك .

...

البنايات في المدينة
أكوام دهشة
الإسمنت لم يعد أبيضاً
الإسمنت يتصبب بالأسئلة
كيف أدرت لي ظهرك ؟
حين كنت أغرق في مدن انتظارك ! .

...

كل شيء بارد
الهواء
الشمس
البيت
وأنا ..
كان صوتك يحتضننا كلنا يوماً .

...

سأنام الليلة أيضاً
يومٌ أخر ذهب دون أن أتنفس
لم يأتِ شيء منك .

...

لم تخف علي يومها
كنتُ أبكي ،
كانت الجدران تسقط علي
وكنتَ سعيداً
انتصرت على الحب يومها
بالخيانة ننتصر .

...

لم أقل لأحد صباح الخير
قُبّلتُّ يد أمي
وذهبتُ أغلقُ الحياة عليَّ
ما دخلي بالحياة دونك .. ؟ .



#خوناف_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خوناف أيوب - قصيدة