أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أفلام تخترق التابوهات السياسية والاجتماعية في مهرجان سفر السينمائي بلندن















المزيد.....

أفلام تخترق التابوهات السياسية والاجتماعية في مهرجان سفر السينمائي بلندن


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 10 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


تنطلق فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان سفر السينمائي الذي ينظمهُ المعهد العربي البريطاني بلندن بالاشتراك مع معهد الفنون المعاصرة في 14 سبتمبر / أيلول الجاري ويستمر لغاية الثامن عشر منه. وسوف يُعرَض خلال أيام المهرجان الأربعة تسعة أفلام روائية ووثائقية تمثل ثمانية بلدان عربية وهي مصر، فلسطين، الجزائر، الكويت، تونس، سوريا، لبنان والمغرب. لا يقتصر بينالي SAFAR على تقديم وعرض الأفلام العربية الحديثة وإنما يشتمل على أنشطة خاصة كالندوات والحوارات والحلقات النقاشية التي تتم غالبًا في حضور بعض المخرجين أو الممثلين الذين جسّدوا الأدوار الرئيسة في الأفلام المشاركة في المهرجان.
تنتمي الأفلام المُشاركة في هذا المهرجان إلى مخرجين مخضرمين وشباب على حدٍ سواء لكن غالبيتها تتحدى الصور النمطية، والتابوهات السياسية والاجتماعية، وترصد الأحداث والمخاضات التي سبقت ما يسمّى بـ "الربيع العربي" أو تداعياته المفجعة في البلدان التي حملت راية التغيير.
ارتأى القائمون على المهرجان أن يكون فيلم الافتتاح هو "قبل زحمة الصيف" للمخرج المصري محمد خان، أبرز ممثلي الواقعية السينمائية في مصر إلى جانب عاطف الطيّب، داوود عبد السيّد، خيري بشارة وآخرين. لم يحقق هذا الفيلم نجاحًا يُذكر في الصالات المصرية بل أنه سُحب منها قبل أوانه لأنه لم يلقَ رواجًا جماهيريًا، لكن المستوى الفني للأفلام في البلدان العربية لا علاقة له بالرواج وشبّاك التذاكر، وهذا ما حصل تمامًا مع فيلم "قبل زحمة الصيف" الذي يعوِّل على اللغة السينمائية ولا يراهن كثيرًا على القصة السينمائية بما تنطوي عليه من حبكة وسيناريو ومسارات سردية.
يشترك المخرج الفلسطيني الشاب مؤيد عليان بفيلمه الروائي الأول "حُب وسرقة ومشكلات أخرى" الذي يُعرض في اليوم الثاني من المهرجان، وهو فيلم إثارة لكنه ينطوي سخرية حادة وكوميديا سوداء. تتمحور قصة الفيلم حول لص فلسطيني يعتاش على سرقة السيارات لكنه يقع في مأزق كبير حينما يسرق السيارة الخطأ حيث يكتشف في خاتمة المطاف أن الصندوق الخلفي للسيارة الإسرائيلية التي سرقها تحتوي على جندي إسرائيلي مخطوف من قِبل أفراد في المقاومة الفلسطينية فيقع بين مطرقة المخابرات الإسرائيلية وسندان الفصيل الفلسطيني المقاوم. ينأى هذا الفيلم بنفسه عن القصص النمطية التي تتحدث عن الثوار والمناضلين والجواجز الإسرائيلية ويركِّز بقوة على الناس البسطاء الذين يعيشون في ظل الاحتلال ويضطرون إلى امتهان السرقة كما هو حال البطل الذي يسرق ليرشو بغية الحصول تأشيرة الخروج من البلاد.
يروي فيلم "حكاية الليالي السود" أو Let them come للمخرج الجزائري سالم إبراهيمي جانبًا من حكاية الجزائر في ثمانينات القرن الماضي حينما هيمن المدّ الإسلاموي وتلاشت المفاهيم الاشتراكية لتحل محلها الرأسمالية التي دعمتها أميركا ورسختها في عموم البلاد. نور الدين الذي يثق بوالدته فقط ويطيعها سوف يتزوج بياسمينة التي يُفترض أن تمنحه اللذة والسعادة لكنهما سوف يكتشفان أن هذا الوطن قد أصبح ضحية للرعب والبربرية والتعصب. يعقب عرض الفيلم مناقشة مع مديرة المهرجان لهذا العام رشا سلطي والمخرج سالم إبراهيمي والممثلة الفرنسية من أصل جزائري رشيدة براكني.
تُقدَّم في اليوم الثالث من المهرجان ثلاث فعاليات حيث تشتمل الأولى على خمسة عروض قصيرة للمخرجة الكويتية منيرة القديري وهي "شائعات عن الثراء"، "مسلسل رمضاني"، "وراء الشمس"، "صلاة السفر" و "وا ويلاه" يليها حوار مطوّل مع المخرجة تديره رشا سلطي.
أما الفيلم الثاني فهو "شبابك الجنة" للمخرج التونسي فارس نعناع. تدور قصة الفيلم حول الزوجين الشابين سامي وسارة اللذين كان يعيشان حياة سعيدة وميسورة. وما إن غرقت ابنتهما الوحيدة في البحر حتى انقلبت حياتهما رأسًا على عقب. وعلى الرغم من انغماس الزوج في الحانات والزوجة في فرقة غنائية إلاّ أنهما لم يتخلصا من الإحساس بالذنب، والشعور باليأس والإحباط وفقدان الأمل لكن اشتراطات الحياة تضطر الاثنين معًا الى المُضي قُدمًا ومواجهة المحن التي تختبئ وراء المجهول.
فيما تتمحور قصة الفيلم الثالث "على حلة عيني" للمخرجة التونسية ليلى بوزيد على الشابة فرح التي أنهت لتوها المرحلة الإعدادية بتفوق لكنها اكتشفت أن عائلتها قد قررت سلفًا دخولها إلى كلية الطب فتنضمّ إلى فرقة موسيقية وتمارس الغناء في بيئة سياسية لا تتوفر فيها مساحة واسعة لحرية الرأي والتعبير فتتعرض للسجن والتعذيب والتحرّش من قِبل العناصر الأمنية التابعة لنظام زين العابدين بن علي فتخرج شبه محطّمة لكنها تحاول أن تقف على قدميها من جديد.
تُعرض في اليوم الرابع والأخير من المهرجان ثلاثة أفلام نوردها تباعًا وهي "أبواب بلا منازل" للمخرج السوري من أصول أرمينية آفو كابرئيليان الذي عاد من دراسته في دمشق وبدأ يصور التغييرات التي طرأت على حياة العوائل في حي الميدان بمدينة حلب، هذا الحي الذي استقبل المهجّرين الأرمن الذين تركوا ديارهم قبل قرن من الزمان قد بات يستقبل موجات كبيرة من النازحين السوريين الذين فروا من وحشية النظام وبربرية داعش. يركز كابرئيليان في فلمه الوثائقي على تصوير حركة الحي والجيران والناس المهجرين، كما يصور أمه التي لا تفارق شرفة المنزل المطلة على الحي.
أما الفيلم الثاني المعنون "إمبراطور النمسا" للمخرج اللبناني سليم مراد المبني على تداعيات أصداء هدم المنزل الذي عاش فيه المخرج في طفولته فهو يثير العديد من الأسئلة والأفكار التي تتعلق بوجوده الشخصي كطفل وحيد لوالديه لكنه منجذب للرجال فقط. تُرى هل يجب أن يواصل خط الإنجاب أم يعيش حياته الخاصة على هواه؟
يُختتم المهرجان بفيلم "جوّع كلبك" للمخرج المغربي هشام العسري وهو الجزء الثالث من ثلاثيته المعروفة بجزئيها الأولين "هم الكلاب"2011، و "البحر من ورائكم" 2014، يتناول العسري في الجزء الثالث شخصية وزير الداخلية المغربي السابق إدريس البصري "جيراري بن عيسى" الذي ارتبط اسمه بسنوات الرصاص، ومُخرجة الأفلام الوثائقية غيتا "لطيفة أحرار" التي تسعى لإجراء مقابلة مع البصري الذي كان يقف وراء اغتيال مئات المعارضين، وزجّ الآلاف من المناوئين للنظام الملكي السابق في السجون والمعتقلات السرية وتعرِّضهم إلى أبشع أنواع التعذيب.
تُعتبر غالبية مهرجانات السينما العربية في أوروبا وأميركا ملاذًا للأفلام الجريئة التي لا تجد طريقها إلاّ بصعوبة بالغة في صالات السينما العربية التي تراقبها جهات سياسية ودينية واجتماعية، بل أن الأفلام الحديثة المغايرة للأفلام النمطية لا تجد إقبالاً جماهيريًا كما هو الحال مع فيلم "قبل زحمة الصيف" للراحل محمد خان فهذا الفيلم لا يعبأ بالقصة السينمائية، ولا يلهث وراء التصعيد الدرامي والحبكة الروائية القوية لأنه يراهن اللغة البصرية مثلما يعوِّل على الجرأة وخرق التابوهات الأخلاقية التي تتعلق بحق التصرف بحرية الجسد.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أفلام عربية جريئة في مهرجان سفر السينمائي بلندن
- تجليات السيرة الذاتية والأسرية في النص الأدبي
- سلالة باتريك موديانو النقيّة
- لُغز أُذن فان كَوخ: الحادثة الأشهر في تاريخ الفن المعاصر
- جورجيا أوكَيف . . .أيقونة الفن التشكيلي الأميركي
- -وصية لأجل الملك- وتنميط الشخصية العربية المسلمة
- الفن الأرضي الزائل الذي توثِّقه العين الثالثة
- أسرار القدّيس يوحنا بولص الثاني وحُبِّه لآنا تيريزا تمنيسكا
- الحياة ما بعد تشرنوبل
- أغنية الغروب . . . قوّة المرأة في مواجهة المصائر المُفجعة
- تسعة فنانين عراقيين يحتفون بزَها حديد
- نبوءة السقّا . . . بطولة جماعية في مكانٍ افتراضي
- سمكة الأمازون الكهربائية. . .صعقتها تشلّ التمساح وتطرح الحصا ...
- حنوّ الغوريلا وميولها العاطفية تجاه الإنسان
- مخرج على الطريق: الخشية من تحجيب الأفلام (3-3)
- مخرج على الطريق: أفلامي واقعية جديدة مُبهجة (2-3)
- مُخرج على الطريق: الشخصية أهم من الحدّوتة (1-3)
- الماركسية والشِعر: الوحي المنبثق من لحظة النشوة والغيبوبة
- التقنية المُراوِغة في -مصائر- ربعي المدهون
- الفتنة. . نصٌ وثائقي ببناء معماري ركيك


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - أفلام تخترق التابوهات السياسية والاجتماعية في مهرجان سفر السينمائي بلندن