كيف نتعامل مع قرار اليونسكو بضم اهوار العراق الى لائحة التراث العالمي.

باسم جليل حسون راضي

الحوار المتمدن-العدد: 5279 - 2016 / 9 / 8 - 00:10
المحور: المجتمع المدني
    

بقلم جليل حسون عاصي...
يعيش سكان الأهوار في الناصرية والعمارة حياة بائسة، يسودها الحرمان والتخلف. رغم وفرة الموارد المتنوعة فيها. دون أن تفكر الحكومات المتعاقبة حتى مجرد تفكير على استغلالها. هذا ما لاحظته خلال تنقلي في الاهوار لعدة سنوات. وعندما بادرت حكومة ثورة 14/تموز على أنصاف هؤلاء المعذبين .وخدمة للاقتصاد الوطني، بالتعاقد مع الاتحاد السوفيتي السابق على عدة مشاريع (في حينها كان الراحل أبراهيم كبة ،وزيرا" للاقتصاد) وفعلا باشرت الشركة أعمالها واجرت المسوحات اللازمة. ارتأت الحكومة ايقاف تنفيذ المشروع بعد عدة أشهر(بسبب الضغوط ألتي مورست ضدها من القوى الرجعية والحاقدة لأرتداد الثورة عن نهجها التقدمي) مما اضطرت الشركة الى إنهاء اعمالها واجهض المشروع برمته.
تحمل سكان الاهوار مصاعب اضافية خلال الحرب العراقية الايرانية بسبب التداخل في الحدود بين البلدين في هور الحويزة. إلا ان الكارثة الحقيقية حصلت بعد انتفاضة آذار/1991، عندما اقدمت حكومة المقبور صدام على تجفيف الأهوار مما اضطر السكان الى النزوح.وبعد سقوط النظام في (2003) قام السكان المحليون بفتح ثغرات في السداد مما سهل دخول كميات محدودة من المياه ..الا انها غير مشجعة على العودة. وبقي القلق وحالة عدم الاستقرار تشغل بال من عادوا الى الاهوار. للتذبذب بين زيادة المياه ونقصانها حتى بعد تشكيل هيئة انعاش الاهوار..وفعلا تكبدوا خسائر كبيرة بعد نفوق الكثير من حيواناتهم ومعاناة عوائلهم ..إلا ان قرار اليونسكو بضم الاهوار الى لائحة التراث العالمي خلق حالة من الطمأنينة والتفاؤل بحياة أفضل لديهم.وهذا يتطلب وضع الخطط المناسبة لإنجاح هذا القرار الحيوي .. وعلية اقترح ما يلي:، ..
(1 )-على الحكومة العراقية والجهات المعنية وضع الخطط المناسبة لتنفيذ القرار.وإقناع منظمة اليونسكو بأننا قادرون على تحقيق الالتزامات المترتبة علينا لضمان بقائنا على لائحة التراث العالمي وسيسهل ذلك على ضم المزيد من آثارنا الأخرى .لاسيما وأننا لدينا خزين كبير منها..
(2)-تشكيل هيئة لإدارة هذا الملف إلهام. تتمثل فيه كافة الوزارات ومجالس المحافظات ذات العلاقة على ان تكون بعيدة عن المحاصصة. ويجري اختيار عناصرها على اساس الكفاءة والنزاهة ومن ذوي الخبرة والاختصاص. والاستفادة من أهالي المنطقة والاستعانة بهم قدر الامكان.
(3 )-تشكيل وفد مفاوض مدعوم بأرادة سياسية قوية للتفاوض مع تركيا وايران للحصول على حصصنا المائية .لأن تطوير الاهوار متوقف على وفرة المياه. وفق المعادلة التي تقول (لا اهوار بدون مياه).
(4 )-احياء العقد المبرم مع الاتحاد السوفي السابق او بعض بنوده والذي يتضمن المشاريع التالية.(تعميق نهر الفرات عند مروره بهور الحمار ليكون صالحا" للنقل المائي. استغلال آلاف الدونمات من الاراضي الصالحة لزراعة الشلب العنبر) استثمار الحقل النفطي في هور الحمار. معمل تعليب الأسماك. وآخر لصنع الألواح من البردي المضغوط..سواء مع روسيا الاتحادية او غيرها.
(5)-الاستفادة من الاراضي التي انحسرت عنها المياه والتي من الصعب وصول منسوب المياه إليها في المستقبل لأغراض الزراعة والتي اثبتت التحليلات المختبرية صلاحيتها لزراعة المحاصيل الزراعية بما فيها محصول البطاطا.والاستفادة من ضفاف الاهوار وقت الصيهود لزراعة محصول الذرة البيضاء والصفراء.
(6 )-أنشاء معمل لتصنيع الحليب ومشتقاته. لاسيما وان مادة الحليب متوفرة بكميات كبيرة في المنطقة وبأسعار زهيدة.وآخر لعمل (الكارتونات) لوفرة المواد الأولية (البردي والجولان والقصب).
(7)-تشجيع الصناعات الحرفية التي تشتهر بها المنطقة .وتقديم المساعدة لهم وحماية منتجاتهم.
(8 )-تهيئة المستلزمات الضرورية من بنى تحتية وغيرها لجعل الاهوار مناطق سياحية. فهي تصلح أن تكون مشاتي في فصل الشتاء. ومناظر جميلة وخلابة واجواء مناسبة في فصلي الربيع والخريف. حيث الخضرة والطيور والأسماك وطيبة الأهالي..
(9 )-فتح باب الاستثمار للأشخاص والشركات الوطنية والعربية والعالمية لتنفيذ المشاريع التي يتطلبها إنجاح هذا المشروع الضخم.مع أخذ رصانة وآهلية الأفراد والشركات عند التعاقد معها.
(10)-ابلاء الاهتمام اللازم لأبناء المنطقة ورفع مستواهم الثقافي والاجتماعي والصحي من خلال فتح المدارس والمستوصفات.ومراكز التوعية الثقافية والاجتماعية ومكافحة الأمية. ومحاربة الدجل والشعوذة المنتشرة بينهم. وتشجيع منظمات المجتمع المدني. والمنظمات الانسانية العربية والعالمية ومساعدتها للنهوض بهذه المهام.
(11)-يحتل الإعلام أهمية كبيرة لأنجاح هذا المشروع. لهذا يتوجب على كافة المؤسسات الاعلامية العامة والخاصة ومواقع التواصل الاجتماعي.التعريف بآثارنا التاريخية واهوارنا الجميلة، وتشجيع الدراسات والبحوث واعداد اللقاءات وعقد الندوات.ودعوة الاعلاميين والباحثين والمختصين لزيارة العراق والأطلاع على تراثه الغزير..
(12)-الحفاظ على تنوع الأحياء في الاهوار. ومنع الصيد الجائر للأسماك والطيور.وتوفير الرعاية البيطرية لحيواناتهم من البقر والجاموس.
(13)-على الجهات الرسمية والشعبية اتخاذ موقف حازم من الأصوات التي بدأت بالزعيق منددة بالمشروع. ومحذرة من خطورته على المجتمع.هذه الأصوات تجاوزتها الحياة كثيرا".مع اخذ الحيطة والحذر من المؤسسات والأفراد الذين يعرقلون إنجازه او يماطلون في تنفيذه....

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات